أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المجالي يكتب عن جريمة قتل الطفل السوري: كيف فعلها إذاً؟

مدار الساعة,مقالات مختارة,البحث الجنائي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

أقسم أني بكيت في القلب بداية ,وأنا أقرأ خبر الجريمة التي أودت بحياة طفل في النزهة , تم نحره بعد الإعتداء عليه جنسيا ..ثم انهمر دمعي , ولم أتمالك حبس تلك الدمعة في محجر العين ...هل الجاني من البشر ؟ حتى الحيوانات لا تفعل ذلك ..حتى الضواري , حتى الزواحف ..حتى الأفعى بكل سمومها وبشاعتها لا تفعل ذلك ...كيف فعلها إذا؟

كنت أريد أن اشرب قهوتي , وأدخن السيجارة وأنعم بصباح لاتكدر فيه الأخبار صفاء القلب ..وصرت اتخيل ضابط البحث الجنائي الذي حقق معه وكيف احتمل رؤية هذا الوحش , وكيف تمالك نفسه ..وكتب الإعترافات كلها اتعاطف مع ضباط البحث الجنائي , فمنهم من هو أب لأبناء ..ومنهم من يفيض انسانية ورحمة ,ولكن من حقي أن اسأل كيف احتملوا هذا المسخ ..كيف احتملت عيونهم رؤيته , وكيف صبروا عليه؟ .. وكنت اتخيل وجه المدعي العام حين عرض عليه , وكيف احتمل هو الاخر وطبق القانون بحذافيره ...

سيدخل السجن , وسيجلس بجانب شخص جنايته أنه وقع شيكا بدون رصيد وسيتناول معه نفس الطعام , وسيكبل في اصفاد كبل فيها ..رجل جنايته هي الأخرى أنه ربما سرق كهرباء من (كيبل) الشركة دون علمها ...وسيمشي في ممرات السجن ..الذي مشى فيه سجين ذنبه أنه وقع كمبيالات وتأخر في السداد ...وفي النهاية سيعدم ....ولكن السؤال الذي يقض المضاجع لماذا يحظى بنفس الطعام ونفس الدفء ونفس أوراق التحقيق مع رجل جنحته أنه سرق من سلك الكهرباء ...كونه لايملك مالا كي يدفع فيه الفاتورة ..حتى السجن فيه ظلم ...والسجن عقاب قليل .

الأردن كان حنونا , كان طيبا , كان طعم الحياة فيه مثل طعم العنب حين يتعتق على الدوالي ..كانت الأيام فيه أشهى من الرمان في جرش , وكان ليله وادعا ..كان يكفي (لحافا) لنا حين لا نجد اللحاف ...الأردن كان مثل النوارس حين تنحدر أجنحتها مع انحدار الموج , وحين ترتفع مثل ارتفاعه كان طعم الحياة فيه , مثل طعم (الحلقوم) حين نشتهيه ..في عرس أولم فيه والد العريس للضيوف منسفا , ولم يأبه للنقوط ..فقد كان فرح الأطفال (بالحلقوم) هو النقوط الحقيقي ....الأردن كان مختلفا جدا , كانت الناس فيه كواكب صبر ..وجدائل البنات أقمارالسماء ..

الأردن قليل عليه إن قلنا له ما قاله سعدون جابر لوطنه ...:- ( بس اضحكلنا يا وطن واحنا من دق الضلوع انصوغلك خشاشه , اه يا وطنا يا طفل يا مسابق الغباشه) ...

لهذا يجب يعاقب هذا المسخ , ليس على جريمة اغتيال الطفل فقط ...بل على جريمة أخرى أكبر, وهي أنه أساء لسمعتنا لتسامحنا ..لصبرنا , أساء للأردن أيضا .

الرأي

مدار الساعة ـ