انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

أكلت يوم أكل الدب الأبيض


د. هزاع عبد العزيز المجالي

أكلت يوم أكل الدب الأبيض

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/17 الساعة 02:44
يخطئ من يظن أن الحرب الروسية الأوكرانية سببها رغبة أوكرنيا بالانضمام الى حلف الناتو, ويخطئ من يظن أن أوكرانيا لم تكن منذ سنوات في حالة تنسيق أمني عسكري استخباراتي استراتيجي مسبق مع الولايات المتحدة وبريطانيا. فالحروب لا تأتي بالصدفة, بل يتم التخطيط لها, فجميع الحروب حتى الحروب العالمية, كانت وما زالت أسبابها صراع على نفوذ وتوازنات استراتيجية, مبنية على أطماع سياسية واقتصادية.
أما وما بعد انتهاء الحرب الباردة, فإن أغلب الحروب والنزاعات بمختلف مسمياتها الأهلية, انقلابات، تغيير أنظمة, كانت الولايات المتحدة حاضرة أو سبباً أو تقف خلفها, فهي تعتبر نفسها (الشرطي الأوحد) للعالم, تتحرك وفقاً لمصالحها، بل إذا استثنينا حروبها في فيتنام والعراق وأفغانستان, فإنها تحرص قدر الإمكان على خوض معاركها, بواسطة الغير (حروب بالوكالة), وغالباً ما يرافق ذلك حرب إعلامية ضخمة (تشيطن) وتشوه فيها خصومها, شعارها الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان, وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها, فهي من تصنع أعداءها وأصدقاءه?.
لقد دخلت أميركا إلى أوكرانيا مسبقاً, واستطاعت أن تقلب نظامها السياسي الموالي لروسيا, بنظام موالٍ لها, وهي من خططت مسبقاً, مع حليفها الرئيس الأوكراني (زيلنسكي), لدفع روسيا الى هذه الحرب, وهي من زجت أوروبا بدعم وتنسيق حليفها الأول بريطانيا, للدخول في دوامة هذه الحرب العبثية, التي ليس لها أية مصلحة فيها, بل على العكس, نتائجها كارثية عليها. فسواء انضمت أوكرانيا للناتو أو للاتحاد الأووربي, أو احتلتها روسيا, ففي كلتا الحالتين أصبحت روسيا على حدود مشتركة مع أوروبا, وعلى تماس مباشر مع حلف الناتو, ناهيك عن الخسائر ?لكبيرة التي سوف تتكبدها أوروبا بمئات المليارات, في حالة بحثها عن بدائل لإمدادات الطاقة من روسيا, وارتفاع أسعار النفط الجنوني, وما نجم عنه من تضخم اقتصادي عالمي, طال جميع دول العالم, ناهيك عن ملايين اللاجئين من أوكرانيا, وهي من ستدفع الحصة الأكبر من فاتورة الحرب, بل هي من ستدفع مليارات الدولارات للتسلح لحماية أمنها القومي, في حين أن واشنطن البعيدة وغير المتضررة, المستفيد الأول من النزاع والمصدر الأول لتجارة السلاح في العالم, فهي من تدير خيوط اللعبة, وتدفع نحو مزيد من التصعيد, مستخدمة قدرتها الهائلة في فرض ا?عقوبات الاقتصادية.
ورغم هذا التضارب الواضح في المصالح, بين ما تريده أميركا وأوروبا والعالم, فما زلنا نرى أوروبا تنجرف وراء حملة إعلامية عالمية شرسة, جعلت من روسيا الشيطان الأعظم, بل جعلت أوروبا رهينة في يد اليمين العرقي الديني المتطرف, الذي أصبح يحكم المشهد في أوروبا, بل حتى المنظمات والاتحادات الدولية الرياضية، انحرفت عن مسارها, فدفعت لتبني مواقف تخالف مبادئها الحيادية.
وفي النهاية نقول إنه عند التحقيق لمعرفة الفاعل (المجرم), يتم البحث عن صاحب المصلحة (شرط المصلحة), وهنا نسأل من هو صاحب المصلحة في هذه الحرب؟ وماذا بعد الجواب نجده في قصة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/17 الساعة 02:44