اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

إفلاسكم لا افلاس دولة!


علاء القرالة

إفلاسكم لا افلاس دولة!

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/04/20 الساعة 03:45
أستغرب حد الذهول من مسؤولين سابقين وخبراء ومحللين وطنيين، ان يتحدثوا عن افلاس دولتهم بعيدا عن الارقام والحقائق التي تثبت في كل مرة افلاسهم بمعرفتها او حتى الاطلاع عليها وعدم معرفتهم باصول الاقتصاد الكلي والجزئي وشموليته، مدعين غيرتهم على الوطن وحبهم له وهذا ما تنفيه تصريحاتهم على الاطلاق.
وأستغرب اكثر عندما يكون حديثهم عن الاقتصاد وهم يعرفون مدى حساسية التطرق اليه وتحديدا اذا ما كان الحديث سلبيا، ذاهبين به باتجاه اثارة الرأي العام وتخويفه تجاه مستقبل دولتهم، بالاضافة الى اثارة القلق لدى المستثمرين والراغبين في الاستثمار في المملكة ضمن المساعي الكبيرة التي تبذلها الحكومة لجذبه لغايات تشغيل الاف الايادي العاملة العاطلة عن العمل وتحقيق التنمية المستدامة في كافة المناطق والمحافظات، ومن هنا ومن خلال تلك التصاريح غير المسؤولة يكونون كمن يطعن في الظهر بقصد او بغير قصد فيتحملون مسؤولية اثارة القلق ?جاه اقتصاد بلدهم دون اي حقائق او معلومات يرتكز عليها باستثناء انهم يقارنون بمقارنات اقرب الى العبثية من الواقع ومع دول بيننا وبينها اقتصاديا فرق السماء عن الارض.
ولان علينا مسؤولية اظهار الحقائق والارقام والمعلومات، ساكتفي بقليل من الارقام كنت قد ذكرتها في مقالات سابقا وسابقى اذكرها وأكررها لكي يعلمها هؤلاء المتحاذقون والمتصدرون للشعبويات المقيتة، بعد أن اصابتهم الجهالة والافلاس المعرفي بها وتحديدا الملاءة المالية للدولة التي تعتبر وضمن التصنيفات العالمية من اكثر الدول في المنطقة استقرارا وتجاوبا مع المتغيرات والظروف الطارئة محافظة على قوة عملتها الوطنية مقابل الدولار وقادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية للدول والجهات المقرضة، بالاضافة الى الاحتياطيات المالية الضخ?ة التي تشهد نموا غير مسبوق مدفوعا بجهاز مصرفي قوي ليس على مستوى المملكة فقط بل على مستوى العالم.
ومن هنا لابد من مجموعة اسئلة موجهة للجميع لمن يدعون هذا الافلاس ولمن يصدقهم دون استثناء، كيف لدولة احتياطيها من العملات الاجنبية يصل الى 18 مليار دولار ان تفلس ؟ وكيف لدولة كافة المنظمات والجهات الدولية تتوقع لها ان تحقق نموا بمقدار 2.5% أن تفلس ؟، وكيف لدولة واجهت كورونا وبأقل الاضرار وكلكم لمستموها ان تفلس ؟، وكيف لدولة تقوم بواجبات الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية أن تفلس ؟ وكيف لدولة صادراتها تتجاوز 8.5 مليار دولار ان تفلس ؟ وكيف لدولة دينارها ثالث اقوى عملة في العالم مقابل الدولار ان تفلس ؟، وكيف?لدولة الاسعار والتضخم مستقران فيها ان تفلس ؟، وكيف لدولة ان تقارن بدول انهكتها السياسة المتشرذمة وهي من تسعى باستمرار الى الاصلاحات السياسية والاقتصادية المستمرة التي تراعي كافة المتغيرات ؟ وكيف لدولة دخلها السياحي يعادل 3 مليارات ان تفلس ؟ والسؤال الاهم والابرز ما هي علامات الافلاس التي بدأت تظهر وتشاهدونها بحياتكم اليومية ؟.
في النهاية، علينا ان ندرك جيدا اننا اقوياء في السياسة ولدينا مواقف قوية تجاه المواضيع القومية وابرزها القدس، وعلى ذلك فاننا نتوقع حربا اقتصادية قوية بعدما ان عجزوا عن حربنا سياسيا تبدأ بالشائعات والتاؤيل والتكهن الذي لن نقاومه الا بالوعي والمعرفة الحقيقية بالحقائق والمعلومات، وما على مسؤولينا السابقين وخبرائنا ومحللينا الا ان يتقوا الله في الوطن وان لا يكونوا اذرعا يستغلها العدو الخارجي في انهيار البلاد والعباد.
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/04/20 الساعة 03:45