في الاخبار أن اجتماعا أردنيا إسرائيليا سيعقد بعد رمضان للبحث في شؤون المقدسات.
لا بأس، ولكن مجمل الظروف الإقليمية والدولية وحتى العربية والإسلامية ومنها بشكل خاص الأردنية والفلسطينية، باتت تتطلب وبإلحاح شديد، أن يسمع الطرف الآخر كلاما مختلفا وفي الصميم هذه المرة.كلنا نعلم جيدا نوايا ومخططات ذلك الطرف بشأن القدس تحديدا والقضية عموما، حيث الرفض القاطع لانسحاب يفضي لإقامة دولة فلسطينية، وتوجه لإقامة ما يسمونه الهيكل على انقاض الأقصى الشريف أولى قبلتي المسلمين وثالث الحرمين الشريفين.هنا، يجب أن يسمعوا كلاما جديدا ولأول مرة، فحواه، نحن طلاب سلام وقعنا معكم معاهدة كما غيرنا، لكننا مختلفون من حيث ما يلي. اولا نحن مرتبطون بفلسطين وبالمقدسات دينيا كسائر مسلمي الكوكب، وسياسيا تماما كما هو الشعب الفلسطيني الشقيق، ومصالحنا الوطنية العليا مشتركة ومتشابكة تماما.وثانيا، نحن مملكة أردنية هاشمية يمتد نسبنا الديني والاجتماعي تاريخيا، إلى نسب ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم يقول لنا ولكم وللبشرية جمعاء، إن القدس مسراه ومعراجه، وأن الأقصى هو ثاني بيت عبادة لله على الأرض بعد الحرم المكي الشريف.وعليه، فإن وصايتنا على المقدسات مسألة إيمانية مرتبطة بعقيدتنا التي يستحيل أن نتنازل عن شيء منها، وإلا فنحن نتخلى عن إيماننا المقدس، في وقت يدعم ويبارك فيه ١٤٠٠ مليون مسلم حول العالم وصايتنا ورعايتنا للقدس والمقدسات.من هنا، فنحن ما زلنا دعاة سلام لنا ولكم وللبشرية كلها، لكننا لا نملك غض البصر عن مخططاتكم وإلى الأبد، ولن نستطيع الصمت إلى ما لا نهاية.نحن ملزمون دينيا واخلاقيا في لحظة ما، أن نخاطب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بجملة واحدة هي... مقدساتكم في خطر شديد ونحن نحاول جهدنا ما استطعنا والأمر لكم للإنتفاض نصرة للاقصى ورد الخطر عنه.عندها ستجدون أنفسكم انتم ومن يرعاكم في مواجهة ثورة شعبية إسلامية عارمة ليس هنا في الإقليم وحسب، بل وعلى امتداد الكوكب، ولكم ان تختاروا بين السلام العادل وبين طوفان هادر من سائر الشعوب العربية والإسلامية. ونحن قادرون على تفجيرها إذا ما تواصلت سياساتكم الحالية كما هي.جملة مفيدة كهذه تقال بجدية ووضوح، ستحدث فرقا بإذن الله، فهم لا يفهمون سوى لغة القوة وهذا هو ديدنهم. الله من أمام قصدي.