انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

الحتامله تكتب : عيدٌ مبلولٌ رأسه وذيله بالأتراح


رندا الحتامله

الحتامله تكتب : عيدٌ مبلولٌ رأسه وذيله بالأتراح

مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/07 الساعة 09:33
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُبِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُأَمّا الأَحِبَّةُفَالبَيداءُدونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
بهذه الأبيات تساءل المتنبي سؤالاً استنكارياً للعيد وهو يشكو غياب الأحبة، هكذا نطوي صفحة العيد ويُخيم علينا السؤال ذاته ونحن نبدأ أعيادنا بطقس زيارة المقبرة نذهب ممتلئين بمشاعر الإشتياق والشغف وشهوة الحديث معهم والتأنيب بعد كل خطأ أرتكبناه في غيابهم ذلك الغياب الذي أذهب بهجة العيد والفرح نعود من المقبرة بخفي حُنين نجر أذيال الخيبة شوك المقابر وترابٌ جاف تفوح منه رائحة الفقد من كل صوب نعود وملابسنا موشحة بغبار المقابر وأرواحنا موشحة بمشاعر اليتم التي نُقشت على الروح حيث افتقاد السند يحفنا من كل صوب الإنكسار الخوف من المجهول الرغبة الدائمة في البكاء والصراخ ذلك البكاء الذي يأتي لأتفه الأسباب الإشتياق لكلمة "يابا" تلك الكلمة التي تعصف في الوجدان وفي خلجات الذاكرة وغيابها يكرس الحزن الذي لاتذهبه سكرةٌ ذلك الوجع الذي ينغص كل فرحة وجع مع كل قرار من قرارات الإختيار الإشتياق لقبلةٍ على الجبين نعود معجونين بالوجد والحنين وثمة نقصٌ لاتكمله الدنيا يجعلنا نشعر بأننا حرف ناقص وبهذه المشاعر لانسخط من القدر بل نرتبك علّنا لانملك الشجاعة الكافية لنبكي على الحاضر ونكتفي بإجترار الأحزان القديمة لنجعل من اليُتم شماعة نعلق عليها سخطنا من الحياة.
كنت أعتقد أننا بتعلقنا بمن رحلوا وبامتلاكنا ذاكرة حديدية وبطقوسنا التقليدية بالتوجه نحو المقبرة حوّلنا أعيادنا إلى مآتم .
لكن هذا العيد تحديدا لم يكونوا الأموات وحدهم هم حجتنا للبكاء بل ثمة قوى أشد من عاداتنا وطقوسنا واشتياقنا للموتى، قوى شدّ بلّت رأس العيد وذيله بالأتراح حيث طل رأس العيد مبتلاً بارتفاع سعر المحروقات ليلة العيد بعد تثبيتٍ استمر خمسة شهور من ارتفاع اسعار النفط عالميا
كما من المتوقع أن يبدأ التطبيق الفعلي للتعرفة الكهربائية الجديدة والتي يجهل آليتها ويتخوف منها الكثيرون، ومع مضي آخر ايام العيد لم يفارقنا إلا وذيله قد ابتل بقرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة 50 نقطة اعتبارا من يوم غدٍ الأحد
الأمر الذي سيثقل كاهل المقترضين من البنوك بعبءٍ لم يكن بالحسبان.
حيث أنه من المتوقع أن ترتفع أقساط القروض الشهرية على الأردنيين بنسبة قد تصل إلى 12 في المئة.
وقد يعمل البنك المركزي على رفع سعر الفائدة في الأردن مرتين أو ثلاث، تزامنا مع توقعات الفدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة نحو 6 مرات هذا العام.
فالمواطن أمام خيارين، إما أن يتجه نحو زيادة قيمة القسط الشهري، أو أن يتم تأجيل الزيادة مع نهاية استحقاق القرض، وكلا الخيارين ستزيد من أعباء وضنك المواطن.
عدا عن مشكلة ارتفاع اسعار السلع الإستهلاكية كالزيوت النباتية والحليب ومعظم المواد الغذائية المستوردة من الخارج جراء تبعات جائحة كورونا و الأزمة الروسية الأوكرانية.
أتراحٌ متعددة بللت رأس العيد وذيله أتراحٌ تجعلنا أكثر حرقة من المتنبي ونسأل باستنكارٍ أشد للحكومة والعالم بأسره بأي حالٍ أعدتم علينا العيد.؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/07 الساعة 09:33