مدار الساعة - أعلنت قطر، أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، الثلاثاء عزمها زيادة انتاجها من الغاز بنسبة ٣٠% في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين الذين فرضوا عليها عقوبات.
ويأتي الاعلان في وقت تستعد السعودية والامارات والبحرين ومصر لتقييم الرد القطري على طلباتها بتغيير توجهاتها السياسية.
وكانت قطر رفضت لائحة الشروط التي تشمل إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية، وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران معتبرة انها تمثل خرقا لسيادتها.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر "نحن أمام مفصل تاريخي لا علاقة له بالسيادة"، وتبع مغردا "إما أن نحرص على المشترك ونمتنع عن تقويضه وهدمه، وإما الفراق".
واكد وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد اثناء مؤتمر صحافي في ابوظبي الثلاثاء انه "من السابق لأوانه" الحديث عن اعتماد إجراءات إضافية ضد قطر في حال لم تستجب الدوحة للمطالب المقدمة لها.
واضاف انه في حال اتخاذ مثل هذه الاجراءات فانها ستكون "في إطار احترام القانون الدولي".
قطعت الدول الأربع في الخامس من حزيران/يونيو علاقاتها مع قطر واتهمتها بدعم جماعات متطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة. وأغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية وأغلقت السعودية حدودها معها والتي تشكل الطريق البري الوحيد لاستيراد المواد الغذائية.
- تقوية موقع قطر -
ونفت الدوحة الاتهامات بدعم الارهاب والتي صدرت بعد نحو أسبوعين من نشر تصريحات لأميرها الشيخ تميم ين حمد ال ثاني انتقد فيها دول الخليج الا ان الدوحة قالت إنها مغلوطة وقد جرى بثها على موقع وكالة الانباء الرسمية بعد اختراقها.
وبالاضافة الى قطع العلاقات الدبلوماسية معها أغلقت الرياض وابوظبي والمنامة والقاهرة المجالات الجوية والبحرية أمامها.
وطلبت السعودية، العدو اللدود لإيران، والبحرين والامارات من الرعايا القطريين مغادرة البلاد واغلقت السعودية، المنفذ البري الوحيد لقطر، حدودها معها، ما دفع بقطر الى التوجه نحو ايران وتركيا لتأمين حاجاتها الغذائية التي يتم استيرادها جوا وبحرا.
وأعلن سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول" العامة الضخمة، خلال مؤتمر صحافي عقده في الدوحة، أن قطر تنوي انتاج مئة مليون طن من الغاز الطبيعي في السنة بحلول ٢٠٢٤.
وقال الكعبي للصحافيين ان "هذا المشروع الجديد سيقوي موقع قطر الريادي".
وأضاف "سنبقى أول منتج للغاز الطبيعي المسال لفترة طويلة جدا".
ويصل انتاج قطر الحالي الى ٧٧ مليون طن في السنة. وهذه الزيادة سترفع مستويات الانتاج الى ما يوازي ستة ملايين برميل من النفط في اليوم، كما أضاف الكعبي.
واضاف الكعبي ان مشروع زيادة الانتاج سيتم بالتعاون مع شركات دولية.
وأكد الكعبي انه في حال مارست السعودية وحلفاؤها ضغوطا لمنع مثل هذه الشراكة فان قطر ستمضي وحدها في زيادة الانتاج.
وأضاف انه اذا لم تكن هناك شركات "مستعدة للعمل معنا، فسنصل الى هدف المئة مليون طن".
ويأتي الاعلان القطري غداة توقيع ايران عقدا بقيمة ٤,٨ مليارات دولار مع تحالف شركات بقيادة توتال الفرنسية.
وبموجب المشروع الذي يمتد لعشرين عاما فان تحالف الشركات سيستثمر ٢ مليار دولار (١،٧٦ مليار يورو) في تطوير المرحلة ١١ من حقل بارس الجنوبي.
وكانت "قطر للبترول" اعلنت في نيسان/ابريل عزمها زيادة الانتاج بنسبة ١٠% في القطاع الجنوبي من حقل الشمال، أكبر حقل للغاز في العالم، والذي تتشاركه مع إيران، في خطوة تعيد اطلاق المشاريع في الحقل لأول مرة منذ ١٢ عاما.
وكانت قطر جمدت مشاريع التطوير في حقل الشمال بانتظار اكتمال الدراسات حول أثر زيادة الانتاج على المدى الطويل.
وكان الكعبي أشار في نيسان/ابريل الى ان "قطر للبترول" أجرت "دراسات وافية منذ عام ٢٠٠٥" وأنفقت مليارات الدولارات لتطوير الحقل، معتبرا ان الوقت الحالي "مناسب" للمضي بمشاريع جديدة فيه.
وبين ١٩٩٧ و٢٠١٤ بلغت عائدات قطر من تصدير الغاز الطبيعي المسال ١٢٥ مليار دولار (١١٧ مليار يورو) بحسب مرصد "ايكونوميك كومبلكسيتي" المتخصص في التجارة الدولية.
أ ف ب