كثيرا ما نستعمل مصطلح (شلفقة).. أحيانا من الصعب أن تشرح معناه, لأنه يحتمل عدة تفاسير, ولكن في الاستعمال مع جملة, يتضح المعنى... مثلا: أنا جئت إلى الحياة (شلفقة)... وأبي ذات يوم طلب مني أن اغسل له السيارة حين كنت صبيا, واتذكر حين شاهد الطين مازال على الزجاج أخبرني بأن الغسيل (شلفقة)...
ووزارة المياه, حفرت خندقا في شارع بيتنا لأجل إصلاح ماسورة, وحين ردموه.. لم يحسنوا الأمر فخرج العمل (شلفقة).. ما زالت سياراتنا حين تعبر من فوقه, تشعر بأنها ارتطمت بجدار... والحب في حياتي مضى (شلفقة).. هل يوجد عشق (شلفقة)... أظن ذلك!.. فلقد عشقت الكثير وكان أغلبه من طرف واحد, وإذا كان من طرفين.. أشعر بعد فترة بالملل وأهجر الحبيبة, لا أدري لماذا ربما لأن قلبي مثل أيلول يختلط عليك فيه الحر والبرد والفصول كلها.حتى المقالات أحيانا تكتب (شلفقة)، حين تتمرد عليك الفكرة والأصابع.. ولا تعرف كيف تكون البداية أو النهاية... ولا تعرف كيف تسبر أغوار الموضوع, أو كيف تنهيه.. وحتى حين تركز في السطور واللغة, يأتيك هاتف من قريب في الكرك يسألك: (ودك جميد.. أنا نازل ع عمان بكره اجيبلك رطلين).. كيف دخل الجميد في تسلسل الأفكار لا أعرف؟ومن ضمن ما أتذكره, أني أمضيت سنيني في الجامعة (شلفقة)... ففي السنة الرابعة سألتني جارتنا.. هل أنت طالب؟ أجبتها: نعم وها أنا على مشارف التخرج.... فردت علي: (يا خالتو بحياتي ما عمري شفتك حامل كتاب ولا دفتر..).. فعلا كان سؤالها منطقيا, فأنا دخلت الجامعة وخرجت منها دون أن أكلف نفسي عناء حمل كتاب أو دفتر...ما دفعني لكتابة هذا المقال.. هو أني أول أمس وفي طريقي للجنوب وعلى الصحراوي عبرت من جانب مقبرة, ما أعرفه أن القبور تتساوى في صفوف... ولكني شاهدت أمرا محيرا.. شاهدت القبور منثورة دون ترتيب.. دون مساواة, كانوا يدفنون الناس بحسب المساحة المتاحة...!وها نحن على درب (الشلفقة) نمضي..Abdelhadi18@yahoo.com