انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

لماذا تريد أميركا حرباً طويلة في أوكرانيا؟


عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com

لماذا تريد أميركا حرباً طويلة في أوكرانيا؟

عصام قضماني
qadmaniisam@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/03 الساعة 02:29
ليس سراً أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة التي يردد قادتها بأن الحرب في أوكرانيا ستكون طويلة.. مع أن البدهي هو السعي لإنهائها في أسرع وقت حقناً للدماء ووقفاً للدمار.. لكن لماذا..؟!.
لا أحد يتحدث عن فوائد الولايات المتحدة الاقتصادية من هذه الحرب، لأن كل التركيز هو هل فوائد الصين وكبار منتجي النفط وهو صحيح لكنه ليس كل الحقيقة.
هناك تقارير محدودة تسعى الولايات المتحدة لجعلها في أضيق الحدود حول فوائدها من إطالة أمد الحرب بل أنها تستبقها بسخاء منقطع النظير بضخ مليارات الدولارات والأسلحة!
لن نخوض في هذا العمود بالفوائد الاستراتيجية التي ستحصل عليها وسننظر إلى أرباح زيادة أسعار النفط والغاز، وهي التي تعهدت بمد أوروبا بها حتى لو أنها ستلجأ إلى جلب النفط والغاز من دول منتجة بما فيها إيران وبيعه إلى أوروبا التي تضغط عليها بقوة للتخلص من الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين وتحويل الثروة إلى الخزانة الأميركية التي تعاني ديوناً هي الاعلى في العالم وتقدر مبيعات الغاز الروسي الى اوروبا بنحو ٧٠٠ مليون دولار يوميا!
الصناعات الأميركية التي حاول الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب إعادتها من آسيا والصين خصوصاً بفرض رسوم جمركية على منتجاتها ستعود طوعاً إلى أميركا، في هجرة معاكسة، خصوصاً بعد ارتفاع تكاليف إنتاجها مع ارتفاع أسعار الطاقة والنقل والعمالة وغيرها، والتي ستحصل عليها بتكاليف أقل فيما لو عادت إلى أميركا.
بدأت أوروبا وفي مقدمتها المانيا الإنفاق أكثر على الأمن والدفاع، وهو ما سيكون على حساب الاقتصاد، وبالطبع مصانع السلاح الأميركية جاهزة وبفضل ذلك ستكون أوروبا قوية عسكرياً لكنها هشة ومتكلة على أميركا اقتصادياً، وقد رأينا كيف أن هذه التجربة نجحت في عالمنا العربي عندما أنفق على السلاح أكثر مما أنفق على التنمية بسبب الصراع مع إسرائيل!
ارتفاع تكاليف الطاقة على الدول غير المنتجة سينهكها، أما قائمة الدول الصاعدة كقوى جديدة فهي الأكثر معاناة، ولن يصبح بإمكانها السير بالسرعة ذاتها أي ان الولايات المتحدة ستكسب عقوداً إضافية من الوقت لترتيب أوضاعها الاقتصادية قبل أن تحقق تلك الدول أهدافها في التقدم الاقتصادي.
لا يمكن إغفال أهم مؤشرين يلخصان حاجة الولايات المتحدة إلى حرب لا تخوضها هي وهما التضخم والمديونية.
التضخم في أميركا بلغ أعلى متسوياته في 40 عاماً خلال 2021، والديون الحكومية بلغت 29 تريليون دولار.. فكيف كانت ستبدو التوقعات لولا الحرب في أوكرانيا؟
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/03 الساعة 02:29