أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزراعة الأسرية.. تحارب المجاعة!


د. خلف ياسين الزيود
نائب أردني سابق

الزراعة الأسرية.. تحارب المجاعة!

د. خلف ياسين الزيود
د. خلف ياسين الزيود
نائب أردني سابق
مدار الساعة (الرأي) ـ
إن النظام الغذائي المستدام هو الامر الأول في تحقيق الأهداف الإنمائية لأي بلد، وفيه الزراعة وتنميتها وتطويرها العامل الوحيد والأهم الذي يؤمن محاربة الجوع والفقر بتوفير الغذاء، وتعد الزراعة كذلك هي أقوى العوامل في النمو الاقتصادي، لكننا اليوم والعالم بدأنا بفقد كثير من أسباب النمو والحد من شح موارد الأمن الغذائي، سواء بسبب التغير المناخي أو جائحة كورونا أو تلك النزاعات الدولية التي تؤثر في الإنتاج والتصدير للأغذية والمستلزمات الزراعية، وهذا بالتالي بدأ فعلياً بتهديد كل النظام الغذائي العالمي، وسنصل إلى أن كل?دولة ستنشغل بأمنها الغذائي من خلال حظر التصدير وحتى المساعدات الإنسانية في هذا المجال.
وهنا فانه أصبح من الضروري الانتباه الى الإمكانيات الوطنية وتشجيع الزراعة الوطنية الاسرية حيثما وجدت الامكانية لها، والبدء حكومياً بترويج ثقافة الزراعة الاسرية وبينت بعض الدراسات أن الغذاء المستهلك ينتج من صغار المزارعين وهذا يشجع فكرة الزراعة الاسرية والتي ستساهم في خلق نوع جديد من مساهمة الناس في التنمية الذاتية والتخفيف من خطر نقص الغذاء أو المجاعة، والتي بدأ الكثير من الدول يحسب لها جدية وقوعها وتأثيرها، وعليه لنجلب ونسحب الطبيعة الى بيوتنا فهي الأمان، لنبدأ حملات زراعة الكفاف (زراعة الاكتفاء الذاتي نوع?ً ما) وهي أن تزرع ما يكفي لك ولأسرتك وذلك حسب توفر الظروف لذلك.ولقد وصى الإسلام بالإعمار وزيادة النشاط والعمل، وهذ يعني ان استغلال الارض حول البيوت تجعل كل الفئات العمرية تساهم في العمل مما يزيد النشاط ويقلل الأمراض التي يسببها الكسل وقلة الحركة وأن الزراعة وما نجنيه منها يعتبر من المقومات الأساسية للحياة والاستقرار، وهذا يتطابق مع ديننا الحنيف حيث اهتم الإسلام بالبيئة والزراعة. (وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأَخْرجنا منها حبّاً فمنْه يأْكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأَعناب وفَجرنا فيها من العيون)، وقال تعالى (وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَال?َّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)..وعليه يجب أن تتجه الزراعة إلى داخل وخارج المنزل لإنتاج أطعمة طازجة ونعمل سويةً لتغيير السلوك الأسري بتأمين حاجاته الغذائية نوعاً ما وبشكل شبه مستدام من أرضه وحديقته.وعليه فإن المسؤولية تقع على الجميع وكافة الجهات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني مثلاً جمعية المستهلك الأردني، وذلك بوضع الخطط والدراسات لتكامل الأدوار، وما جائحة كورونا التي مرت إلا المثل الحي في الحاجة إلى الإنتاج الذاتي، وبذلك نساهم نوعاً ما بتحقيق قفزة نحو الاكتفاء الذاتي (الأسري) وهذا يعتبر صمام أمان مهم في ظل ما يعصف بالعالم من أزمات سياسية واقتصادية أو تلك التي تحدث فجأة دون سابق إنذار، إذن لنبن استراتيجية الاكتفاء الأسري.
مدار الساعة (الرأي) ـ