انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

روسيا تعيد تموضعها في اوكرانيا

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/06 الساعة 00:29
حجم الخط
مدار الساعة -تُحذر وزارة الدفاع الأوكرانية من أن روسيا تستعد لشن هجوم جديد في مناطق شرق وجنوب البلاد، حيث تقول الولايات المتحدة إنه بعد انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة كييف بشكل مفاجئ، تحول تركيزها إلى مناطق دونيتسك ولوغانسك وماريوبول، وما حولها شرق وجنوب أوكرانيا. فلماذا قررت روسيا التخلي عن دخول كييف بعد نحو شهر من حصارها، ولماذا قد تطول معاركها في شرق وجنوب أوكرانيا لوقت أطول مما تتوقع؟
مرحلة جديدة من الحرب.. لماذا قررت روسيا "إعادة تموضع" قواتها نحو شرق وجنوب أوكرانيا الآن؟
خلال اليومين الماضيين، تراجعت القوات الروسية بشكل كبير ومفاجئ من محيط العاصمة كييف ومقاطعات وتشرنيهيف وسومي شمال البلاد، حيث تبعد الأخيرة نحو 30 كيلومتراً من الحدود الروسية، وظلت منيعة عن السقوط بيد الروس، في حين أن الطريق المؤدية إلى تشيرنيهيف، التي كانت مهددة بالتطويق، أصبحت الآن مفتوحة باتجاه العاصمة.
والانسحاب الكامل الآن يعني أن العاصمة لم تعد في مرمى نيران المدفعية الروسية، على الرغم من أنه لا يزال من الممكن قصفها بصواريخ من بيلاروسيا، إذا اختار الروس ذلك.
يقول مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان إن روسيا بعد الانسحاب من جبهات كييف وما حولها، "تقوم بإعادة تموضع لقواتها بهدف تركيز هجومها على شرق أوكرانيا ومناطق في جنوبها".
ورأى ساليفان في مؤتمر صحفي الإثنين 4 إبريل/نيسان 2022، أن "روسيا حاولت إخضاع أوكرانيا بكاملها وفشلت. الآن ستحاول السيطرة على أجزاء معينة من البلاد" مشيراً إلى أن هذه المرحلة الجديدة من الهجوم الروسي "قد تستمر أشهراً أو أكثر".
من جانبها، تقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا تستعد لشن هجوم جديد في شرق أوكرانيا في محاولة للسيطرة على مدينة خاركيف وتطويق خط المواجهة الشرقي المحصن في البلاد، في الوقت الذي حذر فيه مسؤول أمريكي من أن روسيا تضاعف هجومها في الجنوب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، أولكسندر موتوزيانيك، بحسب ما نقلت رويترز، إن روسيا تمهد الطريق لشن هجوم ضخم على العاصمة الإقليمية سيفيرودونتسك من خلال الهجمات على بلدتي روبيجني وبوباسنا في منطقة لوغانسك، مضيفاً أن الروس كانوا يحشدون القوات أيضاً للسيطرة على مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، والتي طوقتها القوات الروسية منذ أكثر من أربعة أسابيع.
تقع سيفيرودونتسك وماريوبول في أقصى شمال وجنوب "خط الاتصال" الأوكراني، وهو خط وقف إطلاق النار الذي تسيطر عليه قوات الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا منذ عام 2015.
وبحسب موتوزيانيك، فإن موسكو تجهز مخزونات الوقود والذخيرة في المناطق المتاخمة لأوكرانيا الشرقية، كما أنها تعد منشآت طبية لتدفق محتمل للضحايا بين قواتها.
لماذا قد تستغرق معركة روسيا في الجبهة الشرقية-الجنوبية وقتاً أطول مما تتوقع؟
تكمن مشكلة روسيا في أن قواتها تكبدت خسائر قاسية بسبب هجومها متعدد الجبهات "المفرط في التفاؤل وسوء التخطيط"، كما تقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، وربما هذا ما دفعها للتركيز فقط الجبهة الشرقية.
وبحسب الصحيفة، يمكن أن يكون عدد القتلى الروس في أوكرانيا من 7.000 إلى 15.000، من قوة غزو تبلغ حوالي 140.000 جندي بحسب تقديرات غربية. فيما يزعم مارك كانسيان، كبير المستشارين في المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن روسيا قد تكون خسرت "حوالي ربع قوتها القتالية الأولية".
وبحسب الغارديان، فإن الانسحاب الأخير من كييف والجبهة الشمالية، يعني أن الروس مرهقون في كثير من النواحي ويحتاجون إلى تركيز العمليات في مناطق محددة، والاستعداد للقتال شارعاً شارعاً للاستيلاء على ماريوبول في الجنوب وحملة عسكرية مشددة في منطقة دونباس، حيث لا تزال القوات الروسية تواجه مقاومة عنيفة.
ولا تزال روسيا تضغط قواتها جنوب إيزيوم، وهي نقطة استراتيجية رئيسية لمحاولة تطويق الجيش الأوكراني في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لكن يبدو أن قواتها تحقق نجاحاً أقل في التقدم في ماريوبول المدمرة. وبعد ما يقرب من 7 أسابيع من القتال العنيف، ليس من المؤكد على الإطلاق أن بإمكان روسيا مواصلة هذا الجهد.
وإذا أرادت روسيا القضاء على المقاومة الأوكرانية بالقرب من دونيتسك ولوغانسك، فسيتعين عليها إجبارهم على الخروج بقوة نارية ضخمة من المواقع الدفاعية التي بنتها أوكرانيا لأكثر من خمس سنوات أخرى استعداداً لهذه المواجهة. ويقول بين باري، المتخصص في الحرب البرية من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لصحيفة الغارديان: "سوف يتطلب الأمر من الروس دعماً مدفعياً ثقيلاً واستخداماً للأسلحة المشتركة، المشاة والدبابات والمدفعية والقوة الجوية، وهو ما لم نشهده حتى الآن منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي".
في الوقت نفسه، ووفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 5 أبريل/نيسان 2022، فقد بدأ الجيش الروسي في تجنيد المتطوعين حتى سن 60 عاماً، بعد أن عانى من خسائر ثقيلة خلال الستة أسابيع الأولى من القتال داخل أوكرانيا، إذ يريد الجيش من الجنود السابقين، الذين اقتربوا من سن التقاعد المدني، أن يعاودوا الانضمام لصفوفه في مدينتي تشيليابنسك وتيومن بسيبيريا، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
وبحسب التايمز، سينضم المسجلون إلى قائمة احتياطي تضم نحو 60 ألف جندي جرى استدعاؤهم مؤخراً للخدمة، وترجع أصولهم بشكلٍ أساسي إلى الأقليات العرقية والمناطق التي تبعد آلاف الكيلومترات عن موسكو، بالإضافة إلى دفعة المجندين الجدد البالغ عددهم 134,500 جندي.
في الوقت نفسه، تحدثت الصحيفة أن نحو 1000 مقاتل من مجموعة فاغنر قد نُقِلوا جواً بالفعل من إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوكرانيا، وذلك بغرض المساعدة في إخراج الجيش الأوكراني من منطقة دونباس.
إذ قال محللون دفاعيون إن مزيج جنود الاحتياط والمجندين والمتطوعين الذين يجري إرسالهم إلى أوكرانيا قد يزيد تقييد قدرات الجيش الروسي، لكنهم أوضحوا أن الجنود ربما يجري استدعاؤهم في الأساس لحل المشكلات اللوجستية التي عرقلت الهجوم.
كما قال ماثيو بوليغ، الباحث الكبير في Chatham House، إنّ جنود الاحتياط يمكن استخدامهم في الأدوار غير القتالية داخل أوكرانيا. أردف أيضاً: "يُستخدم المجندون لقيادة الشاحنات من نقطةٍ لأخرى. وهم ليسوا مجهزين لعمليات القتال الحربية… وإذا احتاج الجيش لشخصٍ من أجل قيادة شاحنة ذخيرة أو معدات طبية فيمكن لشخصٍ عمره 60 عاماً أن ينجز المهمة".
أوكرانيا من جانبها سوف تدرك تغيرات طبيعة الحرب، حيث أصبحت خطوط إمدادها، ولا سيما الأسلحة من الغرب، أكثر تدفقاً وأماناً. لكن على الرغم من الهجمات المضادة المحدودة، لا يوجد ما يشير إلى أن قواتها لديها القدرة على صد القوات الروسية حيث حققت مكاسب في الشرق والجنوب.

ولا تزال كييف تطالب من الغرب الدعم بالطائرات والدبابات، على الرغم من أن أستراليا وعدت بإرسال ناقلات جند مدرعة من طراز Bushmaster، مما سيساعد في موازين المعركة.
لكن إذا اختارت روسيا التعمق وركزت جميع قواتها في الجبهة الشرقية الجنوبية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، ونجحت باستكمال الاستيلاء على ماريوبول التي لا تزال تمثل لها حجر عثرة، فسوف تسيطر على الجنوب بين شبه جزيرة القرم ودونباس. ومع حصار أوديسا أقصى الجنوب الغربي، ستعمل روسيا عن عزل أوكرانيا عن البحر بالكامل. لكن حتى الآن لا يعرف كم ستحتاج وقتاً حتى تنجح بذلك.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/06 الساعة 00:29