لم تتوقّف الحركة الصهيونية.. قبل وخصوصا بعد نجاح مشروعها الاستيطاني/ الإحلالي العنصري في فلسطين بـ"قيام" دولتها على أنقاض الشعب الفلسطيني, عن الاستثمار (إقرأ ابتزاز التعويضات المالية والدعم العسكري/والسياسي/والدبلوماسي, وإشهار سلاح "مُعاداة السامِيّة, في وجه كل من يَرفض أو يُشكّك بالرواية الصهيونية).. نقول: لم تتوقف "مُتاجرة" الصهيونية في جرائم الوحش النازيّ, والزعم بأن اليهود "وحدهم" هم ضحايا النازية فيما الحقائق التاريخية والمعطيات الميدانية, أكدت أن أعراقاً وشعوباً وأتباع أديان أخرى طالتها جرائم الآلة النازية، بدليل قرار الأمم المتحدة اعلان 27/كانون الثاني من كل عام, يوماً لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست بما هو اليوم الذي حرّرت فيه القوات السوفياتية معسكر الاعتقال والإبادة اوشفتيز– بيركيناو 27/1/1945.. الذي كان ضحاياه من (56) قومية وأعراق وأديان مختلفة, ولم يكونوا كلهم يهوداً في الأساس, لكن الحركة الصهيونية/واسرائيل لم تلتزما القرار الأممي, بل اختارتا يوماً خاصاً بهما بهدف احتكار الهولوكوست واستمرار الإتّجار والإبتزاز به وعبره, أسمتاه يوم "الكارثة والبطولة", وحدّدتا له موعداً على نحو يكون قبل اسبوع واحد من احتفال دولة العدو بما تسميه ذكرى استقلالها/أي يوم نكبة الشعب الفلسطيني.
مسلسل الاستثمار الصهيوني/اليهودي في الهولوكوست مستمر ومتواصل, على نحو متصاعد منذ قيام دولة العدو حتى الآن، فيما تُواصل دول الغرب الاستعماري الخضوع لهذا الابتزاز والانصياع للرواية الصهيونية, تحت طائلة التشهير والاتهام بمعاداة السامية وتشويه سمعة حدود التصفية الجسدية, لكل من يجرؤ على كشف الحقائق أو محاولة الإضاءة على ارتكابات الوحش النازي, ضد الشعوب والأعراق والأديان التي طالتها آله الحرب النازية.الدلائل والمعطيات معروفة ومُوثّقة.. لكن ما استجد في الأيام الأخيرة كان مثيراً ولافتاً, وبخاصّة ان الحملة الصهيوغربية/الاستعمارية, طالت هذه المرّة وبوقاحة رئيس الدبلوماسية الروسية/ لافروف حفيد 27 مليون سوفياتي سقطوا على يد الوحش النازي, وخصوصاً الجنود والجنرالات السوفيات البواسل الذين اجتاحوا الرايخ الثالث ورفعوا العلم الأحمر على مقرّه, مُعلنين سقوط النازية التي تحالفت الحركة الصهيونية/ورهط من زعامات يهودية مع زعيمها/هتلر, وهي حقائق لم تستطع الحركة الصهيونية بكل ما توفرت عليه وتتوفر من أكاذيب مؤسطرة وخزعبلات وإرهاب سياسي/واعلامي التبرؤ منه أو الطمس عليه.لم يقل لافروف سوى الحقيقة, وهو في معرض الإجابة على أسئلة لصحافيين ايطاليين, قاربَ محاولة دول الغرب الاستعماري تبرئة نظام زيلنسكي/الأوكراني, من دعمه وخضوعه لقادة كتيبة آزوف النازية واتباع بانديرا, وتشكيلات نازية وقومية متطرفة أخرى, قال كما قال كثيرون قبله, ان كون زيلنسكي "يهودياً" لا يعني منحه شهادة براءة من الانخراط في النهج النازي, الذي فرض نفسه على أوكرانيا منذ ما سمّي " ثورة الميدان " عام/2014 وإطاحة نظام الرئيس الأوكراني المُنتخَب يانوكوفيتش, بدعم مباشر/وعلَني من السفارة الأميركية في كييف, وأعضاء في الكونغرس الأميركي والمخابرات المركزية الأميركية.في وقت زعمت فيه حكومة/الفاشي نفتالي بينيت, ان الرئيس بوتين في محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الصهيونية, قدّم "إعتذاراً" عمّا قاله لافروف في شأن "الدماء اليهودية في عروق هتلر". وإذ نفى ناطِق الكرملين ان يكون بوتين اعتذر من بينيت, مؤكّداً ان البيان الذي أصدره الكرملين بعد انتهاء المحادثة الهاتفية, كان دقيقاً ومُحدّداً/ومباشراً في مفرداته، فإن تل أبيب تجاهلت النفي, ولم تُبد اي رد فعل. ما يعني أنها كانت تكذِب وتختلِق, والاّ لكانت أصرّت على روايتها وهدّدت بنشر نص المحادثة الهاتفية.الحملة الإعلامية المُركزة التي تتولّاها وسائل الإعلام الصهيونية على موسكو رئيساً ووزير خارجية, وخصوصاً دعمها المُتدحرج لأوكرانيا وخطوتها القريبة بمد كييف بالأسلحة المتقدمة, فضلاً عن وجود مجموعات من مُتقاعِدي/مرتزقة نخبة سرِية هيئة الأركان (سييرت همِتكال) الإسرائيلية, الذين كشفت الصحافة الإسرائيلية عن قتالهم الى جانب الجيش الأوكراني، تشي بأن العلاقات بين موسكو وتل أبيب آخذة بالتدهور. وبخاصّة استغلال حكومة بينيت زيارة وفد من حركة حماس لموسكو للغمز من قناة الكرملين واتهامه بدعم "الإرهاب الفلسطيني". في محاولة مكشوفة للتغطية على انحياز الدولة الصهيونية للجانب الأميركي في عداء معلن وواضح لموسكو، على النحو الذي أكّده يائير ليبيد/وزير الخارجية الصهيوني الذي اتهم موسكو بارتكاب "جرائم حرب", في أوكرانيا وان اسرائيل تختار الجانب الأميركي إذا ما خيّرت بين واشنطن وموسكو. ناهيك عن تصويتها في مجلس حقوق الإنسان الأممي تعليق عضوية روسيا في هذا المجلس. الأمر الذي أثار غضب الكرملين. في الوقت ذاته الذي لفت أنظار الدوائر السياسية والإعلامية ومراكز الأبحاث الروسية, التي بدأ بعضها بفتح الملفات الصهيونية/اليهودية ودور هذه المؤسسات في تفكيك الاتحاد السوفياتي ونهب القطاع العام السوفياتي/الروسي وخصخصته بأبخس الأثمان, ولصالح مافيات يهودية مدعومة أميركياً في عهد يلتسين.