قيل في التعليم أنه يهدف إلى نقل التراث والقيم من جيل إلى آخر !
ولذلك كانت مناهجه : تاريخ، أدب، ديانات، أخلاق ، وهذا كله ارتبط بالماضي حتى الجغرافيا والعلوم والرياضيات جعلوها علوما ماضوية ! ومع تطور الحياة والتعليم والتربية تحدث مفكرون عن أهمية عدم الوقوف عند الماضي، ولا بد من تجاوزه لدراسة الحاضر وعدم الوقوف عنده بل إطلاق العلوم نحو المستقبل ، وللأمانة ، وضع المركز الوطني للمناهج إطارا عاما ركز على مهارات المستقبل : التنبؤ ، دراسة المستقبل ، إنتاج المعرفة ، الاكتشاف، الإبداع .وحين ترجم هذا الإطار إلى كتب : علوم، رياضيات، تربية إسلامية، وجدنا ثباتا عند الماضي وليس هناك حاضر ولا مستقبل !! ولأوضح كيف تتحدث الكتب عن المستقبل ، أقدم بعض الأمثلة وأنا على ثقة أن أحدا ما لن يطلع عليها . إما بسبب العجز المعرفي ، أو لسبب الفقر التربوي، أو الانحدار ( المداقرة ) ؟؟ففي اللغة العربية مثلا بدل أن نقول للطالب أكتب عن رحلة قمت بها ،أو ماذا عملت في العطلة الصيفية نقول له : - خطط لرحلة في الصيف القادم .- أكتب رسالة إلى شخص سيولد بعد عشر سنوات.فالمهم إطلاق العقول نحو المستقبل .وفي الرياضيات ( وهي كتب حديثة ) صرفنا عليها ملايين ، خلت الكتب من التركيز على المستقبل وكانت جميع المسائل ماضوية مثل : اشترى ، باع ، شرب الولد عصيرا ، كانت موازنة البلدية سنة ٢٠٠٥، احسب كم كلف المشروع ، كم مساحة الأرض ... الخ كان المطلوب لترجمة الإطار العام للمناهج أن نوجه الطلبة نحو أشكال مستقبلية مثل ، ما شكل المنازل في المستقبل ؟ما مساحتها ؟ كم ستكون مساحة غرفة الرياضة في المنزل ،اقترح غرفة تفضل وجودها في المنزل لدراسة أبنائك ؟ ما مساحتها ؟ ما كلفة ادواتها ؟قدر كيف ستصرف الأسرة موازنتها بعد عشر سنوات ؟ما البنود التي ستحتل الأولوية ؟وكذلك في كتب الدّين : كيف سيكون التدين بعد عشرين سنة ؟ ما المؤسسات الدينية التي ستظهر ؟ وما التي ستختفي ؟ كيف سيكون الحج وكيف ستكون وسائله ؟ هل يمكن أن تكوم زيارة الأماكن المقدسة أون لاين بعد عشرين عاما ؟وفي العلوم : نتمنى أن تحتوي الكتب على علوم المستقبل بدلا من علوم الماضي . نتمنى إطلاع الطلبة على بحوث مستقبلية بدلا من تاريخ العلوم ، نتمنى أن نقدم للطلبة عن أدوية جديدة يجري تجريبها ، أو كائنات مستقبلية بدلا من ما قوة احتكاك العربة ؟ وكم مقدار الضغط الجوي ؟ احسب الجهد المبذول في رفع كتلة ..الخ وهكذا نريد إطلاق العلوم نحو المستقبل ، وعدم البقاء في ملعب الماضي .والخلاصة : إذا كانت لدينا الحماسة، وكان العاملون مهتمين، ولم نضع مُدوَّرين أو مجدَّدين أو غير المعنيين قادة ، حينها سنتحدث مع الطلبة عن المستقبل .ملاحظة :الطلبة سئموا مدارسنا ومناهجنا وتعليمنا ويبحثون عن احتياجاتهم في مهارات العصر والمستقبل ، نحتاج نهضة مستقبلية .
في التعليم إنهم يتحدثون عن الماضي فقط
مدار الساعة ـ