تصعيد اسرائيلي مستمرمع اقتحام المسجد الأقصى المبارك مرارا وتكرارا في الأيام القليلة الماضية، شهداء، اعتقالات بالعشرات بل بالمئات خلال الأسابيع الماضية، مؤشرات قوية تدل على قيام قيادات المقاومة الفلسطينية باتخاذ القرار لبدء انتفاضة ثالثة والتى قد تكون حسب توقعات البعض مسلحة، ما يثير القلق في صفوف الإسرائليين في حال حدوث ذلك بعد تقارير تقول إن المقاومة لديها أسلحة تستخدمها لاول مرة.
المقاومة الفلسطينية هذه المرة تبدو ومنذ العدوان الأخير على قطاع غزة على دارية من أمرها كيف تقود العمليات العسكرية باسلوب مختلف ومرات عديدة باسلوب غير متوقع من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فيما استخدام صاروخ ستريلا يدل على تعزيز ترسانة الصواريخ الفلسطينية على عدة مستويات ودليل على ذلك ما نقلته صحيفة هارتس الإسرائيلية عن هذا الصاروخ وكيفية التعامل مع الخبر. الناطق باسم سرايا القدس "أبو حمزة" ، يقول إن الأنفاق في قطاع غزة "سلاح استراتيجي للمقاومة"، معتبرا أنها تشكل "هاجس رعب للصهاينة جنودا ومستوطنين". فيما يطلق أهالي القطاع على شبكة الأنفاق السرية التي حفرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي اسم "المدينة الأرضية"، في حين تسميها إسرائيل "مترو حماس" أو "مترو غزة" وقد استهدفتها مرارا بالقصف والتدمير.ما يثير قلق سلطات الاحتلال أيضا هي قدرة الفلسطينيين بالقيام على مستوى فردي، عمليات نوعية في الداخل الإسرائيلي لا سيما في تل أبيب والتى تعتبر من أهم المدن اقتصاديا وسياحيا للاحتلال، واختراق في الوقت نفسه للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.السلطة الفلسطينية من جهتها تبدو بأنها تفقد الثقة في الداخل الفلسطيني ولن تقود أي عملية ولن تستطيع حسب تقييم محللين وسياسين بأن يسمع رأيها في حال حدوث الإنتفاضة، مما يجعل وضع السلطة مزعزع وحرج ومستقبلها غير معروف خاصة ان هنالك استياء من تصريحات الرئيس محمود عباس.حماس بدورها والجهاد الإسلامي مستعدون للتصعيد وضرب المواقع الأسرائيلية ما برهن في عدوان غزة الأخير. وهنا نطرح أسئلة ذات أهمية لهذا الملف، هل سنشهد شئ لم نشهده من قبل وأكثر من الصورة النمطية بإلقاء الحجارة على مدرعة اسرائيلية، هل اسرائيل ستستطيع التصدي لجميع الجبهات في الوقت نفسه، هل سنشاهد تغيير في الداخل الفلسطيني سياسيا بتفكيك السلطة الفلسطينية او اعادة هيكلتها وماذا سيعني في حال حدوث هذا عربيا ودوليا.الاحتلال الإسرائيلي متعجرف ولا يستطيع أن يوازن ما بين التطرف المتواجد في الداخل الإسرائيلي والسياسة المتبعة من قبل تل أبيب، ولا يأخذ بعين الاعتبار في حساباته السياسية والعسكرية ، أيدولوجية المقاومة الصامدة رغم الفروقات الهائلة والتقدم في الساحة وتسجيل انتصارات معنوية وفعلية، ما يجعل الانتفاضة بداية المشاور للبعض لشئ سيغير بالتأكيد مجرى التاريخ.
المعايطة يكتب: الإنتفاضة الثالثة على الأبواب
مدار الساعة ـ