مدار الساعة - كتب: الباحث عبدالعزيز الجفيرات
نداء إلى وزير الطاقة والثروة المعدنية المحترم
"أوقفوا حفر البئر الفاشلة في وادي السرحان"
تنوي وزارة الطاقة بالتعاون مع شركة البترول الوطنية الأردنية حفر بئر لاستكشاف النفط في وادي السرحان اعتماداً على دراسات خاصة لبعض المختصين الجيولوجيين العاملين في شركة البترول الوطنية من خلال فرضية جيولوجية يَدَّعون فيها أن تشكل المكامن النفطية والغازية يكون في الأودية الجليدية، حيث عملوا خلال السنوات الماضية على حفر عشرات الآبار في منطقة الريشة وبتكلفة تقدر بعشرات الملايين من الدنانير لإثبات فرضيتهم وتبين فشلها من خلال النتائج المحدودة لبعض الآبار المحفورة؛ فبعضها جفَّ تماماً، والبعض الآخر تراجع إنتاجه من الغاز بعد أشهر معدودة، كما وأن الكميات المنتجة خلال هذه السنوات لا تسد إلا جزءً بسيطاً من التكلفة الكبيرة، وهذا هدر للمال العام، واستغلال للمواقع الوظيفية لأولئك المختصين لإثبات دراسات فاشلة خاصة بهم تكلف الخزينة عشرات الملايين سنوياً، ولا نعلم من المستفيد من هذه الملايين المهدورة. ولعل السؤال الواضح الذي يتبادر لذهن المواطن في هذا البلد الطيب: لماذا ثرواتنا الطبيعية لا تُستكشف ويُحرم أهل هذا البلد من خيراته وتبقى ثرواته حبيسة تحت الأقدام؟ ومن أكثر التفسيرات التي يتداولها العامة بأن هناك قرار خارجي بعدم اخراج ثروتنا النفطية والغازية الكبيرة ولكن من اطلاعي خلال السنوات الماضية أوكد لكم أنه لا يوجد أي قرار خارجي يمنع استكشاف ثرواتنا الطبيعية، بل المانع الحقيقي هو أولئك الأشخاص الذين يرون أنهم هم وحدهم من يملكون الحقيقة المطلقة وما سواهم لا شيء، فهذه العقلية لا تؤمن بالحوار العلمي الجاد ولا بالتشاركية في العمل لذلك لا تسمح لأحد أن يطرح أي فكرة جديدة تساعد على اكتشاف ثرواتنا الطبيعية وإن كانت مثبتة بالأدلة العلمية من خلال المسوحات الزلزالية المتوفرة لديهم واطلاعهم عليها، فهم يمانعون وبكل قوة هذه الأفكار ليبقى العمل من خلال فرضيتهم فقط، ويسمح لهم موقعهم الوظيفي باتخاذ القرارات لتعيين مواقع الآبار التي توافق هذه الفرضية. لذلك فالمانع الحقيقي والعائق الذي يقف حائلاً بيننا وبين استكشاف ثرواتنا الطبيعية خلال العقود الماضية هي العقلية الإقصائية المتفردة بقرارها من بعض المختصين الذين أوكلت إليهم مهمة اكتشاف ثروتنا البترولية من عشرات السنين. ومن خلال دراستي الجادة لتضاريس الأردن تبين لي أن معظم الآبار التي حفرت في مناطق الاستكشاف في الأردن تبعد مئات وألوف الأمتار عن مكامن النفط والغاز المتواجدة في الطيات المحدبة، والتي تعتبر في علم البترول ذات أهمية اقتصادية كبيرة إذا ما تواجدت في تضاريس أي دولة، علماً بأن أكثر من 80 – 90% من حقول النفط والغاز المكتشفة في العالم هي ضمن الطيات المحدبة. وحقول النفط والغاز المكتشفة في الصفيحة العربية والأردن جزء منها هي ضمن الطيات المحدبة كحقول النفط والغاز في سوريا والعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان واليمن والسعودية، علماً بأن الأردن يوجد فيه أكثر من سبعين طية محدبة دالة على توفر كميات كبيرة من النفط والغاز ولكن للأسف لا يوجد أي بئر محفور في هذه الطيات من تاريخ مسيرة استكشاف ثروتنا البترولية. والبئر الجديدة الذي تم تعيينه في أحد أودية وادي السرحان وبالقرب من ثلاث آبار فاشلة محفورة قديماً مع العلم بوجود طية محدبة دالة على مكمن نفطي لا تبعد عن هذه الآبار سوى مئات الأمتار. وبناءً على ما سبق اقترح تشكيل لجنة وطنية من المختصين أصحاب الكفاءات العلمية وخاصة أهل الخبرة والتجربة ممن أنهوا خدماتهم الوظيفية لوضع الحقائق العلمية أمامهم لاتخاذ القرار المناسب لاكتشاف ثروتنا البترولية الكبيرة التي طال انتظارها.- مرفق صور يوضح: موقع البئر الجديدة والآبار القديمة وموقع الطية المحدبة بالقرب منها.