مدار الساعة ـــ أزال موقع فيسبوك مقطع فيديو مُركّباً بتقنية "التزييف العميق" من منصته، الذي يُصوِر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وهو يحث قوات بلاده على الاستسلام للقوات الروسية؛ إذ كتب ناثانيال غليشر، رئيس السياسة الأمنية في "ميتا"، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الخميس 16 مارس/آذار 2022، فإن الشركة الأم لفيسبوك، أنَّ الفيديو أزيل لانتهاكه سياسة الشركة ضد الوسائط المُضللِّة.
غليشر قال في منشوره إنه "في وقت سابق اليوم، حدَّدت فرقنا مقطع فيديو بتقنية التزييف العميق، وأزالته، الذي يزعم أنه للرئيس زيلينسكي وهو يصدر بياناً -وهو ما لم يفعله في الحقيقة قط. وظهر على موقع إلكتروني تعرض للاختراق ثم بدأ في الانتشار عبر الإنترنت"، وأضاف: "راجعنا هذا الفيديو وأزلناه بسرعة لانتهاكه سياستنا ضد الوسائط المُضلِّلة المزيفة، وأبلغنا أقراننا في منصات أخرى".وظهر مقطع الفيديو المزيف الذي أثار جدلاً على الموقع الإلكتروني لصحيفة Segodnya، وهي صحيفة شعبية أوكرانية تصدر باللغة الروسية، مع نص يزعم أنَّ الرئيس زيلينسكي أمر قواته بالتنحي وردت الصحيفة Segodnya في بيان على إنستغرام أنَّ "قراصنة العدو السيبرانيين" هم المسؤولون عن عملية الاختراق.كما أشار البيان إلى أنَّ الفيديو المُعدَّل عُرِض في بث إخباري تعرض للاختراق السيبراني على القناة التلفزيونية Ukraine 24 وكتبت صحيفة Segodnya: "أصدقائي، لقد حذرنا مراراً وتكراراً من هذا الأمر. لن يستسلم أحد. خاصة في ظروف سيُهزَم فيها الجيش الروسي في معارك مع الجيش الأوكراني".زيلينسكي يعلق كما ردَّ زيلينسكي الحقيقي من جهته بسرعة في مقطع فيديو منفصل، ودعا بدلاً من ذلك القوات الروسية إلى عدم الاستسلام، وبحسب ما ورد سخر الأوكرانيون أيضاً من الفيديو المزيف بسبب الجودة الرديئة للمقطع والصوت، وقال الرئيس الأوكراني في رده: "إذا كان بإمكاني أن أعرض على شخص ما إلقاء سلاحه، فهو الجيش الروسي. اذهبوا لمنازلكم؛ لأننا نحن في وطننا، وندافع عن أرضنا وأطفالنا وعائلاتنا".وتابع زيلينسكي، في منشور على حسابه على تليغرام: "لن نلقِ أية أسلحة حتى ننتصر"، واصفاً التزييف العميق بأنه "استفزاز صبياني".وعلى الرغم من جودته الرديئة، يقول الخبراء إنَّ الفيديو المُعدَّل قد يكون أول فيديو مزيف عالي المستوى يُستخدَم في نزاع أوكرانيا، الذي بدأ مع الهجوم الروسي على البلاد في 24 فبراير/شباط.وقال مسؤولون أوكرانيون إنَّ ما لا يقل عن 1300 من جنودهم قُتلوا منذ بداية الهجوم.حتى يوم الإثنين 14 مارس/آذار، أكدت الأمم المتحدة مقتل 636 مدنياً في أوكرانيا منذ بداية الهجوم، من بينهم 46 طفلاً و590 بالغاً ومع ذلك، من المتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، بجانب عدم وجود مؤشر على اقتراب نهاية العملية العسكرية.