مدار الساعة -
أكدت وزيرة الدولة للشؤون القانونية وفاء بني مصطفى، أن المشهد السياسي الأردني خلال المرحلة المقبلة، هو أحوج ما يكون إلى حضور حقيقي للمرأة الأردنية يناسب دورها ووزنها داخل المجتمع. وقالت خلال ندوة نظمها معهد السياسة والمجتمع بعنوان "القيادة السياسية للمرأة"، إن اطلاق مفهوم "تأنيث السياسة" الذي يتم تداوله في قاعات الحوار، هو من باب إدماج المرأة بالشأن السياسي وليس من باب الإبعاد لأي فئة، مشيرة إلى ضرورة تفعيل مفهوم "تنويع السياسة" عند الحديث عن تمكين المرأة سياسيا .وأضافت بني مصطفى، رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، أن زيادة حضور المرأة بالمشهد السياسي المقبل، يتطلّب أولا أن تحجز مكانا لها بمختلف الأحزاب ومؤسسات المجتمع دون أن تنتظر كثيرا من الوقت، مبينة أن قطاعي الشباب والمرأة إن لم يكونا ضمن صناع القرار، يعني هذا أن آخرين سيحددون مسار حياتهم وبطريقة مختلفة عن طموحاتهم.وقالت بحضور مجموعة من السيدات والشباب، "لا يجوز أن تبقى المرأة والشباب ضمن زوايا الانتماءات والاصطفافات الضيقة التي تجعلهم تابعين باستمرار"، مضيفة "نملك فرصة مهمة وحقيقة للإصلاح والتقدم نحو حياة سياسية متنوعة في ظل مجتمع أردني متماسك متحاب متسامح يختلف عن تلك المجتمعات المتصارعة".وأكدت أن مواصفات المجتمع الأردني تُسهّل عليه بالمرحلة القادمة أن يُحقق نموذجا سياسيا وديموقراطيا على مستوى المنطقة، ويبني مشروعا وطنيا يعبر بالدولة نحو الأفضل .وأوضحت بني مصطفى، أن إنجاز التشريعات المطلوبة لتمكين المرأة والشباب لا يعني أن مؤسسات الدولة قد قامت بما عليها، بل أن العمل المهم يبدأ بعد تطبيق منظومة التشريعات للوصول إلى النتائج والطموحات داخل المجتمع وعلى أرض الواقع، داعية إلى ضرورة أن يتحرك الشباب والنساء أكثر داخل المجتمع بالمرحلة المقبلة وأن يقدموا أنفسهم كخيار وبديل للنخبة السابقة التي قدمت الكثير وحان الوقت للتغيير، مبينة أن قانون الأحزاب الجديد عزز حضور المرأة داخل الأحزاب وفي الانتخابات النيابية القادمة وبات وجود المرأة أساس في القوائم الحزبية.وقالت: إن الكوتا ليست كافية لتعزيز حضور المرأة بالمشهد السياسي، داعية إلى تغيير ثقافة المجتمع تجاه المرأة من خلال التعليم الذي هو قاعدة أساسية في بناء الثقافة الصحيحة لدى أفراد المجتمع، إضافة إلى أهمية الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام بمساعدة المرأة والشباب لكي يستحوذوا على ثقة المجتمع بدلاً من بقائهم في أماكن بعيدة بالمشهد السياسي.ونوهت إلى أن الطريق ليس معبدا كثيرا أمام الحضور القيادي للمرأة في المشروع السياسي القادم، داعية إلى أن مواجهة أي معيقات تكون بالشغف والمغامرة والصمود والكفاح والإيمان بفكرة مقدسة هي ضرورة الحضور القوي للمرأة الأردنية في المشهد السياسي القادم.