انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

لماذا تخرج وزيرة الثقافة هيفاء النجار عن النص

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,وزارة الثقافة,دائرة الإحصاءات العامة,وزارة الاقتصاد الرقمي,الإمارات العربية المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/12 الساعة 21:25
حجم الخط
•أتعاطف مع الموظفين وتعديل مكافآتهم موضوع يحتاج دراسة ومحكوم بأنظمة الوزارة.
• لا أسمح لنفسي بالتعالي على الوزارة والجهود تراكمية ولا تختص بوزير بذاته.
• خروجي عن النص المكتوب له علاقة بشخصيتي التربوية وإيماني بأهمية النقاش والمكاشفة.
• قدّمت نفسي بأجندة وطنية وأصغي جيداً لكل مشورة من داخل الوزارة وخارجها.
• مستعدة للتشابك الإيجابي للمصلحة العامة ومهرجان جرش نافذة وطنية نحو العالم.
• نعمل على تمكين مديريات الثقافة وتفعيل دورها نحو وزارة ثقافة في كل محافظة.
• إكسبو دبي 2020 معرض عالمي مهم، وللأردن حضوره في المؤتمرات العربية والخليجية المتخصصة.
• الإعلام سلطة وطنية مهمة نحترم دورها في المساءلة وبث روح الإيجابية والأمل.


مدار الساعة - أجرى الحوار- إبراهيم السواعير

تؤمن وزيرة الثقافة هيفاء النجار بجهود من سبقها من وزراء قدّموا مقترحات مهمة لدعم عمل الوزارة، مؤكّدةً أنّها تصغي جيدًا لأي مشورة تصبّ في خدمة المشهد الثقافي الأردني، من خلال شراكة مع الفنانين والأدباء تحمل قيم التنوع والتعدد التي تثري هذا المشهد.
وتولي النجار مفردات التراث الثقافي غير المادي، والتحول الإلكتروني، والصناعات الإبداعيّة، والتعامل مع المنظمات الثقافية العالمية، كاليونسكو، أهميةً كبيرةً، في التطوير غير الشكلاني للتعامل مع هذه المنظمات، من خلال السياسات الثقافية التي يجب أن تظلّ مواكبةً وفاعلةً، وتستند إلى تقييم موضوعي لمشاريع الوزارة وبرامجها، وفي ذلك تؤكد السمعة الثقافية العالية التي يحظى بها الأردن عربياً، من خلال مشاركتها مع وزراء الثقافة العرب، وحضورها إكسبو دبي 2020، ومؤتمرات خليجية وعربية متخصصة.

وتؤكد النجار بحوار مع " مدار الساعة " أنّ مهرجان جرش للثقافة والفنون هو نافذة وطنية، للإبداع والثقافة، معلنةً انحيازها الكامل للأدباء والفنانين الذين يصوغون مفردات هذا المهرجان ويثرون حضوره على خريطة المهرجانات المهمة في العالم.
كما تعلن الوزيرة استعدادها التام للتشابك الإيجابي مع الموظفين وجمهور الوزارة، بما يؤكد التشاركية التي تنتهجها، ويسمح لنا على الأقل بأن نحلم، بالرغم مما بين أيدينا من مقدرات محدودة.

شراكة جادة

هل أنتِ راضية عن الأداء الثقافي الأردني، وأيهما أعطى الآخر خبرته أنتِ أم الوسط الثقافي: بنشاطاته وهيئاته وفعالياته وأعماله اليوميّة ومهرجاناته.. وحتى تشاكلاته فيما بينه، وبينه وبين الوزارة بطبيعة الحال؟!

أودّ أن أؤكّد أولاً أنّ وزارة الثقافة قد أعطتني كثيراً، فهناك عملٌ جاد فيها، والمثقفون الأردنيّون، بكلّ تجلياتهم شركاء مع هذه الوزارة، فنحن نتحدث عن حقول إبداعيّة متنوعة في الفنون والآداب والفكر والفلسفة، وكما أعطى مثقفنا محلياً فقد أعطى خارج بلده.

ولا يحقّ لي إطلاقاً أن أعتقد في يوم من الأيام أن أرى نفسي على الوزارة، أو أقول إنني أعطيتها، فأنا أتعلّم منها يوميّاً، وكلّ يوم تتجدد قناعتي بأنّ تربة الأردن الثقافيّة خصبة جداً، وأنّ هناك إمكانية كبيرة لإحياء كلّ ما يتصل بالمشروع الثقافي الأردني، خصوصاً وأننا نمتلك منصةً قويةً ننطلق منها وفعلاً ثقافياً راسخاً وفعاليات مستمرة، والأهمّ أنّ لدينا قيماً مشتركة هي القيم الوطنيّة، فالتنوّع موجود في وزارة الثقافة والتعددية حاصلة بطريقة جميلة، وفي الوقت نفسه هناك استدامة ومؤسسية وبرامج فيها من سنوات، بل منذ أن تأسست، وهي برامج كثيرة، ويمكن أن أشير إلى مشاريع التراث غير المادي الذي نحن معنيّون به بشدّة، إضافةً إلى مشروع مكتبة الأسرة، ومدن الثقافة الأردنية،..وغيرها، ولدى الوزارة مديريات في المحافظات تقوم بدور مهم في تنفيذ رسالتها لدى قطاع كبير من المهتمين والمجتمع، وما زلنا في الواقع في رحاب مئوية الدولة الأردنية التي احتفلنا بها، وهذا كلّه يجعل من الوزارة مصدر ثقة للمتعاملين.
أمّا دوري في هذه الوزارة، فأنا أحترم أنظمتها وتعليماتها والعقلية المرنة للدولة الأردنيّة في الشأن الثقافي تحديداً، كما أدعم قيم التنوّع والاستدامة والتفكير النقدي وقيم الحاكميّة الجيّدة وكلّ القيم المؤسسية التي تسير عليها وزارة الثقافة، في الابتكار والإبداع، ودعم مشروعنا الثقافي المستقبلي بأن تكون الثقافة حلماً جميلاً في عيوننا؛ ويحقّ لنا أن نحلم ونبني تصوّراتنا وتخيّلاتنا، فنحن نستطيع أن نطلق العنان لكلّ قدراتنا وأدواتنا على التخيّل، وتصوُّر مستقبل يبنى على الأمل وأنّ القادم أفضل، فنحن نجدد الشراكات والعمل ونؤمن بالطاقات الكامنة لدى شباب الأردن، ففي كلّ يوم تعلّم جديد وأمل جديد وصفحة جديدة ونوافذ مشرعة على الحياة والأمل والعطاء.

خروج عن النص

تخرجين دائمًا عن سياق الكلمات المكتوبة عادةً إلى ما يعبّر عنك شخصيًّا وعن وجهة نظركِ، وأنت تربوية ومثقفة معروفة ومهتمة بالفن والأدب.. ما سرّ هذا الانخراط الواضح في حفلات إشهار الكتب والمؤتمرات بأوراق غير مكتوبة، ترتجلينها بناءً على الموقف.. لأنّ وزراء معينين يرون ذلك خروجًا عن بروتوكولهم أو حياديّتهم..؟!

منصّتنا واحدة، وأنا أقدّر وأحترم عمل زملائي من الوزراء السابقين في وزارة الثقافة، ومن هذا المنبر أزجيهم تحيةً على ما قدّموا، أقول ذلك بالصدق الذي هو قيمة من قيم وزارة الثقافة الأردنية وشفافيتها، فكلّ وزير مرّ على هذه الوزارة ترك بصمةً هامة، ونحن اليوم نتحدث عن الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وأجد هنا أنّ لديّ أعمالاً سابقة لمن قبلي قامت على الشراكة الكاملة مع المجتمع المدني وهيئاته الثقافية، خصوصاً في احتفالية الأردن بمئويته الأولى، والحقيقة أنني لا أستطيع أن أحيط بما قدموه، ولا أريد أن أغفل عن ذكر أيّ واحدٍ منهم قدّم للوزارة والمجتمع الثقافي ما لا يمكن أن ننساه.
أقول ذلك، وبين يديّ كلّ ملفات الوزراء وأعمالهم التراكمية، ولا يمكن أن أسمح لنفسي أن أبدأ من الصفر، فاحتفاؤنا بمئوية الدولة هو تراكم معرفي واستحقاق وطني، وهذا طبعاً لا يمنع أن ننظر إلى الأمور بتفكير نقدي وبدائلي، فنطوّر من الواقع الذي نحن عليه، في إيجاد بدائل مناسبة، نحو مزيد من الخلق والابتكار.

خذ على سبيل المثال الصناعات الثقافية وأهمية المنتج الثقافي، وانعكاس ذلك على مستوى الدخل القومي، كإسهام للفعل الثقافي فيما يعرف بـ"اقتصاديات الثقافة"، وما ينطبق على اقتصاديات الثقافة ينسحب على دبلوماسية الثقافة، فتكون الثقافة جزءاً من منهجية شمولية، ولذلك نعمل مع وزارات الشباب والتربية والتعليم والأوقاف والسياحة والجهات ذات العلاقة.

وأكرر أنّه لا يحقّ لأي وزير أن يأتي ويعمل بعزلة عما سبقه أو عما يحيط به، وأحدث اشتغالاتنا وأعمالنا في وزارة الثقافة هو ربط الخط العربي باللغة العربية والحفاظ عليها، لتمكين المواطن من لغته واعتزازه بثقافته وهويته الوطنية، أمّا التراث الثقافي غير المادي فهو هدف وموضوع مهم نواصل ونجدد الاشتغال عليه بتجديد لغة التشاركية والتفاعل والتطور الدائم والبناء على الإنجاز والتراكمية، والتطوير أمرٌ لا يعيب؛ فهو سنّة الحياة في نهاية الأمر.

وانطلاقاً من كلّ ذلك، من حقي أن أحلم وأن أعمل وأن أكون رومانسيةً، ومع كلّ أحلامي ورومانسيتي فأنا في موضع مساءله في كلّ يوم أمضيه في وزارة الثقافة، حتى لو كان هذا اليوم هو يومي الأخير، وقد اتخذت ذلك منهجاً منذ اليوم الأول الذي تشرفت فيه بحمل أمانة المسؤولية.

أمّا مسألة الخروج عن النصّ، فربما يكون هذا عائداً لكوني تربوية وعلى علاقة مباشرة بالتعليم، فأنا مؤمنة بالأفكار ومناقشتها وقراءتها من جديد بعين موضوعية لا تكتفي بما هو مكتوب، فكل المشاركين والحضور لديهم ما يثروا به في هذا المجال، ولذلك فأنا لا ألتزم بورقة على الإطلاق. فالتشاركية التي أعمل عليها هي تشاركية تكاملية، ولكن حتى مع الحلم والأمل، من حقّكم جميعاً علينا أن تكون هناك برامج واقعية في وزارة الثقافة وملموسة وواضحة في أهدافها ورسالتها وآلية تنفيذها ومدتها الزمنية وغايتها المستهدفة.
ظلال الوزير

في العادة يلقي الوزير بظلاله على الوزارة التي هي أصلًا مستعدة للسير في ركابه، بمعنى أنّ الوزير الشاعر مثلًا يجعل منها وزارةً رومانسيةً حالمة، والوزير الباحث الأكاديمي يشيع فيها جوّ الدرس والتعليم، والدبلوماسي يكون شديد الحرص في صنع مسافات بروتوكوليّة قاسية أحيانًا، و...فهل يؤثّر الجانب التربوي لديكِ على مستوى النهج أم الفكر، أم أنّك تتركين الأمور كما قدّر لها أن تسير؟!

بالتأكيد لا أكون حياديةً في ذلك، وكوني تربوية، فأنا متعلمة دائماً؛ أتعلم من الشاعر كما أتعلّم من الدبلوماسي، أو الأكاديمي، وبخصوص الأكاديميين، فإنّ وزارة الثقافة لا يمكنها أن تعيش بعيدةً عنهم، فنحن نتحدث عن البحث العلمي، فلا بدّ وأن تكون لنا شراكة مع الباحثين، لأنّ مشاريع وزارة الثقافة تتوخى دراسة الأثر الاقتصادي والاجتماعي لها بنظرة شمولية، ولهذا فأنا بحاجة لأن أكون شريكةً مع دائرة الإحصاءات العامة وجميعة البحث العلمي مثلاً وكلّ الجهات ذات العلاقة، أمّا عن تخصصات الوزراء، فأنا ملزمة باستقاء تجاربهم والاستفادة منها، ومعرفة ظروفهم فيها وفلسفاتهم تجاهها، فالتفكير النقدي والتشاركية عنصران مهمّان بالنسبة لي.

كما أنني أُصغي بفاعلية واحترام شديد؛ كوني جئت من خارج وزارة الثقافة وأحترم كلّ الشعراء والكتاب والفنانين بكلّ هذا التنوع، ولكنّ لي رأياً أعتز به، حتى إذا كان حديثنا عن "التأريخ"، قلت رأيي بأننا نحتاج أن نخرّج مؤرخين، فليس الموضوع فقط هو تعليم التاريخ، ومن جهة متصلة فيما يختصّ بالأدب والشعر على سبيل المثال، فإنّي لا أتوقف عند تذوّقنا الشاعر حيدر محمود، مثلاً، وإنّما تخريج مئات من حيدر محمود أو أيّ شاعر آخر من شعرائنا المبدعين، وفق قيمنا الجمعية ورؤيتنا الثقافية وسؤالنا النقدي وفكرنا في هذا السياق. أمّا البصمة فتأتي لوحدها إن أنا سعيت إلى ترك بصمة، والمهم أن تكون موضوعيةً وذات أثر ثقافي، في إطار من الشفافية والنزاهة والصدق.
الباب المفتوح

كيف تعاملتِ مع وزارة الثقافة في تقسيماتها الإدارية وتنافسات أبنائها نحو الإنجاز والجمهور المتعاطي مع برامجها ومشاريعها، وفق سياسة الباب المفتوح، الذي يجب أن يظلّ مفتوحاً، وهي سياسة أصبحت تحصيل حاصل بالنسبة للمراجعين وتطوّر ثقافاتهم وفهمهم لدور الوزارة بين الأمس واليوم؟!

أولاً، أنا قدّمت نفسي على أنني جسر أو صلة في هذا التواصل، فلم أدخل إلى وزارة الثقافة بأجندة جاهزة، إذ جئت باحترام كبير للواقع وجهد الجميع، فلم تكن هناك أجندة تخصّ هيفاء النجار، فأجندتي هي أجندة الوطن، وأعتقد أنّ الناس استقبلتني بهذا الانفتاح، كما أنني حيّدت ما يتّصل بكبريائي الشخصي وما يتصل باحتياجاتي الخاصة لأجل الوطن، وأعتقد أيضاً أنّ الجميع لمس هذا التحييد للصراعات والأجندات، فبكل (محبّة) تسير الأمور، وهو عملي مع الجمهور على أرض الواقع، ومنذ الأيام الأولى التقيت بفعاليات ثقافية بالمديريات وكلّ الجمعيات الثقافية، وكنت موجودة في الوسط والشمال والجنوب، وكان تواصلي هو لتمكين الناس ضمن الأنظمة والقوانين.

فلا يمكن أن أسمح لنفسي لا قدّر الله أن أتجاوز قانوناً، لكنّ الوزير ضمن المؤسسة الأردنية عنده القدرة في أن يتفاعل مع الناس ضمن الأنظمة والتعليمات، فأنا أشتغل مع الجمهور وعلى مستوى السياسات، وأيّ شيء نحسّ أنّه بحاجة إلى تطوير فإننا نقوم بتطويره بشكل جماعي.

تفعيل وإلغاء

عادةً ما يلجأ وزراء أو وزيرات إلى ترك بصمة ما، في مشاريع الوزارة بالتفعيل أو إعادة النظر أو الإلغاء، أو حتى تجميد المشاريع التي شاخت ولم يعد هناك جدوى منها،... ما الذي تنوين تركه في الوزارة؟

الوزارة مرنة جداً، في أكثر من محور نشتغل عليه، ولا بدّ من النظر إلى كلّ ما يتصل بموضوع السياسات الثقافية في الأردن، وتحقيق الحلم والقوننة والصناعات الإبداعية، ومراكمة مشاريع الوزارة الناجحة، فنحن معنيون بتمكين المثقفين ودعم أيّ صوت ثقافي في الأردن.
ومعنى التراكم عندي أنّه لا يأتي أحد ويرى نفسه وصيّاً، فأنا لست وصيّاً، إذ نحتاج إلى تقييم المشاريع بناءً على منطقية التقييم والبحث النوعي والرقمي والموضوعي، ونحتاج إلى منصة إلكترونية. وفي الشأن الثقافي، لا يمكن أن نلغي أنماطاً معينة من الإبداع المجتمعي، مثل الشعر النبطي على سبيل المثال، فلا بدّ أن أعرف كلّ شعراء الأردن ونتاجهم الإبداعي، إضافةً طبعاً للشعر الفصيح، وهكذا، تكون المنصّات الإلكترونية تفاعلية نحو التحوّل الإلكتروني الذي هو جزء من برامج وزارة الثقافة.

تحول إلكتروني

لكنّ هذا يستلزم تدريب الموظفين ليتحوّل الموظف إلى تقني غير نمطي، أليس كذلك؟!

التحوّل الإلكتروني ليست لغتي وحدي، بل هي لغة مجلس الوزراء وتوجهات الدولة، فأنا أعمل بشراكة مع وزارة الاقتصاد الرقمي، وفي هذا المجال فقد ساعدتنا بجمع كادر كامل لدعم وزارة الثقافة في التحول الإلكتروني ضمن التشاركية مع الوزارات ذات العلاقة أيضاً، التزاماً برؤية جلالة الملك وولي عهده، وهي الرؤية الجادة بالمنهجية الشمولية التكاملية والإدارة الحاكمية الجيدة والعمل المؤسسي المستدام.

مهرجان جرش

أنتِ رئيسة اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون،.. ما سرّ تقليص عضوية اللجنة العليا للمهرجان دون تمثيل الكتاب والمثقفين فيه؟!

هذا موضوع في الحقيقة أودّ أن أربطه بماذا يمثل وزير الثقافة، وفي حالتي أنا، فإنني لا أخجل إطلاقاً من الاعتذار ولا أخجل أيضاً من التراجع عن قرار ليس في محلّه، كما أنني لا أخجل من أن يسائلني زملائي أو أسائلهم، أو أُساءل وظيفياً، وحين أتحدث عن الشراكة مع القطاع الخاص والقطاع المدني والروابط والهيئات الثقافية والكتاب، فإنني أؤكّد أننا لا يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نستغني عن المثقفين والمبدعين في المهرجان وفي برامجنا الثقافية أيضاً، فهل يكون مهرجان يسمى مهرجان جرش للثقافة والفنون بعزلة عن المثقفين الذين هم خميرة إبداعية وفكرية مهمة له؟!.. فنحن نفكّر بمهرجان له رمزية خاصة في حفل افتتاحه وبرامجه الثقافية والفنية.

نحن ملتزمون بالشراكة مع الهيئات الثقافية ونمدّ جسورنا ضمن عمل مؤسسي، أما قبول المشاريع ورفضها فأنا أثق بعمل اللجان، ولكنّ ذلك لا يمنع من المراجعة المستمرة بين الحين والآخر والتحقق من مدى الالتزام بمعايير الجودة والإبداع والعدالة في الرفض أو القبول.
اشتباك إيجابي

بعد انفراج أزمة كورونا ما الجديد في مهرجان جرش؟!... على مستوى التنظيم والتنويع والاستضافات، من واقع لقاءاتك مع مدير المهرجان؟!.. وهل يمكن أن يشتبك مدير المهرجان مع رئيس اللجنة العليا للمهرجان(وزير الثقافة) في تباين الرؤية، ومن الحاكم على الآخر في فنيّات العمل وتوليفة الاستضافات؟

التفاعل والتطوّر هو مسؤولية مشتركة، وأنا أحترم مدير عام المهرجان، ونحن متفقان في الرؤية والقيم في دعم الفنانين والشعراء والأدباء، والتشابك هو إيجابي، وفي النهاية فإنّ ما يسود هو القيم الوطنية الأردنية، وأنا جاهزة للتشابك والمنافحة عن القيم والحاكمية إذا تطلب الأمر ذلك.

جولات المحافظات

عادةً ما تقوم وزارة الثقافة بلقاءات الهيئات الثقافية في المحافظات عن طريق مديريات الثقافة التابعة لها... ما الجديد؟!.. أذكر أن أحد وزراء الثقافة قدم دعماً مالياً لكثير من هذه الهيئات في محافظات الجنوب مثلاً، لعلمه أنّ التنظير في ظلّ الشح المالي لا يجدي نفعاً.. كيف ترين هذه الزيارات والتطمينات وتكرار شكاوى مقارّ هذه الهيئات وما يتعلق بزيادة الدعم؟!

نحن بحاجة إلى أن نمكّن مديريات الثقافة في المحافظات، وفق القانون والسياسات التي تعمل عليها الوزارة، وأحب أن أسمّي المشاكل بالتحديات التي يمكن تحويلها إلى فرص، واليوم هناك تحدٍّ أمام الوزارة في أن تراجع كلّ علاقاتها بالهيئات الثقافية، ليس بفوقية أو استعلاء وإنما بتشاركية بنّاءة. والمطلوب هو أن نكون استباقيين، وألا يكون سلوكنا ردّ فعل على الشكاوى.

إكسبو دبي

زرتِ مؤخراً المعرض العالمي إكسبو دبي 2020 في الإمارات، ولك اتصالات بالطبع مع منظمات اليونسكو والتربية والعلوم والثقافة وسواها من المنظمات الثقافية العالمية.. كيف ترين الإدارة الثقافية لدينا، بعيداً عن تسجيل المفردات التراثية الأردنية في القائمة القصيرة للتراث العالمي أو ترشيحها،... هل المنهج اختلف في التعاطي العالمي، وهل لدينا في وزارة الثقافة مبدعون إداريون، فضلاً عن الإبداع الثقافي الفني والأدبي؟!

لقد كنّا أمام أوراق عمل جادّة، ودورنا اليوم هو في إعادة النظر وتأمّل كلّ ما صدر عن هذا الملتقى وترجمة العمق الفكري الذي طُرح كبرامج عمل جادة سوف نقوم بطبعها وتوفيرها للباحثين، وأود أن أؤكّد أن أيّ تقييم أو نقاش في الملتقى كان يؤخذ بجدية تامة، وهو محلّ إصغاء. في الملتقى المقبل سيكون هناك تغيّر نوعي، ونحن لا ننتقص من نجاح الملتقيات السابقة، وإنّما نعمل على تطوّر دائم، ويحقّ لنا في الأردن أن نعتزّ بأننا نتعلم من الهاشميين التواضع والمحبة والعمل الدؤوب.

فيما يتعلق بإكسبو دبي 2020 أقدّر جداً وأحترم جهود وزيرة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة نورة الكعبي، وقد التقيت بها، وهي وزيرة جادة، كما التقيت معظم وزراء الثقافة العرب، واستفدت منهم جميعاً في نقاش الأفكار، وأعتز بانني أمثّل الأردن بكلّ إمكانياتنا وتحدياتنا، وأن أكون مؤثرة في القرار الثقافي على مستوى أوسع، فقد كانت الانطباعات تعبّر عن احترام دور الأردن ومبادراته وريادته في كثير من الأمور والقضايا في الشأن الثقافي.

أمّا المنظمات الدولية والمنظمات الداعمة، فنحن بكلّ هدوء واستباقية في برامج مهمة وجادة تلاقي احتراماً، وهناك أكثر من مشروع واتفاقية، والمسألة هي أعمال متراكمة ننطلق منها إلى النجاح والتقدم، فالأردن هو صوت النجاح وتنوع القيم الإنسانية والاعتدال في المنطقة. كما أني معنية بموضوع التراث غير المادي، وفق برامج لا نريد أن يكون التعامل فيها شكلياً، بل له أهداف في طليعتها تجذير الهوية الوطنية.

مكافآت الموظفين

هل درستِ مكافآت الموظفين والعدالة بينهم وإمكانية تغيير النظام المالي داخل الوزارة إيجاباً لشمول الجميع وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في ذلك؟!

هذه قضية تحتاج جهداً ودراسة، والوزير دائماً ما يتعامل مع قوانين وأنظمة وتعليمات وسياسات، والمكافآت محكومة بأنظمة الوزارة، لكن، أنا معك، من حق الوزير أن يتعاطف مع موظفيه وفقاً لما هو متاح.

السلطة الرابعة
كلمة للإعلام الثقافي؟

الإعلام شريك رئيس مع وزارة الثقافة، وأتمنى عليه أن ينظر للأمور بشكلها الشمولي، وأحترم جديّة إعلامنا وتعاونه، راجيةً أن تحاسبونا على أخطائنا، فلا تسمحو لنا أن نخطئ، فأنتم سلطة هامة جداً، نصغي لكم بعناية شديدة، ونتمنى أن تعطونا مساحةً للعمل وفق لغتنا الآملة، في صوت من الإيجابية والأمل وبثّ الشعور العام بأنّ غداً أفضل.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/12 الساعة 21:25