اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أُوكرانيا... تُشبِه 'إسرائيل كبيرة': آخر هرطقات 'زيلينسكي'!


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

أُوكرانيا... تُشبِه 'إسرائيل كبيرة': آخر هرطقات 'زيلينسكي'!

محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/07 الساعة 02:35
يواصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي, الإشادة بدولة العدو الصهيوني ولا يكفّ عن استدعاء روايتها الصهيونية العنصرية, والإتّكاء على «يهوديته", من أجل استعطاف العالم وخصوصاً التنصّل من تحالفه الوثيق (حتّى لا نقول تبعيّته للنازيين الجُدد في بلاده, الذين يمسكون بقرار أوكرانيا ويكتبون جدول أعمالها)، واستناداً إلى ما بذلته دول الغرب الاستعماري من جهود استهدفت تلميعه وإظهاره بطل مقاومة لما يصفونه الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما (الغربيون بقيادتهم الأميركية) هم أنفسهم الذين أوقعوا أوكرانيا وشعبها في «الفخ»، عندما حرّضوهم عل? رفض وعدم التعاطي بإيجابية مع دعوة روسيا لهم سحب طلبهم عضوية حلف الناتو, والكفّ عن مواصلة البرنامج النووي الذي تعهّدت أوكرانيا بعدم امتلاكه بعد اتّفاق بودابست في العام 1994.
وإذ استدعى زيلينسكي سردية «الهولوكوست» لإظهار «تطابُقها» مع ما يجري في أوكرانيا، فإن إسرائيل بأحزابها وقيادتها السياسية كما الحزبية والعسكرية والدينية, رفضت مقارنة كهذه وقامت بمهاجمته وإطلاق أوصاف لاذعة بحقّه وحقّ الأوكرانيين كافّة، واتّهامهم بأنّهم كانوا عوناً للنازيين في «إبادتهم» لليهود والتنكيل بهم, على النحو الذي كتبته سيما كدمون في صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية تحت عنوان «كُنتم حُراساً للنازيين ومدارسكم اليوم تُزوّر التاريخ» (يديعوت 31/3) قائلة: «كانت أقوال زيلينسكي محاولة مباشرة وفظّة لإثارة شعب إسر?ئيل وقيادته، أن يعزف على المشاعر العاصفة والمليئة بالذنب، ومثلما قال للأميركيين عندما أرادوا إنقاذه «أحتاج إلى السلاح لا إلى النقل بالمجان».. أعاد قوله أمس -واصَلت كدمون - لإسرائيل أيضاً, من السهل التضامن مع الرئيس الشاب الذي يبدو مثل صديق أمن في قوات الاحتياط, والذي يتوجّه إلينا من مكان مَخبئه، والأموات يتراكمون في الشوارع واللاجئين يتكاثرون, ولكن الأمر الأكثر إثارة للحفيظة في خطاب الرئيس الأوكراني هو الشكل الذي يُبالغ فيه في مساعدة الأوكرانيين لليهود.. إنّما هو تشويه وكذب».
لم يتوقّف زيلينسكي عن التودد لإسرائيل، بل ذهب بعيداً في اقتراح القدس المحتلّة مكاناً ملائماً وآمناً لعقد قمة مع الرئيس الروسي بوتين، صارفاً النظر بل متواطئاً في ترويج المدينة المقدسة المحتلة عاصمة أبدية للشعب اليهودي، وهو الذي كان يستعد لزيارة دولة الاحتلال وافتتاح قنصلية ومكتب تمثيلي لبلاده في القدس قبل أيام معدودات من إنطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة، ضارباً عرض الحائط بقرارات الأمم المتّحدة التي «يُناشدها» الآن لإدانة روسيا وطردها من مقعدها الدائم في مجلس الأمن، وتشديد العقوبات عليها ومقاطعتها وصو?اً إلى عزلها، ولا يتوقّف هو وآلة الدعاية الغربية الاستعمارية, عن فبركة الفيديوهات واختراع القصص الوهمية المتهافتة, لاتّهام روسيا بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في أوكرانيا وكانت مدينة بوتشا فاتحة مسرحيات الفيديوهات المفبركة.
خرج علينا الرئيس الأوكراني بعد فيديوهات بوتشا المفبركة, قائلاً أول أمس الثلاثاء: أنّ أوكرانيا ستصير أشبه بـ"إسرائيل كبيرة» مع تصدّر «الأمن» قائمة الأولويات في السنوات العشر المُقبلة. هذا تصريح لا يستبطن فقط بل ينطوي على تبرئة لإسرائيل من جرائمها وارتكاباتها وعنصريتها, التي وصمتها بها منظمات حقوقية دولية وخصوصاً أميركية (هيومن رايتس ووتش) إضافة إلى منظمة العفو الدولية (امنستي) كما منظمات وهيئات حقوقية غربية عديدة، ما يعني أيضاً في نظر زيلينسكي أنّ إسرائيل ضحية الإرهاب الفلسطيني والعربي/والإسلامي, كونها تضع ?الأمن» أولوية على جدول أعمالها, وهو ما ستكون عليه أوكرانيا خلال العقد المقبل على حد زعمه، لأنّها باتت مُستهدفة -كإسرائيل- من قِبل قوى الشر والإرهاب الروسي, وكان ينقصه أن يزجّ «الإسلام» في هذه الفرية السقيمة ما دمنا في عصر الإسلاموفوبيا ولحقتها الروسوفوبيا وليس مُستبعداً أن يحلّ على جدول أعمال دول المعسكر الغربي الاستعماري مصطلح «الصينوفوبيا", كون الصين «لا تقف الآن في الجانب الصحيح من التاريخ", على ما يقول المسؤولون الأميركييون بدءاً من ساكن البيت الأبيض مروراً بمساعديه وبخاصة وزير خارجيته بلينكن ومستشاره ?لأمن القومي/جيك سوليفان وناطقة البيت الأبيض/جين بساكي..
في السطر الأخير، من السذاجة الوقوع في فخ الدعاية الغربية/وفي مقدمتها الأميركية, التي تزور الحقائق وتفتعل الأحداث بهدف شيطنة كل من لا يُوافقها سرديتها العدوانية تجاه خصومها, وعلى رأسهم روسيا كما الصين وأخيراً باكستان دون نسيان الهند ودول عديدة, رأت أنّ ما تزعمه واشنطن وباريس ولندن وبروكسل/الاتّحاد الأوروبي, في حاجة إلى إثباتات وبراهين, وليس مجرّد «فيديوهات» سيئة الإخراج, يعلم الجميع أنّ من السهولة فبركتها ونشرها على نطاق واسع, عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الدعاية الأميركية, التي تُشرف عليها وكالات الإستخبارات وتمدّها بالاخبار المُزيفة والمعلومات المُضلّلة.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/07 الساعة 02:35