مدار الساعة - قدم اللواء الركن السابق الدكتور محمد خلف الرقاد مدير التوجيه المعنوي الأسبق وأستاذ العلوم السياسية ورقة بعنوان : " القدس في النبض السياسي الهاشمي " لـــ (ندوة القدس) التي أقامتها جمعية عون الثقافية الوطنية بمناسبة الإفطار السنوي لأعضاء الجمعية برعاية عطوفة الدكتور شكري المراشدة رئيس مجلس هيئة المديرين في جامعة جدارا الأردنية والرئيس الفخري للجمعية ، وقد عالجت الورقة عنوان البحث : أهمية ومكانة القدس في النبض السياسي الهاشمي من خلال إبراز المواقف والقرارات السياسية الأكثر أهمية التي وقفها واتخذها القادة الهاشميون تجاه القدس من عهد الشريف الحسين بن على وحتى عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين ( 1916 – 2022 ، وذلك في سبيل المحافظة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ....وفيما يأتي النص الكامل للورقة العلمية التي ألقاها اللواء الركن الرقاد ، والتي زاوجت بين ثلاثة من مناهج البحث العلمي في العلوم السياسية وهي : المنهج التاريخي ، منهج صنع القرار ، ومنهج تحليل النص .
نص الورقةالقدس في النبض السياسي الهاشمي (2016 – 2022) بحث وإعداداللواء الركن السابقد. محمد خلف الرقاداستهلال . في البداية ... سلام على القدس ... فهي حنين الماضي .. ووجع الحاضر ..وقلق المستقبل حتى تعود إلى حاضنتها العربية الإسلامية .... سلام على القدس ... مفتاح الأمن والاستقرار... مثلما هي مفتاح الحرب والسلام في الماضي والحاضر والمستقبل ... سلام يا قدس ... فما زلت وستبقين منقوشة على جدران القلوب المؤمنة بالله منذ العهدة العمرية وحتى الوصاية الهاشمية .سلام على القدس ... مسرى ومعراج نبي الأمة سيد الخلق... سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين ... وسلام على الهاشميين من عترة المصطفى ...الذين عاشت القدس في ضمائرهم رمزاً للروح... وعنواناً للسلام ..وأنموذجاً للقيادة والسيادة ... الفضلاء أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة .... إخوة واخوات ..- منذ أن هاتفني أخي وصديقي رئيس الهيئة الإدارية الأستاذ أسعد العزام وأخبرني عن نية الجمعية عقد ندوة عن القدس .. وطلب مني الحديث عن الجوانب السياسية في الدور الهاشمي تجاه مدينة القدس الصامدة ... أدركت ثقل العبىء الذي أُلْقي على عاتقي في ظل وقت محدود جداً ، فالقدس في النبض السياسي الهاشمي تحتاج إلى مجلدات .. - كيف لا..... وقد عاشت في ضمائر الهاشميين على مدى ما ينوف عن القرن من الزمان... منذ خديعة (سايكس بيكو) للشريف الحسين بن علي مفجر رصاصة الثورة العربية الكبرى الأولى عام 1916م . المقدمة . تنبع أهمية هذه الورقة من أهمية مدينة القدس على الصعد العربية والإسلامية ، وعلى صعيد الدور السياسي الأردني الهاشمي في حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة الشريفة ، وكذلك من كون هذه الورقة ستجيب على سؤال كبير يتلخص في أهمية القدس وموقعها في الحضور السياسي الهاشمي منذ أكثر من مائة عام ، وهذا يستلزم منا استحضار كل المواقف السياسية للقيادات الهاشمية منذ عام 1916م،وقد زاوجت الورقة بين ثلاثة من مناهج البحث في العلوم السياسية هي : المنهج التاريخي ، ومنهج تحليل النص ، ومنهج صنع القرار ، وستقوم الورقة بمناقشة هذا الدور من خلال العهود الهاشمية الأربعة ، وبيان مواقفهم وقراراتهم السياسية الأكثر أهمية التي تعكس مكانة القدس الشريفة لدى القادة الهاشميين، ويتقدمها دور الشريف الحسين بن علي . أولاً : موقف الشريف الحسين بن علي (1916 – 1931). تعتبر المبادئ والأسس التي قامت عليها الثورة العربية الكبرى هي المرتكزات الأساس لكل الاستراتيجيات السياسية والعسكرية التي انتهجها الملوك الهاشميون عبر العهود الهاشمية الأربعة . - كان موقف الشريف الحسين منذ خديعة سايكس – بيكو في عام 1916م واضحاً وصلباً ، ويترجم ذلك البرقية التي بعث بها إلى بريطانيا وقد عبر فيها عن رفضه القاطع لما جاء في خديعة سايكس – بيكو ووعد بلفور المنحاز لليهود حيث جاء في البرقية : ( لا أقبل أن تكون فلسطين إلا لأهلها العرب ، ولا أقبل بالتجزئة ، ولا أقبل بالانتداب ، ولا أسكت وفي عروقي دم عربي عن مطالبة الحكومة البريطانية بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب ) . - وفي عام 1924م حينما وقع الشعب العربي في فلسطين على وثيقة البيعة للشريف الحسين بن علي، أكد رفضه لكل المشاريع والمخططات والمساومات البريطانية التي لا تقود إلى قيام دولة عربية واحدة تشمل الأقطار العربية كلها وفي مقدمتها فلسطين، وقد دفع الشريف الحسين ثمن مواقفه تجاه فلسطين والقدس، ولكن قلبَه ظل متعلقاً في القدس حتى أنه أوصى بأن يُدفن في رحاب المسجد الأقصى ، وحينما توفاه الله في عام 1931م دُفن حسب وصيته في القدس ، وقد أطلق عليه جلالة الملك المؤسس في مذكراته لقب ( ضجيع القدس الشريف) .ثانياً : العهد الهاشمي الأول : الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين ( 1921 – 1951) . ويمكن تلخيص مواقفه من خلال محطات مفصلية ترجمت مواقفه السياسية تجاه القدس ، ومن أبرز هذه المواقف والقرارات ما يأتي :01 سار على نهج والده الشريف الحسين بن علي ، واتسمت علاقته بالحركة الصهيونية بالعداوة الشديدة ، نتيجة لإدراكه أطماع هذه الحركة في فلسطين وفي القدس ، وكانت أبرز مواقفه : أ . دعوته إلى عدم التعامل مع اليهود بوصفهم محتلين ، وعدم بيع الأراضي والعقارات لهم . ب . قراره بدعم صندوق الأمن الفلسطيني ، وقد وصف الفلسطينيين بالشجاعة والصمود .ج . تمكن من إنقاذ شرق الأردن من وعد بلفور ، مما مكّن الأردن أن يظل سنداً لفلسطين ومستمراً في الدفاع عنها وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف .د. ربط استراتيجيته السياسية باستراتيجيته العسكرية كقائد سياسي بارز ، وكقائد عسكري أعلى للجيوش العربية في حرب 1948، والتي اقتضت الدفاع عن الأرض الفلسطينية بعامة والقدس بخاصة ، وقد حث الجيش على الدفاع عنها ، وعلى التضحيات والموت من دونها ، حيث أمر كتائب الجيش العربي بالدخول إلى القدس بدافع حماية المدينة ومقدساتها، حيث تمكن الجيش العربي من المحافظة على القدس عربية . نص البرقية التي أمر بها جلالة الملك المؤسس الجنرال كلوب لدخول كتائب الجيش العربي إلى القدس لحماية المدينة ولزوم الاحتفاظ بها هـ . إتمام وحدة الضفتين في عام 1950م ، واستمراره بالتواصل مع القدس والمقدسيين بعد الوحدة ، حيث بلغ عدد زياراته لمدينة القدس في عام واحد (41) زيارة لغاية يوم استشهاده يوم 25 تموز 1951م . و . تأييده لــــ ( هبّة البراق ) التي أسفرت عن صدامات دامية بين العرب واليهود عند حائط البراق ، وقد اتخذ قراراً برفض إعطاء اليهود ممراً إلى حائط البراق في عام 1929م . ز . رفض مشروع لجنة (بيل) عام 1938م الذي يدعو إلى تدويل مدينة القدس ، وقدّم مشروعاً مناهضاً لتوصياتها بإنشاء دولة عربية تضم الأردن وفلسطين ، كما رفض تدويل مدينة القدس في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (قرار التقسيم) رقم (181) لسنة 1947م . 02 ترجمت وصيتُه بأن يدفن في القدس نبضَه السياسي المتعلق بالقدس وبالأقصى المبارك،حيث قال : ( لقد أوصيت أهلي بوجوب دفني في القدس إلى جوار قبر أبي في ساحة الحرم الشريف ... إني أريد القدس معي وأنا على قيد الحياة ... وأريد أن أبقى مع القدس بعد الموت ) ، ولكن ظروفاً قاهرة حالت دون تنفيذ وصيته بعد استشهاده في القدس ، فدُفن في عمان . ثالثاً : العهد الهاشمي الثاني . الملك طلال بن عبدالله (1951 – 1952) .- في ظل توحيد الضفتين تحت مظلة المملكة الأردنية الهاشمية ، ورغم قصر مدة حكم جلالته ، إلا أن القدس ظلت تعيش في نبضه السياسي ، وسار على منهج آبائه وأجداده ، وظل قلبُه متعلقاً في القدس، فحرص جلالته على تمتين اللحمة الداخلية بين الضفتين ، فزارها خلال فترة حكمه القصيرة مرتين : الأولى : في 22 أيلول 1951م . الثانية : 29 تشرين أول 1951م.- اصطحب معه عدداً من الوزراء ورئيس هيئة أركان الجيش العربي الجنرال (جلوب) ، واستقبله المقدسيون بالحفاوة والترحاب ، معبرين عن مشاعر الود والاحترام التي يكنها الفلسطينيون بعامة والمقدسيون بخاصة لجلالته ، وقد خاطبهم بقوله : " لقد جئت لأراكم ، وأزور مدينتكم المقدسة التي احتفظتم بها عربية بعون الله ، فأُطمئِن العالم على مقدساته ، وأُطمئِن العرب على أن في أيديهم أقدس ما في القدس " .- كما زار مدينة نابلس في 23 تشرين أول 1951م . رابعاً : العهد الهاشمي الثالث . الملك الباني الحسين بن طلال ( 1952 – 1999) . - لقد انتهج جلالته طيب الله ثراه نهج الآباء والأجداد في التزامه السياسي والعسكري في الدفاع عن القدس والمقدسات ، وقد تجلّى ذلك في خطاباته السياسية ، وفي قراراته العسكرية فيما يخص القضية الفلسطينية بعامة ، ومسألة القدس بخاصة ، مستنداً إلى بعدين رئيسين هما: البعد الديني، والبعد التاريخي . - نقرأ ذلك كلَّه في مبادئه وفكره ومعتقداته السياسية واستراتيجياته السياسية والعسكرية، ويترجم ذلك قوله: " إن القدسَ أمانةٌ عربيةٌ إسلاميةٌ منذ عهدة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولا يملك أحدٌ من العالَمين العربي والإسلامي التصرف بهما أو التنازل عنهما ، ولن تتمكن إسرائيل ولا سواها من تغيير هذا الواقع ، ولو بدا ذلك ممكناً إلى حين" . فيديو .. (الأرض أرضنا ... والقدس لنا ... ولن نفرط بذرة من ترابها الطهور)- نظراً لطول فترة حكم المغفور له الملك الحسين لمدة (47) عاماً ، فقد اتخذ قراراتٍ سياسيةً واجتماعيةً حفلت بها العشرات من المجلدات والمئات من الخطابات السياسية والعسكرية ، التي عكست مكانة القدس في قلبه ومواقفه منها، كونها جوهر الصراع االعربي الإسرائيلي ، والمفتاح الأهم لإحلال السلام ليس في الشرق الأوسط فحسب ، بل في العالم بأسره ، وكلُّها مهمة وتاريخية ومصيرية ، ولعل من أبرزها : قرار تشكيل لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة عام 1954 م . اتخاذ قرار بإقامة ودعم الأجهزة الإدارية الحكومية في الضفة الغربية بعامة وفي مدينة القدس بخاصة . تأكيد موقف جلالته الثابت من عمليات السلام بقوله : ( لا سلام إلا بالانسحاب الكامل من المناطق العربية المحتلة ، وفي مقدمتها القدس، وإعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير). انسجاماً مع التوجه العربي في اتخاذ السلام كخيار استراتيجي ، مشى طيّب الله ثراه مع التوجه العربي نحو تحول الصراع من عسكري إلى سياسي قابل للتسوية السلمية ، وقَبِلَ مع العرب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (242) القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ، وفقاً لمبدأ ( الأرض قابل السلام) ، وكان له الدور الأبرز في عقد المؤتمر الدولي للسلام الذي عُقِد برعاية دولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية في مدريد عام 1991م .- التزام جلالته بمواصلة العمل السياسي والدبلوماسي حتى تعود مدينة القدس إلى وضعها الطبيعي ، وقبلت الأردن مع الشقيقة مصر مشروع ( روجرز) في 20 حزيران 1970م ، وذلك وفق مبدأين هما : الأول : وجوب قبول إسرائيل بمبدأ الانسحاب من كافة الأراضي التي احتلتها في 5 حزيران 1967م ، وفي مقدمتها الانسحاب من القدس الشريف .الثاني : الاعتراف بكامل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. - اتخذ قراراً بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وبأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وذلك بناءً على رغبة الأشقاء العرب في مؤتمر قمة الرباط عام 1974م ، وحتى لا يخرج عن الإجماع العربي .- إصرار جلالته طيب الله ثراه على ضرورة احترام الدور التاريخي للرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى ، وتثبيت ذلك في الفقرة (9) من اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية في عام 1994م. - استمرار الالتزام بالقضية الفلسطينية على أساس أنها قضية أردنية مرتبطة بالأمن الوطني الأردني, والالتزام الديني برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس . - اتخاذ قرار مهم واستراتيجي وهو قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية بتاريخ 31 تموز 1988م بعد (38) عاماً من الارتباط والترابط والوحدة بين الضفتين الشرقية والغربية ، وذلك بهدف : إبراز الهوية الفلسطينية ، والرغبة في التمهيد لقيام الدولة الفلسطينية على أرض الواقع ، وإنهاءً لمقولات الوطن البديل .- استثنى جلالته القدس من هذا القرار، ومن المعلوم أن الملك حسين قد خالف رغائبة ونسقه العقيدي ومعتقداته السياسية التي ترى ضرورة التحرير أولاً ، ومن ثم تسليم الأمانة والوديعة للفلسطينيين ، ونظراً لأهمية هذا القرار الاستراتيجي قال جلالته في خطاب فك الارتباط : (نحن نتمسك بضرورة تأمين الحقوق المشروعة للفلسطينيين ، لأن أكثريتهم الساحقة تتواجد في شرق الأردن وغربه ، وبعد التحرير يُعْطى لهم الخيار ، إما أن يبقوا معنا ، أو أن يتحدوا وإيانا ، أو ينفصلوا عنا باستفتاء عام يجري تحت إشراف دولي محايد ، إننا لا نأخذهم بالإكراه ، ولا نتخلى عنهم بالتفريط ، وإنما نترك لهم أنفسهم اختيار نظام الحكم الذي يرغبون ، والمستقبل الذي يرتضون) .خامساً : العهد الهاشمي الرابع : الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين ( 1999م - ) . - استمر جلالته على النهج الهاشمي في دعم القضية الفلسطينية ، واهتم اهتماماً بالغاً بالقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ، وقد عَمُرت خطاباتً جلالته السياسية وبخاصة الموجهة إلى القيادات العالمية الأجنبية في الشرق والغرب وفي كل القارات الخمس بشرح القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق الشعب الفلسطيني وأهمية السلام ، وبيان وضع القدس والمقدسات الإسلامية وخطورة الاقتراب منها حتى لا تتأثر محاولات ومبادرات السلام المطروحة ، وأن لا يتأثر الأمن والاستقرار في المنطقة، ومؤكداً على ضرورة حل القضية الفلسطينية حلاً يحقق سلاماً شاملاً وعادلاً لكل المسائل وفي مقدمتها مسألة الوضع في القدس الشريف . فيديو للملك عبدالله الثاني ( أنا كهاشمي مستحيل أتراجع عن القدس ومستقبل فلسطين .. كلا على القدس ... كلا على الوطن البديل ... كلا على التوطين)- أبرز القرارات السياسية والمواقف الحاسمة تجاه القدس . يمكن تلخيصها على النحو الآتي : أمر جلالته بتشكيل الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى في عام 2007 . اتخذ القرارات اللاّزمة لتمويل مشاريع إعمار وترميم المسجد الأقصى على نفقته الخاصة مثل إعادة بناء منبر صلاح الدين الذي أنجز في 25 تموز 2006م. تأكيد جلالته على ارتباط الأردن بالقدس من خلال تأكيد مفهوم الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس ، وذلك بتوقيع اتفاقية الوصاية مع رئيس دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس في عام 2013. نجاح الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني باستصدار قرارات دولية أدانت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته ضد المسجد الأقصى وضد التراث العربي الإسلامي في القدس. حرص جلالته الدائم على التواصل مع المقدسيين ، واستضافتهم بشكل متكرر للسماع منهم مباشرة عن أحوال المدينة المقدسة واحتياجاتها. اتخاذ قرار بتشكيل مجلس الكنائس الأردني الذي يضم كنائس القدس الرئيسة . رسّخ جلالته في خطاباته السياسية الموجهة إلى العالم وللمنظمات الدولية مفهوم الحرم القدسي الشريف .مواقف ملكية حاسمة وحازمة تجاه القدس .- موقفه من مقولة الوطن البديل التي تروج لها إسرائيل ، وترجم ذلك بقوله : " الأردن هي الأردن ... وفلسطين هي فلسطين ، والفلسطينيون لا يريدون أن يكونوا في الأردن ، بل يريدون أن يكونوا على أرضهم لكي يرفعوا رايتهم عليها ". - رفض جلالته لمخططات الضم الإسرائيلية ، وبالنسبة للقدس أكد جلالته مراراً بأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية التي احتلت في عام 1967، وتخضع للقانون الدولي مما يعني بطلان قرار ضم إسرائيل للقدس ولغيرها من الأراضي الفلسطينية .- رفضه القاطع لصفقة القرن ، وقيادته للموقف الأردني القاضي بالتأكيد في كل محفل دولي على أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م .- قبول مبدأ حل الدولتين الذي حظي بإجماع عربي وتاييد دولي واسع .- التأكيد على موقفه الثابت من أن القدس الشرقية أرضٌ فلسطينية محتلة.... السيادة فيها للفلسطينيين والوصاية لحماية مقدساتها هاشمية .- موقف جلالة الثابت والرافض لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، وسعيه لفتح عيون العالم على خطورة هذا القرار الذي قد يؤدي إلى تقويض الجهود السلمية ، ويؤثر على دور الولايات المتحدة في قيادة العملية السلمية .- يبذل جلالته في هذه الأيام جهوداً متفانية مع القيادات العربية والإسلامية والعالمية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية الحالية للأقصى الشريف ، وقطع الطريق على المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى ، فقد هاتف في 19 نيسان الجاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رغم ظروفه الصحية التي نعرفها جميعاً ، بهدف اتخاذ موقف تجاه تصرفات المستوطنين بحماية إسرائيلية وانتهاكاتهم للمسجد الأقصى، وفي اليوم نفسه أجرى اتصالاً مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وما زالت اتصالاته مستمرة مع القيادات العالمية في أوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم .- الختـــ ـام . واختم حديثي بهذه المقطوعة من رسالة طويلة للقدس والمقدسيين :عذراً يا قدس على هذا البوح ... فلست بشاعر...مع أن الشعر لم يعُد سيفاً بتاراً ...يسعف أفواه المستغيثات الحرائر ..وأتوجه للمقدسيين والمقدسيات الأبطال الصامدين فأقول :إليك عني يا عنترة .... فالموقفُ الأردنيُّ الهاشميُّ ما زال في الساحة المفخرة .لقد ماتت الأحلامُ في قاعات التفاوض...وفي صالات الانتظار... وعلى منابر الزعم وزيف الإدِّعاء ... واستبدت القطعانُ ... بعد أن ترجل الفرسانُ .. فلم تعد هناك خيولٌ مسرجة ... وأصبحت ساحاتُ الوغى خاليةً... لا بل ... مقفرة .لكن الأمةَ ولودُ ... فما زال هناك أسودٌ ... يتجاوزون الوعودَ .. ويؤمنون بأن المجدَ إما صدارةٌ أو مقبرة ...إليك عني يا عنترة ... فالموقفُ الأردنيُّ الهاشميُّ .. ما زال في الساحةِ المفخرة..
الباشا الرقاد يقدم ورقة بعنوان القدس في النبض السياسي الهاشمي (1916 – 2022)
مدار الساعة ـ
حجم الخط
- لقد عاشت القدس في ضمائر الهاشميين رمزاً للروح.. وعنواناً للسلام .. وأنموذجاً للقيادة والسيادة، منذ خديعة سايكس بيكو للشريف الحسين بن علي عام 1916م.- القدس حنين الماضي .. ووجع الحاضر ..وقلق المستقبل... حتى تعود إلى حاضنتها العربية الإسلامية ، وهي مفتاح الأمن والاستقرار.. مثلما هي مفتاح الحرب والسلام .- القدس ما زالت وستبقى منقوشة على جدران القلوب المؤمنة بالله منذ العهدة العمرية وحتى الوصاية الهاشمية- رفض الشريف الحسين بن علي اتفاقية سايكس بيكو 1916م ووعد بلفور 1917م ، وأبى أن تكون فلسطين إلا لأهلها. وأوصى بأن يُدْفن في حرم المسجد الأقصى المبارك.- أمر الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين كتائب الجيش العربي بالدخول إلى القدس وحمايته من الاحتلال اليهود، وحافظ الجيش العربي الأردني عليها عربية، وقال : ( لقد أوصيت أهلي بوجوب دفني في القدس إلى جوار قبر أبي في ساحة الحرم الشريف ... إني أريد القدس معي وأنا على قيد الحياة ... وأريد أن أبقى مع القدس بعد الموت ).- الملك طلال بن عبدالله للمقدسيين : " " لقد جئت لأراكم ، وأزور مدينتكم المقدسة التي احتفظتم بها عربية بعون الله، فأُطمئِن العالم على مقدساته، وأُطمئِن العرب على أن في أيديهم أقدس ما في القدس"- الملك الباني الحسين بن طلال قال : " الأرض أرضنا .. والقدس لنا ... ولا نفرط بذرة من ترابها الطهورالملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين: (من غير المعقول.. أنا كهاشمي أتراجع عن القدس.. فالقدس ومستقبل فلسطين خط أحمر...كلا على القدس .. كلا على الوطن البديل...كلا على التوطين) .