أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الدجاج.. جرس إنذار لأصناف أخرى


علاء القرالة

الدجاج.. جرس إنذار لأصناف أخرى

مدار الساعة (الرأي) ـ
ما يحدث في سوق الدجاج المحلي من ارتفاع أسعار يحمل في طياته امرين، اما ان الأثار السلبية لارتفاعات الاسعار العالمية بدأت تؤثر على السوق المحلي، وإما أن هناك من يسيطر على سوق الاعلاف وكمياتها ويحجبها عن صغار المزارعين وتسيطر على الأسواق والانتاج، فاي الحالتين اصدق واصح؟.
تناقضات كبيرة شهدتها التصريحات مؤخرا حول ارتفاع اسعار الدجاج وقلة الكميات منها، فهناك تصريحات تقول ان معادلة الاسعار تخضع لعملية العرض والطلب ولذلك ارتفعت الاسعار، ومن هنا يخرج التساؤل لماذا قلت الكميات رغم ان الطلب عند نفس معدلاته من كل عام ولربما اقل ؟، فالمستهلك يشكوى ضعف القوة الشرائية والتجار والمطاعم تشكو تراجع المبيعات، ما يستدعي ان ننظر للمشكلة بشكل مختلف ومن وجهة نظر اخرى بعيدا عن الطلب والعرض الذي يتنافى مع تصريحات المنتجين والمستهلكين والتجار واصحاب المطاعم، فأين الخلل اذن ومن يستطيع تحديده؟.الارتفاع الذي طرأ على أسعار الدواجن هذه المرة مختلف عن كل مرة، ففي العادة ترتفع اسبوعا أو اسبوعين او خلال موسم معين كما رمضان ثم تعود الى الهبوط، غير انها هذه المرة استمرت لفترة طويلة وسط توقعات بان تستمر عند نفس المعدلات الحالية باتجاه الارتفاع، ما يؤكد ان ثمة امرا لا يتعلق بالطلب والعرض وهو تراجع انتاج صغار المزارعين بسبب ارتفاع الاعلاف ومدخلات الانتاج التي يتحكم بتجارتها بعض المستوردين وكبار المزارعين الذين يتحكمون في معادلة الكميات الان، الامر الذي يعني ان هناك اصابع خفية تلعب في السوق وتتحكم به بعيدا عن عين الرقابة.تراجعت الكميات الى حدود كبيرة اذا ما تم مقارنتها مع الطلب المنخفض اصلا والتي كانت تؤكدها العروض الضخمة على هذه السلعة، يؤشر على ان صغار المزارعين قد باتوا يخرجون من السوق فلم يعودوا يتحملوا ارتفاع الاعلاف عليهم ولا مدخلات الانتاج من ادوية وغيرها من المستلزمات والتي تزامنت مع وضع سقوف سعرية للدواجن لخشيتهم من التعرض للخسائر الامر الذي انعكس ايجابا اليوم على كبار المزارعين بعد ان توقف العمل بالسقوف السعرية وترك الامر لمعادلة العرض والطلب، ما جعل هؤلاء الكبار يتحكمون بالسوق صعودا تلو الصعود لان الكميات التي ينتجونها لا يمكن ان تتعادل مع الطلب في ظل غياب صغار المزارعين، ومن هنا نتوجه بالسؤال الى متى سيستمر ترك بيع الاعلاف والادوية ومستلزمات الانتاج بيد نفس المزارعين الكبار؟.في النهاية، هناك من يريد ايصال رسالة للحكومة بأن يفتحوا باب استيراد الدواجن على مصراعيه، وهناك من يريد تبرير الارتفاع وربطها بأسعار الاعلاف والمستلزمات، وهناك صغار المزارعين الذين يخرجون تباعا وكبار يسيطرون على السوق بشكل اكبر، وهناك جرس انذار ينذر ويحذر من ارتفاع بقية الاصناف كما حدث في الدجاج، فبينما يستمر انتظار المستهلك لأنخفاض أسعار الدواجن الى معدلها الطبيعي، ما على الحكومة سوى ان تبحث اكثر فستجد ان الاسعار العالمية مما يحدث براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
مدار الساعة (الرأي) ـ