اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

'الإرهابي' الفلسطيني!


فايز الفايز

'الإرهابي' الفلسطيني!

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/04/24 الساعة 05:12
أربع عمليات إطلاق نار نفذها شباب فلسطينيون خلال شهرين لم يستهدفوا فيهن امرأة أو طفلا أو عجوزا، بل استهدفوا مستوطنين مسلحين، وبغض النظر عن تقييم الصحيح من الخطأ، فإن القتل بالنسبة للفلسطيني المتهم دوما بالإرهاب ليس نزهة صيد كما كان يصفها الإرهابي الأعظم آرئيل شارون، بل هو تعبير لرد الفعل أمام نفسه وهو ينظر لوجهه بالمرآة، وفي الشارع وهو يرى الترويع والاقتحامات تعصف بالبيوت المستورة، وبالاجراءات المعقدة التي تسجن ملايين الشباب في سجن مفتوح، ويرى كيف أن عدل الميزان منتهك بكل وحشية، فالمستوطنون يسرقون التاريخ و?لأرض ويدخلون المسجد الأقصى وباحات قبة الصخرة ليعاقبوا المسلمين على صلاتهم، ويقتلون أي متحرك وساكن بحماية قانون الاحتلال، ويحرمون على الفلسطيني ما يستحلونه هم.
حتى آخر الزمان على ما يبدو وقبل أن تقوم الساعة بقليل، سيبقى الفلسطيني الأول واليهودي الأخير يتصارعان مصارعة الحق والباطل، لن ينجو من نار الكراهية المؤبدة سوى من ابتعد عن الربّ واتخذ رباً آخر، بعيدا عن رب موسى وهارون يجلس اليهودي الأخير ليستذكر أول مرة خرج بها النبي يوسف من بيت أبيه إسرائيل طفلا محمولا في قافلة عثرت عليه في البئر، ولن يفهم اليهودي الأخير كما لم يفهم ملايين اليهود المغموسين في ماء الحسد والكراهية أن أبناء يعقوب قد تآمروا على أبيهم وأخيهم حيث سرقوا يوسف صبيا صغيرا من حضن نبيهم ليقتلوه بلا ذنب? هكذا هم بنو اسرائيل ينكرون الشمس وسط النهار.
لم يكن اليهود يسكنون الأرض المقدسة كما وصفها الله وهي فلسطين، وكما لم يخبر التاريخ باسم أرض أو بلاد منذ بدء الخليقة سوى مصّر بمعنى بلد، وسبأ لغرض الشرح في قصة سليمان، ومكة كمنتهى وعد الله للمؤمنين، والمسجد الأقصى كثاني مسجد بُني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما، فإن العرب قد تناسلوا من ظهر إسماعيل قبل أن يُخلق بنو اسرائيل بسنوات من صلب يعقوب، بل إن نسل إسرائيل كانوا في «البدو» كما ذكرهم الله بالقرآن الكريم، أي في صحراء سيناء ولم يكونوا في حاضرة القدس، وحتى جاء النبي موسى بهم ليدخلوها آمنين امتنعوا عن دخولها ?تاهوا زمنا طويلا أذلاء تنهشهم البغضاء.
اليوم لم يعد اليهود كما كانوا في أزمنة من التاريخ القديم والمتوسط، بل إنهم ليسوا على قلب رجل واحد كما هم منذ خلقوا، وهم الذين يستعمرون أرض كنعان اليوم وبقية من بلاد فلسطين ويتفننون في القتل بدم بارد ويشردون العجائز ويقتلون النساء والأطفال دون أن يرف له جفن، هل هناك إنسان لديه بقية من إحساس يقتل امرأة عارية الكفين أو طفلاً يلوّح بحجر، نعم هناك مثلهم في شرق آسيا، ليسوا بعيدين عنهم فآلهتهم الحجرية تأمرهم بقتل المسلمين دون أي رحمة، وتسمح لهم باغتصاب الأرض تحت سمع وبصر كل العالم الدولي الذي انكشفت عورته مجددا، ?انحيازه التام للكيان الإسرائيلي والدفاع عنه ودعمه بأسلحة القتل والتدمير.
فماذا عن «الإرهابي» الفلسطيني الذي يظهر دوما بصورة الوحش الخارج من بين ألسنة النار ليحرق جمال وبراءة الجنود الشباب المدججين بالسلاح والمعبئين بالحقد على الطرف الآخر لا لشيء سوى أنه عربي؟ تلك مسألة يطول شرحها تاريخيا، ولكن يدرك غالبية الشعب اليهودي المستعمر أنهم مجرد لصوص يحملون أسلحة ويسمح لهم القانون بقتل أي عربي مهما كان عمره أو جنسه، فلا فرق بين النساء المسالمات أو الرجال الثائرين، ومن هناك يظهر الشهيد العربي شهادته التي لا يريد أحد من العرب والعجم قبل اليهود أن يعترف بها، أنه لا يقتل النساء والأطفال.
اليهود على الأغلب لا يتورعون عن قتل النساء والأطفال عندما يحسون بالخطر، فهم يعيشون في كبسولة الرعب، والعالم كله رأى آخر سيدة فلسطينية قتلها جندي يهودي بدم بارد لمجرد مرورها أمامه، ولم يحاسبه أحد، وفي كل مرة يقتلون الآلاف ولا يحاسبهم أحد، وعندما تقع عملية فلسطينية مهما كانت بدائية، فإن وزارات خارجية العالم الكاذب تتسابق بإدانة الضحية واتهام العربي بأنه إرهابي، فماذا نسمي جيش الاحتلال الذي يعكس تماما صورة الشيطان غير وصفه بجيش الإرهاب الصهيوني؟
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/04/24 الساعة 05:12