طقوس عيد النوروز.. الوعد الذي تلقاه العرب والاكراد واحد ومتشابه!

مدار الساعة – رداد القلاب - تلقى الاكراد وعودا مشابهة للوعد الذي تلقاه العرب بعد الحرب العالمية الثانية، ففي بدايات تشكل الدولة التركية الحديثة، ونظرا لحاجة الدولة التركية الى الاكراد، شمل الدستور التركي الأول الاكراد كمكون أساسي واصيل في الدولة الحديثة، ثم تحولوا الى مواطنين من الدرجة الثالثة في الدستور التركي النافذ، ما عرضهم الى الظلم والاضطهاد والتمييز، وفقا لنواب وزعماء حزب الشعوب الديمقراطي الذين التقيناهم في 21 اذار العام الحالي، بمناسبة رأس السنة الكردية "النوروز"
وبحسب النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي، في البرلمان التركي، ملك ناس، التي التقيناها في ديار بكر، فان الاكراد وأحزابهم وتحديدا (حزب الشعوب الديمقراطي)، ينشدون، دولة ديمقراطية لهم نفس حقوق الاتراك وعليهم نفس الواجبات وليس اقليما انفصاليا.
الحزب وفق نظامه الداخلي يُمثل "المضطهدين والمهمشين، والاقليات، ومكونات المجتمع التركي من مختلف معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية والثقافية"، ويعمل من أجل "محاربة الاستغلال والتمييز، وتوفير حياة كريمة ومساواة للجميع"، وقد شارك الحزب في ذكرى تأسيسه مع العديد من الأحزاب والمنظمات التركية وقفات احتجاجية، اجتاحت ميدان تقسيم في مدينة إسطنبول، والعديد من المدن التركية في انتفاضة أيلول سبتمبر 2014.
"كنا هناك“، برفقة، شقيقاتنا واشقائنا من عراقيين ومصريين وتونسيين ويمنيين إضافة إلى مغاربة في ديار بكر شرق تركيا، للاحتفال بالعيد القومي "نوروز" بدعوة كريمة من حزب الشعوب الديمقراطي، الذي تأسس يوم 15/10/2012، كحزب تركي عابر للقوميات والديانات التركية، ويصف نفسه على أنه لا يمثل هوية أو عرقاً، وينفي عن نفسه أنه حزب كردي، ولكن خصومة يعتبرونه حزباً كردياً.
تبدأ طقوس العيد لدى الأكراد في يوم 20 آذار/مارس عند الغروب، بإيقاد نار نوروز - وهي عادة ترجع إلى تاريخ سقوط الإمبراطورية الآشورية على يد الميديين (أسلاف الأكراد) على يد كاوا الحداد الذي أشعل النار في القلعة لإرسال إشارة النصر إلى الناس، ومقتل الحاكم المستبد!، وفقا للرواية الكردية.
مدهش للغاية ما شاهدنا، نساء وشابات وشباب ورجال، ونواب سيدات ونواب رجال وووزراء من مختلف الاعمار، توجهوا نحو العيد، بكل بهجة وسرور رغم تسييج موقع الاحتفال وإقامة حواجز المنع المتعددة الا ان منهم من تسلق الشيك ودخل موقع الاحتفال ومنهم من احتفل خارج موقع الاحتفال واعدادهم بالاف، بزيهم الكردي الزاهي الجميل.
اعتقل نحو 700 طفل خلال تحدي المنع الدخول الى الاحتفالية ولكن النائب فلك ناس ومعها نواب اخرين تدخلوا وافرجوا في المساء عن اعداد كبيرة وبقي 250 طفل لم يتجاوز أعمارهم 18 عاما تم اخرجهم من الحجز في اليوم الثاني.
ورصدنا صورة جميلة أيضا وهي تأجيل نواب حزب الشعوب الديمقراطي لمناسبة بسبب ، ذهابهم الى أهالي الأطفال المعتقلين والتهدئة من روعهم وتقديم مساعدات فنية ولوجستية لمن يحتاجها والوقوف الى جانبهم في هذه المحنة.
يرأس الحزب صلاح الدين دميرطاش، السجين حاليا، بالشراكة مع الناشطة الكردية فيفان يوكسيك داغ، وخاض أول انتخابات برلمانية في شهر حزيران يونيو 2015، وحقق فوزاً من خلال تجاوز عتبة الحسم الانتخابية، وفاز بـ 13 بالمئة من أصوات الناخبين، ونال 78 مقعداً في البرلمان التركي، وفي انتخابات 1/11/2015، حصل على 59 مقعداً، بواقع 10.70 بالمئة، من الأصوات الانتخابية.
وحصل صلاح الدين دميرطاش في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية 24 حزيران 2018، على 8،40 بالمئة من أصوات الناخبين وحصل حزب الشعوب الديمقراطي على 11.70 بالمئة ونال 67 مقعداً من أصل 600 مقعد عدد أعضاء البرلمان التركي
ويحتفي الاكراد بـعيد" النوروز" الى جانب العديد من الاثنيات في أذربيجان وطاجيكستان وتركيا وإيران والعراق وسوريا وبلدان أخرى يعيش فيها الأكراد، ويعتبرونه عيداً قوميا ويتمسكون به اليوم باعتباره مُعبراً عن ذاتيتهم، وهويتهم القومية، وتراثهم التاريخي، ونضالاتهم المتعددة من أجل الاستقلال والوحدة، في ظل قوميات أخرى تحكمهم، لم توفر لهم المساواة، والحرية والعدالة.
قررت اليونسكو إدراج عيد "النوروز" في القائمة النموذجية للتراث الثقافي للبشرية، واعتبرت يوم 21 أذار بوصفه يوم نوروز الدولي، احتراماً لـ 300 مليون نسمة يحتفلون بهذا العيد.