ارتفاع اعداد الطرود الخيرية في شهر رمضان المبارك لهذا العام بنسبة 100% مقارنة مع الاعوام الماضية، يشير الى احد امرين اولهما ان اعداد الاغنياء وميسوري الحال لدينا قد ارتفع بقدر هذه النسبة، أو أن المسؤولية الاجتماعية ارتفعت عند عدد كبير من الاردنيين، فماذا تغير؟.
لعل جائحة كورونا أثرت بشكل مباشر على الكثير من الأسر الأردنية التي تراجعت دخولها او انقطعت عن اعمالها بسبب الاغلاقات وتراجع حركة القطاعات ونموها، ما تسبب في تراجع القوة الشرائية لديها في ضوء تعمق ازمة البطالة وارتفاع اسعار السلع الغذائية عالميا ما اثر على معدلات التضخم، الامر الذي ادى الى ازدياد معدلات الفقر في بعض من المناطق وضعف قدرة العديد من العائلات على تلبية احتياجاتها للشهر الكريم، ومن هنا ارتفعت رغبة ميسوري الحال ومتوسطي الدخل في المساعدة وتقديم يد العون من باب المسؤولية الاجتماعية ومن باب التضامن ?لاجتماعي والمسؤولية تجاه الجار او الصديق او القريب.في تقديرات سابقة بلغت اعداد الطرود التي يتم توزيعها في كل عام ما يزيد عن مليون طرد، ما يعني ان عدد الطرود لهذا العام سيتجاوز 1.5 مليون طرد وبقيمة لا تقل عن 20 مليون دينار تتراوح قيمتها ما بين 20-50 دينارا وبحسب المتبرع او الجهات التي تقوم بالتوزيع وتحتوي في غالبيتها السلع الاساسية من زيت وسكر ورز وبقوليات ومعلبات وتمور وغيرها من السلع التي تلبي احتياجات اصحاب الدخول المحدودة والاسر المعوزة في رمضان، واذا ما تم مقارنة ما يوجد في تلك الطرود فهي موجهة وبشكل مباشر الى فئات معينة، تحددها الجهات والجمعيات واصحاب?الايادي البيضاء من خلال اجراء مسح اما مع البلديات او المخاتير والجمعيات الكثيرة المنتشرة في اغلب مناطق المملكة وبمختلف المحافظات والقرى والارياف والبادية.ارتفاع اعداد الطرود الغذائية الخيرية التي توزع في رمضان الى ضعف ما كانت عليه يشير ويبين ان هناك ارتفاعا في اعداد الاسر المستحقة هذا من جانب، ومن جانب اخر تشير الى ارتفاع اعداد المقتدرين القادرين على دفع مبالغ مالية لاعداد تلك الطرود وتوزيعها، بالاضافة الى ارتفاع اعداد الجمعيات الخيرية التي تتخذ دور الجامع للاموال لهذه الغاية، والاهم من ذلك كله ان المواطن الاردني وجهات مختلفة من القطاع الخاص لديها حس بالمسؤولية الاجتماعية والشعور مع الغير وخاصة اننا خارجون من ظروف اقتصادية اثرت وبشكل مباشر على معدلات الفقر ?البطالة، الامر الذي تعمق نتيجة ازدياد اعداد اللاجئين لدينا.ختاما، الشعب الاردني بغض النظر عن ظروفة المالية غير انه في كل مرة يؤكد على انه اكثر الشعوب مسؤولية وتكافلا مع بعضة البعض، فقيرا او غنيا ميسور الحال او معسور الحال فالجميع ينظر الى جاره ويخرج ما في جيبه ويعطي دون اي حساب وكيف لا وهم شعب النشامى، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الخير في أمتي إلى يوم القيامة».
الرأي