لجلالة الملك خطوات وبصمات تركت أثرًا كبيرًا داخلياً وخارجياً في مسيرة السلام والوئام والتعايش، جعلت من جلالته مقاما ميقونا بالاحترام والعز والفخار، واطلق على جلالته "ايقونة السلام " في العالم ، يعمل بصمت لتحقيق الإنجاز بالوئام والحوار بين الأديان والتقارب بين أبناء الديانات ما من شأنه أن يرسخ في العالم مفاهيم السلام والسماحة والاعتدال والمودة بين أبناء البشر ليعيش الناس متآخين جميعا على هذه الكرة.
وهذا الإنجاز يسعى له الكثيرون لأنه يحقق سعادة وحياة على وجه الأرض، وهو يعني الأمن والاستقرار والسلام ؛ والأردن استحق شرف أن يعمل في هذا العالم من أجل نشر ثقافة العيش المشترك، والمحبة، والوئام والتعايش وما كان بإمكانها أن تنجح هذه المساعي الاردنية لولا دعم جلالته مستندا على سجل امتد لاكثر من 1400 عاما من التعايش حتى أصبح الحديث عن الوئام الديني ونشر السلام في هذا العالم جزءا من الدبلوماسية الأردنية وجزء من الفكر الهاشمي.كان للملك إيمان كامل بأهمية السلام بين الدول والشعوب، هذا ما تركه المؤسس الملك الباني المغفور له باذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال من إرث حقيقي يُعتبر منهج حياة في المجالات كافة، ومنها المجال السياسي، ومن رؤية سابقة ونظرة ثاقبة للحاضر والمستقبل لرجل من هذا الزمان ليستطيع المساهمة في تسوية جميع النزاعات والصراعات حول العالم بالطرق السلمية وبقليل من المرونة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ومن المؤكد أن الحرب والاحتلال والدكتاتورية ليست بالحل الصحيح الناجع ؛ لذا فشلت المذابح الوحشية والتشرد والقتل والاعدام عن إصلاح الأوضاع السياسية لأن الخاسر الوحيد بضعة أشخاص يجنون الأرباح من وراء تلك النكبات الجماعية. لذا جاء تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، في نيويورك، جائزة “الطريق إلى السلام " تقديرا لدور جلالتيهما في تشجيع الحوار والوئام بين الأديان ، وتعزيز فرص تحقيق السلام، وجهود الأردن الإنسانية في استضافة اللاجئين. خطوات سبقت هذه التكريم من خلالها أثبت مسعى جلالتيهما لاحلال السلام في المنطقة والعالم وتحقيق التقارب والتعايش الانساني بين الاديان بما يعزز الأمن والاستقرار في هذا القرن والمنطقة بشكل عام وللاجيال القادمة ؛ وبذلك استطاع جلالتيهما أن يسهما في الحد من العبث المتطرف في المنطقة باساسيات الوئام والسلام بين شعوبها؛و الاردن له علاقات وثيقة ومتميزة مع العالم بفضل حكمة القيادة الهاشمية على مر التاريخ ؛ ونظرًا لتلك المكانة الدينية وذلك الثقل السياسي والتاريخي والشرعي الذي يتمتع الملك احتل ان يكون ايقونة السلام في المنطقة والعالم. وكثير من دول العالم وشعوبها وحكوماتها استجابت لجهود "ايقونة السلام" الذي يتمتع بحضور ومكانة متميزة لدى المجتمع الدولي ، وتم إنهاء بعضها إلى غير رجعة ، وما تم يُعتبر نموذجا وأساسا ومنهجا يمكن تطبيقه واستلهامة في تسوية النزاعات والصراعات بين الدول. لذا استحق الملك في هذا العالم المشتعل هذا التكريم وهو ليس الاول ، بما استطاع أن يُطفئ الكثير من المفاهيم وتحقيق التقارب بين الطوائف ويقرب من وجهات النظر، ولكن بصمت ودون ضجيج، ألا يستحق هذا الملك جائزة الطريق الى السلام بل اكثر من ذلك بكثير؟ وتأتي جائزة "لطريق إلى السلام”. تقديرا لتلك الجهود وهي تُمنح من قبل مؤسسة الطريق إلى السلام التابعة لبعثة الفاتيكان في الأمم المتحدة. وقاد جلالته جهود كبيرة لتوضيح حقيقة الاسلام وتفنيد الكذب المليء بالكراهية، والذي يفتريه الخوارج أمثال داعش ومن هم على شاكلتهم، أو الكذب الذي يدعيه أولئك الذين يخافون الإسلام ويشوهون ديننا الحنيف ، وكانت هذه من كلمات جلالته خلال تسلمة جائزة " تمبلتون" 2018 أن الجهاد الأكبر هو الصراع الداخلي للتغلب على حب الذات والغرور، وهو الصراع الذي نتشارك فيه جميعاً سعياً لعالم ينعم بالسلام والوئام والمحبة.وللاردن تاريح حافل مرصع بالذهب من مبادرات ومؤتمرات لتحقيق التعايش والتسامح بين الأديان ونبذ الخلاف والاختلاف والفرقة ك( كلمة سواء ، ورسالة عمان ) والذي توج بطرح مبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان من قبل الملك، وتبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 2010، لتصبح المبادرة حدثا رسميا تحييه المنظمة الدولية في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط من كل عام.
ألا يستحق الملك جائزة الطريق الى السلام
مدار الساعة ـ