ربما أنا من المتشوقين لحضور المسلسل الأردني الذي سيبث في رمضان "المشراف"، وكما قرأت وسمعت فهو يحمل قصة معركة الكرامة ضمن سياق اجتماعي للقرية والبوادي الأردنية في فترة الستينيات، كتبه محمود الزيودي الذي لم يغادر قلمه باب الوطن بكل وهجه وتفاصيله من جمال ودم وبارود وعسكرية.
ذكّرني اسم المسلسل ببيت شعر لابن حثلين : "نرميه بين الخيل مثل المقامي وبيوتنا تبنى على كل مشراف".
الزيودي محمود الذي سيبلغ السابعة والسبعين في أيار القادم حرص أن يحضر في كل مواقع تصوير مشاهد المسلسل ومنها منطقة الأغوار والكرامة.
في تشرين أول الماضي زرت العم أبونزار في بيته في غريسا أحمل له نسخة من رواية "فاطمة" هدية، استقبلني في مكتبه المملوء بمكتبه تصل رفوفها السقف، تحدثنا كثيرا وقال لي يومها إنه مشغول بكتابة عمل عن معركة الكرامة، وأنه سيرصد بطولة الشهداء وسيرتهم ضمن سياق مجتمعهم في القرية والبادية.أهداني كتابه الأخير : "الهاشمية وقرية بلا سقوف" بعدما ضيّفني طبقا وشدد عليّ وقال : هذا من تين وعنب غريسا ..!!مرة أخرى لم يزل محمود الزيودي منافحا وحيدا عن التاريخ الأردني ومصرّا أن تبقى الدراما الأردنية مغمسة بتفاصيل الهوية الوطنية، وهو مدرسة في العطاء والإنتاج والإخلاص والانتماء، نتمنى من الله أن يمنّ الله عليه دائما بالصحة والعافية.