الغرب عاجز..فماذا عن جدية تهديدات بوتين النووية؟

تلاحظ مصادر الحكومة الروسية، أن موسكو لديها أفضلية نووية في ما يتعلق بأنواع من الأسلحة النووية التي يمكن أن تستقدمها إلى الميدان الأوكرانيووسط الصراع الدائر في أوكرانيا، يكتسب أهمية بالغة، الرد على السؤال التالي: إلى أي مدى روسيا جدية في تهديداتها النووية ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي؟خداعواستناداً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن التهديد النووي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو عبارة عن خداع، وهي فكرة تردد صداها في كلام لرئيس وزراء روسي سابق حول أن بوتين ليس جدياً في ما يتعلق بالتهديد بالقوة النووية في المسرح الأوكراني.ورغم ذلك، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان أقل تفاؤلاً. إذ صرح بأن الحرب العالمية الثانية ستكون حرباً بالأسلحة النووية، موحياً بأن الوضع الحالي قد يخرج عن السيطرة بسهولة. كما أن تصريحات الكثيرين من المسؤولين الحكوميين الروس كانت أيضاً صريحة لجهة التحذير من أن الرد الروسي على أي تدخل لحلف شمال الأطلسي في النزاع الأوكراني، سينجم عنه "عواقب غير مسبوقة"، مما يوحي ضمناً بأن الأسلحة النووية ستستخدم من موسكو.كما أن مديرة الإستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز ومدير وكالة الإستخبارات المركزية وليم بيرنز، قالا الأسبوع الماضي، إن بوتين يتبنى فعلاً استراتيجية نووية قائمة على "التصعيد من أجل الفوز".وقال الخبير الأمريكي البارز في الشؤون النووية الروسية لدى المؤسسة الوطنية للسياسة العامة مارك شنايدر، أن آخر ثلاث إدارات أمريكية-من باراك أوباما ودونالد ترامب والآن جو بايدن- قد أقرت أن روسيا تبنت سياسة توجيه ضربة نووية محدودة من أجل تحويل نزاع تقليدي إلى ما يتلاءم مع شروط موسكو. وكل هذا يركز الإنتباه على الردع النووي، مع تأكيد الولايات المتحدة على توسيع الردع ليشمل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وكذلك حلفاء أمريكا في غرب المحيط الهادئ، بما فيها كوريا الجنوبية واليابان وتايوان.أفضلية نوويةوتلاحظ مصادر الحكومة الروسية، أن موسكو لديها أفضلية نووية في ما يتعلق بأنواع من الأسلحة النووية التي يمكن أن تستقدمها إلى الميدان الأوكراني، خصوصاً لجهة السرعة التي يمكن نشر بها مثل هذه الأسلحة.وخلال شهادة في الكابيتول هيل، قال قائد القيادة الإستراتيجية الأمريكية الأدميرال تشارلز ريتشارد، ان الولايات المتحدة تخطط لتحديث نووي يأخذ في الاعتبار القدرة الأدنى المطلوبة لمواجهة التعاون المتزايد بين الصين وروسيا النوويتين. وهذا يفترض بذل جهودٍ إضافية للتحديث النووي من أجل ردع التهديدات الروسية.وربما التحدي الأخطر الذي يواجه الولايات المتحدة هو التأكد من أن الحريق الحالي الذي أشعله بوتين لن يتوسع إلى البلطيق ودول مستقلة صديقة للولايات المتحدة. وفي حال أخفقت أمريكا في الرد على تهديدات بوتين النووية خوفاً من التسبب بهرمجدون، فإن حلف شمال الأطلسي سيختفي في الوقت الذي ستسعى دوله إلى اتفاقات أمنية مع موسكو لمنع مزيد من النزاعات.وهكذا، فإنه بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الباردة، فإن الولايات المتحدة هي الآن في مكان أخطر مما كان في أي وقت مضى.