الظاهر أن الوقت تغير مع مرور الزمن وأصبح بدلا من السيف كالسابق إلى الصاروخ حاليا فالسنة تمضي بسرعة البرق.
كان الأردنيون في العام الماضي يقضون شعائر شهر رمضان تحت وطأة كوفيد 19 وأوامر الدفاع وساعات الحضر المبكرة، وهذه السنة يعود رمضان والأمور منفرجة أكثر من العام السابق والذي نتمنى أن تمضي سحابة هذا الوباء بأقل التكاليف وتعود الحياة لسابق عهدها، علما أنني لا أتوقع ذلك في القريب العاجل ولكن لنتفاءل.لاشك بأن رمضان دائما وفي أيامه الأولى يبدأ بالبياض وهي سنة لدى الأردنيين، فالمنسف حاضر ويحضر على موائد الافطار.يأتي رمضان والفيروس اللعين وتداعياته الصحية والاقتصادية وحتى الاجتماعية وأوضاع الأمة العربية لا تبشر بالخير، ولكن رغم ذلك يأتي هذا الشهر الذي له خاصية وميزة يحبها الكبير والصغير فهو شهر الرحمة والمغفرة ،لاشك بأن رمضان تغير عن ما كان عليه سابقا بالنسبة لي وللعديد من ابناء جيلي.فرمضان زمان كان غير، فأمي كانت أصغر وكان أبي أكثر شباباً، جدتي كانت حاضرة، وكنا نسهر وننتظر سماع صوت المسحراتي تلك الشخصية الجدلية، كانت فترة الغروب هي فترة الطمأنينة والهدوء، وكان الجيران يتشاركون في تبادل الأطباق، كان يأتي زميلي المسيحي على مقاعد الدراسة ليفطر معي، اما الأخبار فكانت دون دماء.كانت فلسطين القضية المركزية الوحيدة للأمة اما اليوم فلدينا قضايا في العراق وسورية واليمن وليبيا وتونس والحبل على الجرار.كان رمضان يجمع ابناء الوطن كافة، وكان التلفزيون الأردني ومسلسل أبو عواد وبرنامج فكر واربح غير، كان مسلسل مرايا وسورية بخير، وكانت حارة ليالي الحلمية والقاهرة أنظف، وكان اليمن أكثر سعادة.كان انتين الارسال أقوى من كل الاشتراكات والمحطات، وكانت دكان الحارة أفضل من كل المولات.كان المشروب الحصري لرمضان التمر الهندي والخروب هو العلامة المسجلة، اما الحلوى فهي حصرية ومعتمدة في رمضان القطايف فقط.كانت لمة الفطور العائلي تصدر من خلالها قرارات أقوى وأكثر حزما وسرعة تنفيذ من قرارات جلسة مجلس جامعة الدول العربية.ولكن مهما دارت الأحداث وتغير الزمان تبقى يا رمضان شهر الرحمة والغفران.كل عام والجميع بخير أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات ودون سفك دماء.