.. ابني ياسر في الـ (14) من عمره, أمضى اليوم معي أمس ونحن نقلب في المحطات ونتابع تشييع جثمان شيرين أبو عاقلة, كان غاضبا مثلي... كان يقول لي: (طخوها اليهود)... تابع مشهد سقوط النعش, وحين وقف وشاهدت عيونه.. والدمع ينحبس فيها, كان يعرف كل شيء.. حدثني عن مخيم جنين، حدثني عن القدس... المهم أن الغضب في قلبه كان مثل البركان..
في ذات الوقت الذي كانت فيه الدنيا، منشغلة بفلسطين.. وتعاد عدسة الكاميرات مجددا إليها, كان لدينا (مدون) على (الفيس بوك) يحتفل بطلاق هند صبري... وكان لدينا (مدونة) تعرض على (السناب شات) بعضا من مساحيق الوجه كان لدينا أيضا وللأسف (تفاهات) من امتلكوا منصات السوشيال ميديا... وافتقدوا الوعي.نحن دولة مواجهة, نحن لدينا الكثير من الأخطار, لدينا تهديدات خارجية, والقدس هي معركتنا... نحن لم نسلم بعد من الإرهاب, من التهميش, نحن مازلنا في نظر العدو خطرا يحدق به.. والشعب الأردني هو في طليعة الأمة من حيث الرباط, وهو شعب يحتاج في هذه اللحظات لبث الروح القومية فيه...ألا يوجد رقيب على هؤلاء؟ صاروا يقتحمون هواتف أولادنا بتفاهاتهم.. صاروا يحيلون دولة مواجهة ودولة قتال ودولة تاريخ مخضب بالدم... يحيلون فضاءاتها إلى (مياعة ومياصة) وانحدار, والأخطر من كل ذلك أن مؤسسات خاصة... ورسمية تقدم لهم الدعم المالي والمعنوي, وعبر ملايين الدنانير التي تنفق..الشاب الفلسطيني الذي أخلى جثة شيرين أبو عاقلة, وحين احتمى من معها بالجدران خشية الرصاص.. اخترق أعين القناصة, وقفز من فوق السور وحملها.. كان دماغها يسقط قطعة قطعة لكنه أصر على إخلاء الجثة, بالرغ من أن الموت يحيط به.. هذا الشاب في العشرينيات من العمر.. من جنين ربما, من نابلس, من طولكرم.. لا أعرف من أين؟ لماذا اقتحم الموت بجسد عار إلا من فلسطين والمبادئ.. بالمقابل من هم في عمره لدينا همهم الاحتفال بطلاق (ياسمين صبري)..تلك مسؤولية الدولة, فالسيادة لا تكون على الأرض ولا على السماء, إن أخطر أشكال السيادة هي التي تكون على الوجدان, ويجب حماية وجداننا الوطني من هؤلاء .. ففي اللحظة الذي يقومون فيها بشحن الجو بالتفاهات.. فلسطين فورا تسترد وجدان أولادنا إليها, وتصبح هي الصورة وهي الفؤاد وهي الحقيقة والخلاص.عطوفة محافظ العاصمة الأكرم..إن إجراء احتفال بمناسبة طلاق ياسمين صبري, يمثل خدشا للذوق العام، وأظن أن حماية الوجدان الأردني هي من صلب عملكم أيضا, وإن اتخاذ إجراء مع هؤلاء في ظل ما يحدث.. هو ضرورة تصب في صلب الأمن الوطني.. لقد لوثوا أجواء البلد, ولوثوا الذوق العام.. وأكثر ما لوثوا حرمة الشهيد.. وقداسة دورنا في فلسطين.