انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الهدنة في الجنوب السوري تصمد بيومها الأول

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 10:01
حجم الخط

مدار الساعة - حتى مساء امس الأحد، شهدت جبهات القتال في جنوب غرب سوريا توقفاً للمعارك مع بدء سريان وقف لإطلاق النار بموجب اتفاق أردني أميركي روسي، عشية انطلاق جولة سابعة من مفاوضات السلام بين طرفي النزاع في جنيف.

واعتبر محللون ان الاتفاق الاردني الأميركي الروسي الاخير حقق نجاحا دبلوماسيا لجميع الاطراف، بوقف اطلاق النار جنوب سوريا، الا انه لن يكون خاليا من بعض الخروقات من النظام السوري.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر موقعه أن الاتفاق الإقليمي – الدولي، دخل حيز التنفيذ في الجنوب السوري، شاملاً محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، عند الساعة الـ 12 من ظهر أمس الأحد، حيث رصد هدوء يسود محافظات الجنوب السوري، دون تسجيل خروقات (حتى اللحظة) في أولى الدقائق من عمر الهدنة، فيما كانت الدقائق التي سبقت بدء تطبيق الهدنة، شهدت قصفاً بعدة قذائف من قبل قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في مدينة درعا، دون ورود معلومات عن تسببها بسقوط خسائر بشرية حتى ليل أمس.

وتشكل هذه المحافظات إحدى المناطق الأربع الواردة في مذكرة «مناطق خفض التصعيد»، التي وقعتها روسيا وإيران، حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة، في العاصمة الكازاخية آستانا في الخامس من أيار.

وتتقاسم قوات النظام وفصائل معارضة مدعومة من واشنطن السيطرة بشكل رئيسي على المحافظات الثلاث.

وتحاذي محافظتا القنيطرة ودرعا الأردن وإسرائيل، فيما تحاذي السويداء الأردن فقط.

وتوقع المحللون في تصريحات إلى «الرأي» أن يصمد وقف إطلاق النار بشكل افضل من سابقاته، الا انه لن يكون خاليا من الخروقات خصوصا وان النظام السوري يريد الوصول للمعابر بأي شكل.

وأعلن الخميس عن اتفاق أردني أميركي روسي لوقف إطلاق النار والذي يعتبر خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، يفضي لإنهاء الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية في سوريا.

هذا الاتفاق أعلن عنه عقب الاجتماع الذي عقده الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في هامبورج بألمانيا على هامش قمة العشرين المنعقدة هناك. ويأتي عشية جولة جديدة من محادثات جنيف للنظر في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية الممتدة منذ سبع سنوات.

واخفقت الدول الثلاث في اجتماع عقدته الأربعاء في آستانا في الاتفاق على تفاصيل تتعلق بحدود هذه المناطق، قبل ان يعلن لافروف من مدينة هامبورغ الالمانية التوصل الى الاتفاق بشان جنوب سوريا.

واعتبر العميد في الجيش السوري الحر أكرم خليف الاتفاق جزءاً من الاتفاق الروسي الأميركي وهو يعتقد أنه «سيصمد إلى حد مقبول وحسب ماتراه واشنطن، وأبعد من ذلك «نستطيع القول أن اسرائيل ليست بعيدة عن الاتفاق الذي يضمن مصالحها هي كذلك».

واعتبر اللواء الطيار الركن المتقاعد محمود ارديسات، أن الاتفاق حقق ما تطالب به السياسة الاردنية منذ بداية الازمة وهو الحل السياسي في سوريا وحقها في حماية امنها وحدودها، خصوصا بعد اخر حادثة حين وقعت بعض الشظايا والذخيرة الطائشة داخل الحدود الاردنية.

واتفق الباحث في الشؤون الدفاعية والاستراتيجية اللواء الطيار مأمون أبو نوار مع ارديسات بأن الاتفاق حقق نجاحا دبلوماسيا للأردن الذي يريد حماية حدوده وامنه، وبوجود خط عازل سيمنع دخول الميليشيات المذهبية والايرانية عن الحدود كما طالب بها الاردن.

وقال خليف أن الاتفاق «سيكون في صالح الأردن على الأغلب بحيت يتم ضبط الأمور اكثر وبخاصة من ناحية التسلل لعناصر متشددة، وعلى الوجه الآخر من الممكن فتح الخط الدولي مع سوريا من حيث خط الترانزيت سابقا والربط بشكل أكثر من السابق مع الاتجاه الشمالي»، لكنه رجح أن الوضع «يتطلب فترة زمنية للضبط».

وقف إطلاق النار

رغم أن الجيش السوري أعلن الاثنين الماضي هدنة من خمسة أيام في جنوب البلاد، لم تتوقف الاشتباكات بين طرفي النزاع بحسب المرصد السوري الذي اشار الى معارك عنيفة شهدتها هذه المحافظات خلال الأسابيع الأخيرة بين الفصائل المعارضة والمقاتلة من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ثانية.

غير أن الهدنة الجديدة، وبعد انقضاء أول يوم عليها، يتوقع أن تصمد أكثر.

ويذهب ارديسات إلى أن الاتفاق الحالي «أكثر واقعية، ولكن لا يمكن جزم الموقف بشكل نهائي، ونظرا لتعدد الأطراف وتضارب المصالح للفاعلين على الساحة السورية سيكون هناك فرص نجاح اكثر من سابقاتها».

وهو يتوقع أن تحدث هناك خروقات من جانب النظام السوري «كونه يريد الوصول للمعابر»، وتخوف من احتمال «غض الطرف الروسي الطرف عن ذلك». ولفت إلى أنه في حال وصل النظام للمعابر «دون الميليشيات الطائفية وبعض الفصائل فسيكون ذلك مقبولا أردنيا».

لكن خليف لا يضمن أي تنسيق بين النظام والميليشيات المرتبطة به «إلا من حيث وجود قوات فصل أو مراقبة يتفق عليها وعلى الأغلب ستكون روسية وأردنية».

أبو نوار، بما أن الاتفاق سيكون تحت رقابة روسية وسيكون هناك مركز رقابي أردني روسي يتوقع أن ينجح وقف إطلاق النار إلى حد كبير، وهو لاحظ أن روسيا «حيدت إيران وعقدت اتفاقا مسبقا معها لضمان مصالحها المتمثلة بانشاء ممر بري للوصول للبحر الابيض المتوسط عبر الأراضي السورية».

مناطق منخفضة التصعيد

ولا يستبعد خليف وقف دائم لاطلاق النار ويرتبط لاحقا بالوضع السياسي والمحادثات ولكن لا يستبعد ان ينهارفي اي لحظة توتر بعد المحادثات ، إلا في حال اتفاق دائم ومضمون من قبل الروس.. وتعتبر الجبهة الجنوبية هي الاشد توترا بين الجبهات.

أما الميليشيات المذهبية المرتبطة بالنظام فهي ستكون مصدر تهديد دائم بالنسبة للاردن واسرائيل وستستخدمها ايران في اللحظات المناسبة للضغط السياسي.

واعتبر أبو نوار وقف اطلاق النار بأنه مرحلة جيدة لإنشاء منطقة عسكرية آمنة، تجهيزا لتخفيض من نفوذ الاسد لتقسيم سوريا فدرالية لا مركزية، بما يحقق مصالح مختلف الأطراف.

ورأى ارديسات أن الجنوب السوري في حال نجح وقف إطلاق النار سيكون تجهيزا لمنطقة منخفضة التصعيد وهذا سيصب في مصلحة الأردن وحدوده.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 10:01