مات جون كينيدي، في اغتيال دنيء وسافر .. وبعد وفاته، انشغل الشعب الأمريكي بزوجته، لم تخرج مسيرة واحدة للمطالبة بكشف أسباب الإغتيال.. ولكن الملايين من الأمريكان سألوا .. لماذا قفزت جاكلين من السيارة .. وتركوا الحقيقة .. كان كعب جاكلين أهم لديهم من أسباب الإغتيال ..
حتى الدو مورو حين اغتالوه، تسمر الطليان على الشاشات ..وصاروا ينتظرون الفيلم الذي سيصور عن حياته ، كانت الألوف تجتمع منهم حين يهزم نادي نابولي .. ولكن في حادثة اغتيال رئيس الوزراء الأهم في اوروبا لم تخرج مسيرة واحدة تطالب بمعرفة تورط السي اي ايه من عدمه ..حتى حين اغتيلت أنديرا غاندي على يد متطرف من السيخ، طوى الشعب الهندي الصفحة، ولم يسأل لماذا قتلت بنت أهم شخصية في العالم أسست ما يسمى بالإحتجاج السلمي ..من يقول إن الشعوب تقرر يكذب، الشعوب تنسى أكثر مما تقرر.. وفي العالم تبين أن الديمقراطيات كذبة، فالمجتمع الصيني في قبضة حكم شمولي وما زال يمتلك الاقتصاد الأقوى .. وروسيا في قبضة قيصر وغزت دولة حرة ذات سيادة وأمام مرآى العالم .. والكل يتابع المشهد فقط.وإيران شطبت كامل التيارات الإصلاحية، ومازالت في قبضة المرشد الأعلى وترعب العالم ..حتى كوريا الشمالية الدولة التي تعاني من مجاعات .. لم يتجرأ العالم للآن أن يتحدث عن حركة شعبية داخلية تطيح بالحكم .. لأن النظام لديها إله مقدس ...أمريكا تعاني من ذات المشهد، فقد جاء ترامب ومارس التسلط والجباية وبنى الجدران وصنف الدول التي يحق لمواطنيها الهجرة من عدمها.. ماذا يختلف ترامب عن بوتين لا شيء... هو ذاته كان معجبا بجبروت بوتين..نحن في الأردن حين كانت الأحكام العرفية لدينا، كان مستوى الجريمة أقل.. وكان الفقر أقل.. والحرية كانت أكبر، كان الإخوان حركة إصلاحية بالمعنى الحقيقي.. والشيوعيين كانت جماهيرهم تكتسح الساحات.. وحتى الحركة القومية كانوا بالألوف.. التنظيمات كانت صارمة، وكان الشباب لأجل المبادئ.. يلتحقون بالثورة الفلسطينية في لبنان ويقدمون دمهم.. كانت المنشورات سلاحا نتداوله، وكنا لا نخشى الأمن ولا نخشى قبضته ...الآن في عهد الديمقراطية، صارت الحزب مجرد جروبات على الواتس أب .. والكل يشتم، والمعارضة صفحات فيس بوك وفيديوهات.. والكل يشتم، والوعي صار مجرد كومنت لا يخلو من الشتم..في زمن الأحكام العرفية، مع أن يعقوب زيادين كسرت أصابعه.. ونام في الزنازين وأطلق عليه لقب يعقوب زنازين.. لكنه لم يشتم السلطة ولم يمارس وعيه على الشعب .. وأحمد النجداوي البعثي العريق كان خصما محترما.. لم يمارس شتما.. والثورة الفلسطينية كانت تعلم الشباب مع حمل البنادق.. حفظ قصائد محمود درويش وأغاني أحمد قعبور.. ولم تكن تعلمهم الشتم...كان يوسف العظم الزعيم الإخواني حين يشتد الحصار عليهم يدعو بالصلاح للسلطة، وعبداللطيف عربيات وعبر السلطة حمى الحركة.. ووجه بوصلتها باتجاه الشراكة مع السلطة ...لأجل كل ذلك ...لم تعد السلطة لا في مصر ولا الأردن.. ولا حتى العالم العربي تعيرنا الكثير من الاهتمام .. لأن الشتم في حركات الشعوب.. هو مجرد تنفيس طالما أن الشوارع صامتة، وأول من التقط الأمر الزعيم عبدالناصر.. حين أسس في المخابرات المصرية قسما خاصا لإنتاج النكات على نفسه..في العالم الجديد الذي يرسم، أخشى أن نكون موضوع بحث وليس شركاء، لأن إنتاجنا من الثرثرة على وسائل التواصل فاق إنتاجنا من البندورة، ولأن كل واحد فينا صار يظن أنه معقل الوعي.. وأنه المظلوم، وأن رأيه هو الصواب ...بالمقابل كل شيء في الوطن باطل...قبل أن يغتال ( آلدو مورو) آخر جملة كانت له حين اكتشف ان الشعب الإيطالي قد خذله.. آخر كلمة : (كل شيء باطل إذا لم يشأ المرء أن يفتح الباب) .. ونحن للأسف وضعنا سلسلة على الأبواب...ليس هناك أصدق من مقولة : نعيب زماننا والعيب فينا ....
عبدالهادي راجي يكتب: في العالم الجديد الذي يرسم.. أخشى أن نكون موضوع بحث وليس شركاء
عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com
عبدالهادي راجي يكتب: في العالم الجديد الذي يرسم.. أخشى أن نكون موضوع بحث وليس شركاء
عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ