انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ضغط الدم الطبيعي قد لا يكون طبيعياً بعد الآن!

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/08 الساعة 22:57
مدار الساعة,أخبار الأسرة
مدار الساعة -كشفت دراسة حديثة أن مستوى ضغط الدم الطبيعي لا يجب أن يتعدّى 120 ملم زئبق، وإلا فقد يكون عالياً بما يكفي للتسبّب بأمراض القلب. لذا، وفي حال كنتَ تعتقد أن مستوى ضغط دمك طبيعي، فكّر مجدداً!
يمكن تعريف ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood Pressure) على أنه العامل الذي يُعطي مؤشراً عن القوة المبذولة، من قِبل القلب، لضخّ الدم في الأوعية الدموية، كما أنه من المؤشرات المهمّة التي تُعطي انطباعاً عن صحة الجسم بشكلٍ عام.
فزيادة مستوى ضغط الدم أو نقصه عن الحدّ الطبيعي عاملان أساسيان للغاية، لأنهما قد يكونان مؤشراً لوجود مشكلة صحية ما. وفي الحقيقة، وبحسب موقع Healthline، يتمّ قياس ضغط الدم من خلال قراءتين مهمّتين:
– الأولى تُعرف بضغط الدم الانقباضي، وتُمثل قراءة البسط.
– الثانية تُعرف بقراءة ضغط الدم الانبساطي، وتُمثل المقام في قراءات ضغط الدم.
احذر مخاطر تلف الشرايين نتيجة ارتفاع ضغط الدم
بحسب السردية الأحدث، فإن مستوى ضغط الدم الطبيعي -أو لنقل المثالي- هو 120 ملم زئبق للضغط الانقباضي (الرقم الأعلى)، لكن هذا الرقم كان محلّ تساؤل، من قِبل دراسة حديثة صدرت مؤخراً.
وجدت الدراسة، التي نشرتها مجلة JAMA Cardiology، أنه مع ارتفاع ضغط الدم الانقباضي لأعلى من 90 ملم زئبق، ترتفع معه مخاطر تلف الشرايين التاجية. وضغط الدم الانقباضي هو مستوى الضغط داخل الشرايين عندما يضخّ القلب، على عكس ضغط الدم الانبساطي (الرقم الأصغر) عندما يسترخي القلب.
تشير النتائج الجديدة إلى الحاجة للنظر بدقةٍ أكبر إلى السبب الذي يجعل ارتفاع ضغط الدم، القاتل الأكبر على مستوى البلاد، رغم كلّ التحسينات الشاملة والكبيرة في العوامل الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، خلال العقود الأخيرة.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنه بدءاً من أربعينيات القرن الماضي، كشف باحثو أمراض القلب والأوعية الدموية عن دليلٍ يشير إلى أن الأمريكيين مثلاً يعيشون في مجتمعٍ ينطوي على مخاطر عالية جداً، للإصابة بأمراض القلب والوفاة. وتوالت المقالات التي تنشر نصائح تحث الناس على الحدّ من المخاطر، التي يمكن الوقاية منها، لتجنّب الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ورغم التقدّم الهائل في هذا المجال، لا سيما الحدّ بشكل كبير من التدخين وخفض مستويات الكوليسترول الضار بالشرايين، لا يزال مرض تصلّب الشرايين القلبية يقتل الكثير من البشر، قبل أن يصلوا إلى ذروة حياتهم التقديرية.
وإذا لم تتوفر الكثير من العلاجات التقدمية -مثل أدوية خفض ضغط الدم والستاتينات- التي تخفض مستويات الكوليسترول، بالإضافة إلى جراحات القلب المفتوح لخلق مسار بديل للشرايين المسدودة، سيقلّ متوسط العمر للعديد من الأشخاص على نحوٍ كبير وخطير.
لكن الصورة الإجمالية تشير إلى أن الطريق ما زال طويلاً.
على سبيل المثال، مع زيادة معدل البدانة بين الشعب الأمريكي عاماً بعد عام، تزداد مخاطر الإصابة بالنوع الثاني لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، أبرز عوامل الإصابة بأمراض القلب خطورة.
توجد أدوية لعلاج كلتا الحالتين، لكن لماذا نلجأ إلى الأدوية، التي تتضمن بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوب فيها، للحدّ من المخاطر التي يمكن لمعظم الأشخاص السيطرة عليها والوقاية منها؟
مستوى ضغط الدم الطبيعي يعني حركة ونظاماً غذائياً صحّياً
وكما أظهرت الدراسة فإن مستويات ضغط الدم التي تُعتبر طبيعية قد لا تكون طبيعية، لا بل فإنها قد تكون عالية بما يكفي، للتسبّب في مرض تصلب شرايين القلب.
لطالما عرف خبراء القلب أن الناس في المجتمعات التقليدية يحافظون عادةً على ضغط الدم الانقباضي، تحت مستوى 100 ملم زئبق، طوال حياتهم. فلا يرتفع ضغط دمهم مع التقدّم في العمر.
ويبدو أن الارتفاع الشائع في ضغط الدم بين الناس، مع تقدّمهم في العمر، هو أحد نتائج أنماط حياتنا قليلة الحركة، وأنظمتنا الغذائية الغنية جداً بالسعرات الحرارية والصوديوم، وكل ذلك يؤدي إلى تصلّب الشرايين وتضييقها، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
تابعت الدراسة، التي نُشرت في العام 2020، مجموعة من 1457 رجلاً وامرأة -متوسّطي العمر لم يعانوا من تصلّب الشرايين- لمدة 14 عاماً. ومع تقدّم المشاركين في العمر ازدادت مخاطر إصابتهم بأمراض القلب، إلى جانب ترسّبات الكالسيوم في الشرايين التاجية، والنوبات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، مثل: السكتات القلبية.
ركز فريق البحث على ارتفاع ضغط الدم الانقباضي مع التقدّم في العمر، ووجدوا أنه مع كل زيادة 10 ملم زئبق في مستوى ضغط الدم الانقباضي ترتفع مخاطر زيادة ترسّبات الكالسيوم، والنوبات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.
ومقارنة بالأشخاص الذين يصل مستوى ضغط الدم الانقباضي لديهم بين 90 و99 ملم زئبق، ازداد معدل حدوث نوبات مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية بمقدار 5 أضعاف، مع الأشخاص الذين يصل مستوى ضغط الدم الانقباضي لديهم إلى 120 ملم زئبق.
ضغط الدم الطبيعي هو 90 ملم زئبق
يُعتبر أحدث توجيه خاص بأمراض ضغط الدم هو ذلك الصادر عن جمعية القلب الأمريكية، والكلية الأمريكية لأمراض القلب عام 2017، والذي يقول إن مستوى ضغط الدم يحتاج تدخلاً علاجياً.
وفي مقالٍ افتتاحي مصاحب للدراسة الجديدة، كتب دكتور دانيال جونز (أخصّائي أمراض ضغط الدم في المركز الطبي بجامعة ميسيسيبي)، الذي أسهم بصياغة التوجيهات الإرشادية الحالية لأمراض ضغط الدم: "الخطر الذي يفرضه مستوى ضغط الدم، الأقلّ من مستوى ارتفاع ضغط الدم المحدّد حالياً، هو خطر مستمر يبدأ من مستوى 90 ملم زئبق لضغط الدم الانقباضي".
وقال د. جونز في مقابلة: "يمكن أن يكون مستوى ضغط الدم الطبيعي أقلّ من 100 ملم زئبق، وأعلى من 90 ملم زئبق، وهذا ما نلاحظه لدى الشابات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة قبل أن يحدث ضرر بنظام الأوعية الدموية بسبب ارتفاع ضغط الدم على مر السنوات".
وأضاف د. جونز: "ينبغي أن تبدأ الوقاية في مرحلة الطفولة، بالحفاظ على نظام غذائي صحي منخفض الملح، بالإضافة إلى ممارسة التدريبات الرياضية بانتظام. كما ينبغي على البالغين تجنب زيادة الوزن مع التقدم في العمر، وهو أمر صعب للغاية في مجتمع تنتشر به أنواع الأغذية الحالية".
عربي بوست
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/08 الساعة 22:57