مع انها أكثر الأماكن التي يفترض فيها أن تشهد فيها النساء نجاحات انتخابية لكن النتيجة عكسية تماما . اذكر أنه خلال الربع الأخير من العام الماضي تابعت انتخابات نقابة الصحفيين حيث ترشحت وقتها فلحه بريزات لموقع النقيب لكنها خسرت . في هذه السنة ترشحت بثينه الطراونه لموقع النقيب في نقابة المهندسين وخسرت كذلك . بالطبع تتعدد اسباب الخسارة . فهنالك العقلية الذكورية وقد يكون السبب الآخر أنهما من توجهات سياسية مغايرة لعدد من الناخبين في كلتا النقابتين . لكن مهما تعددت اسباب التفسير فالنتيجة واحدة وهي أنه لا مكان للنساء في موقع النقيب في النقابات المهنية . في ذات الاتجاه لكن بدرجة أقل وعلى مستوى عضوية مجالس النقابات أيضا لا اعداد تذكر تشير إلى وجود عضوات في مجالس النقابات المهنية الأردنية . قلة من النساء نجحن في انتخابات مجالس النقابات .كانت أعلاها في مجلس نقابة أطباء الأسنان حيث نجحت مرشحتين اثنتين وهما الاسمر و الحياصات واحدة منهن نجحت في الموقع الاول فيما نجحت الثانية في الموقع الثالث . في نقابة المهندسين الزراعيين نجحت واحدة وخسرت الأخرى . في نقابة الممرضين نجحت سيدتين بحكم وجود كوتا لتخصص القبالة . في نقابة الجيولوجيين نجحت واحدة من النساء . في نقابة المهندسين لم تنجح أي سيدة و كذلك الحال نفسه في نقابة الأطباء البيطريين وفي نقابة الصيادلة ؟.
في التعامل مع حالة تدني نسبة تمثيل النساء في النقابات المهنية أما نتيجة لعدم ترشحهن أو نتيجة الإخفاق في الانتخابات بعد الترشح وظهور النتائج فنحن أمام خياران اثنان. الخيار الاول وهو ترك الحالة كما هي بانتظار حدوث تغيير في السلوك الانتخابي للنقابيين . أما الخيار الثاني فهو تعديل نظام الانتخاب في كافة النقابات كي يكون على غرار قانون انتخاب مجلس النواب بحيث يتم منح النساء فرص نجاح مؤكدة في عضوات مجالس النقابات عبر تعديل النظام الانتخابي واشتراط أن تكون القائمة الانتخابية مناصفة بين الجنسين أو تقترب من المنتصف . لكن فيما يتعلق بفوز النساء بموقع النقيب فهذا لا يمكن فرضه عبر اي نظام انتخابي فهو يعود فقط إلى وجود توجهات من أعضاء النقابات نحو اختيار امرأة لموقع النقيب اذا كانت مناسبة لذلك الموقع . الحقيقة التي يجب الإقرار اليوم بها أن النقابات تاخرت في الدخول في مسار التحديث السياسي للدولة في مئؤيتها الثانية فهي لا تزال اماكن مغلقة أمام النساء من الناحية الانتخابية على مستوي موقع النقيب أو شبه مغلقة على مستوى عضوية مجلس النقابة مع الإقرار أن النقابات بيوت خبرة مهنية مميزة . اخيرا كما أسلفت فلا حل الا حل واحد والحل فقط عبر نظام انتخابي جديد في كل نقابة مهنية يضمن تحقيق الاقتراب من تحقيق المساواة بين الجنسين انتخابيا في مجالس النقابات المهنية .
لا مكان للنساء في النقابات المهنية.. الا قليلا
مدار الساعة ـ