اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/12 الساعة 21:42
السفير الأمريكي: مهتمون باستقرار الأردن

مدار الساعة - أكد السفير الأمريكي لدى عمان هنري ووستر، أن الحديث عن وجود دور للولايات المتحدة في دفع الأردن نحو توقيع “اتفاق النوايا”، عار عن الصحة، وأن بلاده حريصة على ازدهار الأردن ونموّه وتحقيق أمنه المائي.

جاء ذلك في حوار أجراه السفير الأمريكي مع برنامج “نبض البلد” عبر رؤيا، تطرق خلاله إلى العديد من القضايا المحلية والعربية والعالمية.
وجدد ووستر تأكيده على أن مصلحة الولايات المتحدة تكمن في وجود آفاق سياسية للشعب الفلسطيني، وأن الإدارة الأمريكية تحافظ على دعم حل الدولتين.
وقال إن الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، كانا صريحين وواضحين في تصريحاتهما حول الضرر الذي يسببه النشاط الاستيطاني في عملية السلام وآفاق حل الدولتين.
وحول الحرب الروسية الأوكرانية ودور الولايات المتحدة في تشجيع أوكرانيا على خوض الحرب، أوضح السفير الأمريكي أن “الحرب اختارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه من الخطأ زج أمريكا في الحرب، خاصة أن أوكرانيا لم تبدأ الحرب ولم تشكل تهديدا وشيكا أو مباشرا على روسيا، وكل ذلك ما هو إلا دعاية روسية”.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
الملف الاقتصادي والتساؤل الدائم عن الدعم الاقتصادي الأمريكي للأردن
أولا، شكرا لاستضافتي. أنا سعيد جدا لوجودي هنا. وأنا متشوق لسماع الأسئلة التي يطرحها المشاهدين وماذا يهمهم من المواضيع. لذا دعني أقول من البداية، فيما يتعلق بمسألة المساعدة المالية للأردن، أعتقد أن معظم المشاهدين على معرفة جيدة بأن الولايات المتحدة كانت المساهم المالي الأكبر من حيث كونها شريكا ومانحا للأردن. هذا هو أهم شيء يجب أخذه في عين الاعتبار. الأمر الثاني الذي أعتقد أنه من المهم جدا، أننا نقوم بذلك لأننا مهتمون باستقرار الأردن، فهو هدف بالغ الأهمية بالنسبة لنا. لا يمكن تنفيذ أي شيء مفيد أو جيد لمصالح الولايات المتحدة أو يمكن تحقيقه إذا لم يكن الأردن قويا منيعا بقدر الإمكان هذا هو الهدف الأسمى لكل ما نقوم به هنا في جميع أشكال مساعدتنا.
هل من جديد؟ هل من زيادة للدعم الأمريكي للأردن؟
المفاوضات جارية الآن ونسميها “مذكرة تفاهم”، التي تمثل اتفاقية المساعدات. ليس لدينا حتى الآن الرقم النهائي للمساعدات. إلا أن هذه العملية مستمرة في الوقت الذي نجلس فيه أنا وأنت هنا اليوم. ليس لدينا الأرقام حتى الآن، لكنني على ثقة من أننا سنحصل على المبلغ المتوقع المخصص لمساعدة للأردن، وهذا هدفنا هو أن تكون الأرقام قابلة للتوقع بحيث يكون لدى الحكومة الأردنية أرقاما يمكن أن تتوقعها لتعمل على أساسها في خططها المستقبلية.
البعض يعتقد وهذا الأمر مفهوم شعبي أن كل المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة مرتبطة بتدخلات سياسية، ما تعليقك على ذلك؟
هذا ليس صحيحا. هنا تختلط الأمور ويفسرها الناس بطريقة غير صحيحة وهذا طبيعي أن يعتقد الناس أن هناك أمور مشبوهة تحدث، مع أن الحقيقة هي أبسط بكثير من ذلك.
الأردن دولة ذات سيادة، وهذه هي النقطة الأولى التي يجب على الجميع أخذها في الاعتبار، الدول في جميع أنحاء العالم ذات سيادة، لكن في نهاية المطاف، الأردن كيان ذو سيادة ويتخذ قراراته بنفسه.
هل يوجد أي تدخل في السياسة الداخلية المحلية الأردنية؟
لا، لقد رأيت بعض المقالات التي أعتقد أنك تلمح إليها، ليست تعليقا منفردا ولكنني على دراية بهذا النوع من التفكير، بأننا بطريقة ما منخرطون في المكائد، ذلك يعني أنه لكي يحصل الأردن على المساعدات أو الدعم، فيجب عليه القيام بشيء معين للحصول على هذه المساعدة؛ مثل القانون الفيزيائي لكل فعل هناك ردة فعل. ولكن الحقيقة البسيطة للعلاقات بين الكيانات ذات السيادة هي أنها بطبيعتها سياسية وليست هناك تحديد لهذه العلاقة. هذه العلاقة لم تكن كذلك من أكثر من 70 عاما وهي ليست كذلك الآن.
سأعود في هذا الإطار إلى أن هناك بعض الأحاديث الشعبية التي تقول إن الولايات المتحدة تضغط على الأردن في قضايا الشباب والمرأة.
لدينا أولويات مثل كل دول العالم، وفي هذه الحالة، نود أن نرى فرصا اقتصادية أكبر يتم إنشاؤها في الأردن. وأحد الأهداف التي نرغب بها هو تمكين النساء والشباب مع الأخذ بعين الاعتبار في البداية أن الأردن بلد صغير جدا، و70 في المئة من سكانه من الفئة العمرية 30 عاما أو أقل. والشيء الجيد هو أن الشباب يافعين ومتعلمين جدا، وذلك أعظم مورد لأي بلد؛ على سبيل المثال هناك دول فيها تكنولوجيا عالية، أخرى لديها النفط أو الغاز، وقد يكون لديكم أو لا يكون، فإن الشعب يبقى هو المورد الرئيسي، وهذا هو سبب استثمارنا في الشباب.
وللتوضيح فإن مصطلح الشباب مرن، وما نعنيه بالشباب هو من سن 18 إلى 30 سنة، خاصة أن النساء يشكلن 50 في المئة من سكان المملكة. ونود هنا أن نرى المزيد من الفرص الاقتصادية التي يتم خلقها لهؤلاء الأشخاص، ونستثمر فيهم حتى يتمكنوا بدورهم من إعادة ذلك إلى الأردن.
بالنسبة للنساء في بلد مثل الأردن، لقد قمنا بإجراء إحصائيات خاصة في هذا الصدد، إذا قمتم بتوظيف أكبر نسبة من النساء، سينعكس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي بنحو 8 مليارات دولار أمريكي سنويا، وهذا هو السبب المنطقي وراء نظرتنا إلى النساء والشباب.
كان هناك توصيفات نيابية بأن هناك تحركات وضغط من السفارة الأمريكية لإقرار بعض التشريعات وتمرير بعض القوانين، ما رأيك بذلك؟
بصراحة ليس لدي أي فكرة عما يتحدثون عنه، لا أعرف ماذا يقول البرلمانيون. لقد سمعت الشائعات، لكن الانطباع بأننا نخطط الأشياء من وراء ظهر الناس أو بمعزل عنهم أو لوي ذراع الناس لإقرار بعض التشريعات أو أي من ذلك هو لغز بالنسبة لي.
لا نجري أي لقاءات ولا نجري أي ضغوطات على البرلمانيين أو الحكومة لإقرار أي قوانين أو تمريرها.
ليس لدي أي علم عن أي ضغوط من جانب سفارة الولايات المتحدة للوي أي ذراع في البرلمان الأردني حول أي شيء على الإطلاق.
في هذا الإطار وتحديدا في قضية المياه وتوقيع اتفاق النوايا كان هناك دور أمريكي في هذا الاتفاق والبعض أشار إلى أن الضغط الأمريكي هو من دفع الأردن لتوقيع الاتفاقية.
هل يمكنك أن توضح ما هي المعاهدة التي تشير إليها؟
أتحدث عن اتفاق نوايا المياه بين الإمارات والأردن والكيان الاسرائيلي. الحديث أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت الأردن لتوقيع اتفاق النوايا غير صحيح، ومن يقول هذا فهو مضلل.
من مصلحة الولايات المتحدة أن ترى الأردن ينوع في موارده المائية، هذه هي مصلحتنا، هذا صحيح. وهو أيضا من مصلحتكم. لن أتحدث باسم الأردن، لكن هذه المعاهدة التي تشير إليها وهي “مشروع الازدهار” على ما أعتقد، هي صفقة تجارية بين القطاعات الخاصة في البلدان الثلاثة التي اتفقت عليها وليس الولايات المتحدة. إنها معاهدة مدفوعة تجاريا.
هل نحن نؤيد ذلك؟ نعم نحن ندعمها، لأن الأردن بحاجة إلى تنويع مصادر إمدادات المياه، لا تحتاجوا إلى محاضرات من أي أجنبي، ناهيك عن حقيقة أن الأردن هو ثاني أكثر بلد يعاني من ندرة المياه في العالم. لذا فأنت بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من مصادر المياه وقد يكون هذا واحد منهم. اسمح لي بأن أكون واضحا، هذا قرار سيادي للأردن أو للجهات التجارية المعنية إذا كانوا يرون شيئا يستحق وقتهم. ومرة أخرى ليس من أجل حكومة الولايات المتحدة.
كان هناك مشروع البحرين وهذا المشروع تعطل.. لماذا لا تدعم الولايات المتحدة مشروع الناقل الوطني؟
كان مشروع ناقل البحرين ثمرة مباشرة لمعاهدة وادي عربة عام 1994، ووضعت الولايات المتحدة 100 مليون دولار في حساب ضمان لدعم هذا المشروع. عندما خدمت في الأردن من قبل، وهذا ليس بوقت طويل، كنا حريصين للغاية على رؤية هذا المشروع يتحقق ومع ذلك، فهذا لم يحدث، لعدد من الأسباب، منها اقتصادية وربما سياسية أيضا، باختصار لم يتم الأمر، وفي هذه الأثناء، يحتاج الأردن إلى المياه، ومرة أخرى نظرا لأهمية المياه كمورد، وبهذا أريد أن أكون واضحا تماما، إذا لم يكن لديك أكسجين لتتنفسه كإنسان، فلن تعيش. وإذا لم يكن لديك ماء للشرب، فلن تعيش أيضا، لذلك عندما أقول حرجا، فأنا أعني حقا متطلبا استراتيجيا، وضرورة مطلقة لحياة الإنسان ناهيك عن الإنتاج والزراعة وما إلى ذلك.
لذلك كان من المهم جدا أن يكون الأردن قادرا على تلبية متطلباته، وقام الأردن بمشروع تحلية المياه الخاصة به، وهو ما يشار إليه باسم مشروع نقل وتحلية مياه العقبة – عمان، الناقل الوطني، فهي نفس الفكرة.
تحلية المياه الآتية من البحر الأحمر تحت سيطرة الأردن بالكامل وهو نفس المشروع السابق؛ لقد حرصنا على أن نرى مشروع ناقل البحرين يزدهر، لماذا؟ لأن الأردن يحتاج للمياه، وكذلك الجانب الآخر وهو ما حرصت اتفاقية وادي عربة على تعزيزه وهو الاندماج أو التكامل الإقليمي.
لكن لعدة أسباب، لم يجر هذا المشروع ولم يكن الأردن قادرا على الانتظار أكثر من ذلك للحصول على المياه.
اليوم أنت ذكرت موضوع المياه وذكرت موضوع الشباب والمرأة، ما الأولويات الأخرى للإدارة الأمريكية بالنسبة للأردن؟
كانت هناك أولوية مطلقة، والمهمة الوحيدة التي تم تكليفي بها عندما أتيت إلى الأردن كانت “من الضروري أن يكون الأردن مستقرا قدر الإمكان. إذا تمكنت من المضي به نحو الازدهار، فهذا أفضل”.
نود أن نرى الأشياء تتحرك بشكل أفضل من الاستقرار، نود أن نرى المرونة والقوة. على الرغم من أن الأردن يعيش في منطقة صعبة، لكن الحمدلله ليس لديه جار يخطط لهجوم عسكري تقليدي على الأردن، والإرهابيون الموجودون في المنطقة قد يكون بعضهم قريب، ولكنني أعتقد أن معظمهم في المنطقة، لن يتمكنوا من المرور نتيجة العمل الجيد لأجهزتكم الأمنية، وليس لديهم القدرة على القيام بأي عمل ضد المملكة الأردنية الهاشمية.
لذلك قد تسأل نفسك، ما هي مواطن الضعف؟ الجواب هو الضعف الاقتصادي. هذه هي نقطة الضعف، بصفتي سفيرا للولايات المتحدة، فإن نقطة الضعف الرئيسية التي أركز عليها هي الاقتصاد، هذا هو أكبر تهديد لما أعطيت لي كتعليمات وهي استقرار الدولة وأفضل من مستقرة إذا كنت تستطيع القيام بذلك.
أهمية العلاقة الأمريكية الأردنية والسؤال الدائم ما الثابت وما المتغير في هذه العلاقة؟
الاحترام المتبادل عنوان العلاقات الأمريكية الأردنية دائما، والولايات المتحدة لا يوجد لديها شريك آخر مثل الأردن، في الشرق الأوسط بل في العالم أجمع، هذه العلاقة تعود لعقود من الزمن، ولدينا مشاريع وقضايا تتغير وفقا لما هو مدرج على جدول أعمالكم اليوم. وما هو مدرج على جدول أعمالنا. وما هو موجود على جدول أعمالنا المشترك. قد تتغير هذه الأمور مع مرور الوقت. لذلك سيتغير ذلك ويكون ذلك مناسبا وطبيعيا.
ولكن مرة أخرى، الأمر الثابت هو الأساس المتين والاحترام المتبادل، وهذا يعني الكثير. وأي رئيس دولة يزور البيت الأبيض ويذهب إلى المكتب البيضاوي مع الرئيس كان جلالة الملك عبد الله الثاني.
هل انتهى موضوع صفقة القرن بانتهاء عهد ترمب؟
كانت إدارة بايدن واضحة جدا من حيث منظورها وسياستها تجاه الشرق الأوسط ولا سيما فيما ذكرته، وكما تعلمون وكما هو واضح للمشاهدين لا يوجد لدى إدارة بايدن ما يسمى بـ”صفقة القرن”.
من يتحمل مسؤولية عدم تقدم عملية السلام؟
ليس من العدل أن نقول إن الولايات المتحدة ابتعدت عن الشرق الأوسط، أفهم سبب اعتقاد بعض الناس أن هناك بعض الأسباب للوصول إلى هذا الاستنتاج، ولكن حقيقة الأمر هي أن لدينا سياسة خاصة فيما يتعلق بما نطلق عليه “عملية السلام في الشرق الأوسط”.
كانت سياسة هذه الإدارة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط واضحة ومباشرة، لقد حافظ الرئيس على دعمه ودعم الإدارة لحل الدولتين. وقد كان الرئيس ووزير الخارجية، من بين آخرين، صريحين وواضحين في تصريحاتهما حول الضرر الذي يسببه النشاط الاستيطاني للسلام وآفاق حل الدولتين من أجل التوصل إلى نتيجة سياسية عن طريق التفاوض.
لقد رأينا نفس التصريحات حول رغبة الولايات المتحدة المستمرة في إعادة فتح قنصليتنا في القدس. لذلك، أعتقد أن الإدارة كانت واضحة تماما بشأن ما إذا كنا لا نزال في الشرق الأوسط وما إذا كنا لا نزال منخرطين في عملية السلام. من مصلحة الولايات المتحدة أن تكون هناك آفاق سياسية للشعب الفلسطيني، وليس من مصلحتنا على الإطلاق أن يشعروا بأنهم بحالة يائسة، أولا على الصعيد الإنساني، هذا ليس بالموقف المناسب الذي يجب اتخاذه.
لكن أود أن أخرج عن إطار الموضوع قليلا والتطرق إلى سؤال كيف تخدم مصالح الولايات المتحدة؟ مرة أخرى، أود الابتعاد عن الجانب الإنساني الموضوعي له. كيف تخدم هذه المصالح؟ هل تحقق ذلك من خلال تعريض آفاق السلام لشعوب بأكملها للخطر؟ هل هذا سيخدم مصالحنا؟ حسنا، ليس الأمر كذلك، ولهذا السبب رأيت التصريحات التي ألقاها الرئيس ووزير الخارجية على وجه التحديد. ولم نتوقف عند ذلك الأمر. ويبقى هذا موقفنا من حيث دبلوماسيتنا تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط.
لا جهود أمريكية اليوم في تفعيل عملية السلام كيف ترى ذلك؟
هذا ليس صحيحا. للأسف، الدبلوماسية تلعب دورا ضئيلا هنا. غالبا ما ننسب الأشياء التي لا نراها لأنشطة الاستخبارات. هذا عادل كفاية. لكنه يشتمل أيضا على قدر من الدبلوماسية. وقد كان هذا صحيحا على مرِ العصور. ليس كل ما تشاهدونه بالضرورة يحظى بدعاية على التلفزيون أو في عناوين الصحف.
لذلك لا تزال الدبلوماسية الهادئة تحظى بمكانة في الدبلوماسية الأمريكية، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أود أن أنوه لأمر. أنا مدرك للمنصب الذي أتحدث منه والأشخاص الذين أتحدث معهم. ولا أقصد وجودك معي اليوم. ولكن أيضا الشعب الأردني الذي تربطه صلة مباشرة وشخصية بهذا الوضع، والذي يوجد الكثير منهم هنا نتيجة لما حدث قبل سنوات عديدة ماضية. أنا أتفهم هذه الأمور، وهم محقون. وكنت ستكون محقا لو كان السؤال الذي تطرحه أيضا يدور حول أن الأمور لم تكن مثالية كما ينبغي، أليس الأمر يتعلق بالنواحي التي نتمنى أن تكون أفضل مما كانت عليه؟ وأنت محق تماما. بالطبع هو كذلك. الوضع ليس كما كنا نأمل كدبلوماسيين أمريكيين. نحن نود أن نرى أن هناك آفاقا سياسية لم نكن بحاجة للتفاوض بشأنها في عام 2022. ولكن هذا هو عام 2022، وهذا هو الوضع الذي نشهده. نود أن نرى فيه مقاربات مختلفة. ونود أن نرى السلام يرسخ منذ وقت طويل، لكن لم نشهد ذلك.
مرة أخرى، كل ما يمكنني تقديمه لكم اليوم على وجه الخصوص هو أن موقف الولايات المتحدة لا يزال يهدف إلى نتيجة سياسية تفاوضية. وتعني النتيجة السياسية التفاوضية للولايات المتحدة حل الدولتين. ويبقى هذا جوهر سياسة الولايات المتحدة.
أين تقرأ الولايات المتحدة اليوم الوضع في سوريا وإلى أين يتجه هذا الوضع في سوريا؟
بالطبع، أنا مدرك للمكان الذي أجلس فيه، لأن كلانا نجلس ونتحدث ونحن نبعد عدة كيلومترات فقط حتى لو كنا داخل عمان، نحن نجلس على بُعد عدة كيلومترات من الحدود السورية ومن الصراع. وعلى الأخص، آثار هذا الصراع الموجودة هنا. والأمر الأكثر إلحاحا بطبيعة الحال هو التدفق الهائل للاجئين الذي كان الأردن مضيفا استثنائيا له لسنوات عديدة على مدى الصراع السوري.
لذا أود أن أقر بذلك مقدما لأنه أمر استثنائي، وأعني ما أقول بالفعل. لا أعرف كيف كان سيبدو الوضع في بلدي إذا تم إرسال نفس النسبة من اللاجئين إلى الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى على هذه الأرض. لذا أتقدم مجددا بالشكر الجزيل للأردن على العمل الرائع الذي قمتم به كشعب وحكومة.
فيما يتعلق بمسألة الصراع وإلى أين يتجه. على غرار ما تحدثنا عنه قبل قليل بخصوص الوضع الفلسطيني الإسرائيلي. وبالمثل هنا، ما هي النتيجة التي نبحث عنها بخصوص ما يدور في سوريا؟ إن النتيجة الوحيدة والمعقولة والممكنة للنزاع السوري هي نتيجة سياسية تفاوضية. لا يمكن حلها بالقنابل ولا يمكن حلها بالبنادق، يمكنك الفوز بمعركة بهذه الأدوات، لكن لا يمكنك تأمين السلام بهذه الطريقة، إذ يجب تحقيقه من خلال مصادر أخرى.
في غضون ذلك، وأنا بحاجة إلى أن أكون واضحا جدا بشأن هذا الأمر. نحن لم نغير موقفنا فيما يتعلق بالتطبيع مع الأسد. لا يوجد تطبيع للولايات المتحدة ولسياسة الولايات المتحدة مع الأسد. تلك اللحظة يمكن أن تتحقق بمجرد وجود حل سياسي تفاوضي. ولكن حتى ذلك الوقت، لا.
نحن لا نزال أكبر مساهم إنساني في سوريا، نظرا إلى الدمار الذي خلفه الصراع وآثاره على سوريا وعلى الشعب السوري وعلى تدفق اللاجئين إلى بلدان مثل إلى الأردن وتركيا وغيرها من الدول ولن ننسى لبنان أيضا.
العقوبات هل ستبقى قائمة على سوريا؟
نعم، لا تزال العقوبات قائمة، لم يكن هناك تخفيف للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الأسد.
وجهة نظركم لما يحدث في لبنان.. وإلى أين تسير الأمور أيضا في لبنان؟
لقد راقبنا الوضع ببالغ بقلق، لكن أود أن أنوه طبعا بأنني لست السفير إلى لبنان، لذا فأنا بحاجة إلى توضيح أين تندرج ولايتي تحديدا. لكن فيما يتعلق بإبداء الملاحظات بصفتي دبلوماسيا أمريكيا في الأردن. عند النظر إلى الأمر، فإننا نشارك الأردن مخاوفه بشأن العواقب التي تزعزع الاستقرار، وبالطبع المعاناة الإنسانية أيضا.
أتقدم بالشكر الجزيل للأردن على العمل الهائل الذي قمتم به من أجل توفير إمدادات الطاقة للبنان، والعمل على تزويدهم بالطاقة بهم بحيث يكون لديهم الكهرباء التي تمكن بدورها المستشفيات من العمل، وفتح المتاجر، وما إلى ذلك. ما كان ذلك ليتحقق إلا من خلال الأردن.
وبالطبع، تدرك حكومة الولايات المتحدة أن خطوط الكهرباء هذه تتحرك عبر سوريا، ولكن لأن هدفنا الرئيسي هنا هو ضمان ألا يعاني الشعب اللبناني دون داع، وأيضا، هذا أمر جيد للاقتصاد الأردني، أن ينتقل هذا الخط عبر سوريا ويذهب إلى لبنان.
ومع ذلك، أود أن أوضح أنه حتى في هذه الظروف، لم يتم تغيير أي عقوبات لتحقيق ذلك. لم يتم رفع أي عقوبات، ولم يتم تغيير أي عقوبات. كانت هناك طرق أخرى لتحقيق هذا الأمر، ولكن لم يتم إسقاط أي عقوبات من قبل الولايات المتحدة.
في الملف الإقليمي، هناك قضية الحرب على اليمن وما يحدث في اليمن اليوم.. هل تقرأون نهاية قريبة لما يحدث هناك؟
ملاحظتي الأولى التي أود أن أبديها هي عند تولي إدارة بايدن السلطة وفي يومها الأول كإدارة جديدة على وجه التحديد، من أول الإجراءات التي قاموا بها كانت تعيين مبعوث خاص لليمن، وهو أمر رائع.
لقد جعلوا ذلك أولوية وقاموا بالإعلان عنه في الأيام القليلة الأولى، لذلك لدينا مبعوث خاص لليمن، يأتي إلى عمان بشكل دوري، ونقوم بإجراء مشاورات مع الحكومة الأردنية حول هذا الموضوع.
وبالطبع يقوم بالأمر ذاته في اليمن ومع الدول المحيطة بها أيضا، إنها أزمة إنسانية مروعة، وهذا واضح جدا، والشعب الأردني يعرفون ذلك بالتأكيد، وأعتقد أن الكثير من الناس حول العالم يرون ذلك أيضا.
في الواقع، كان المبعوث الخاص سيكون موجودا اليوم لكن لسوء الحظ، أصيب بوعكة صحية واضطر إلى تأخير سفره، لكن هذا ما يدور في ذهننا إلى حد كبير فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط، ونحن مدركون بالطبع للآثار التي أحدثها عدم الاستقرار هناك والتي تتعدى الأزمة الإنسانية والحاجة الإنسانية، والتي أثرت على دول الخليج.
ما رأيكم بما يحدث في أوكرانيا.. بين روسيا وأوكرانيا؟
من المهم أن نضع بعض المبادئ الأساسية هنا، ومن ثم يمكننا التحدث عن العواقب أو الآثار المترتبة على ذلك.
هذه حرب اختارها الرئيس بوتين، لقد اختار شن الحرب. إنها حرب عدوانية.
لكن البعض يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية شجعت أوكرانيا على دخول هذه الحرب؟
أقول إن هذه المقارنة خاطئة. وأنها نوع من التلاعب. دعونا نفكر في هذا الأمر لبرهة، أود أن أطلب من الجميع التفكير في الأمر أيضا، لذلك نحن جميعا نرى نفس الشيء. لذلك لدينا وصول إلى نفس المعلومات، على الرغم من وجود عنصر الدعاية، لكن سنتطرق إلى هذه المسألة بعد قليل.
لم تهاجم أوكرانيا روسيا، ولم تكن تشكل تهديدا وشيكا أو مباشرا لروسيا. وإذا تمعنا بالأمر أكثر، سنرى آلة الدعاية الروسية تُستخدم من قبل الأشخاص المشابهين لها.
وبالنسبة للفكرة التي ألمحت إليها هنا إن فكرة توسيع الناتو كانت تهديدا، لقد خدمتُ عدة مرات في روسيا، لدي احترام غير عادي للشعب الروسي، ولثقافة وتاريخ رائعين، وموسيقى مدهشة، وأدب رائع، وإسهامات غير عادية في عالم الثقافة. بالإضافة إلى ذلك، لقد استمتعت بمعظم الأوقات التي قضيتها هناك والتجارب التي خضتها أيضا عندما كنت طالبا في روسيا واللغة الروسية.
لذا، من المهم أن نفهم أنني لا أرى هذا على أنه موقف نأخذ فيه الرئيس بوتين وأولئك الذين انضموا إليه، ثم نقوم بتشويه سمعة الاتحاد الروسي بأكمله وجميع المناطق التابعة له، هذا ليس مناسبا وغير مهني من حيث الملاحظة الدبلوماسية.
ولكن اتخذ الرئيس بوتين هذا الخيار، وهو على علم تام بأن أوكرانيا لم تستخدم أراضيها كمساحة لشن هجمات أو للسماح للآخرين بشن هجمات أو إجراء عمليات ضد الدولة الروسية، ولا لمهاجمة أمن أو سيادة الدولة الروسية أو شعبها أو مواردها.
لكن بدلا من ذلك، اختار القيام بهذا الأمر، وكما قلت منذ البداية، من المهم أن نضع بعض المبادئ الأساسية وأن نرتكز عليها لأنك إذا أخطأت في المبدأ الأول، فسيكون الأمر بمثابة معادلة حسابية. إذا أخطأت في العوامل الأولى، فإن المجموع سيكون غير صحيح بالطبع.
في هذه الحالة، نحن نشهد وضعا مروعا يزداد تعقيدا. إنه عمل عدواني مروع وانتهاك للمعايير الدولية. إنه انتهاك للمبادئ التي وضعها العالم المتحضر بعد الحرب العالمية الثانية، ولقد قاتلنا وخسرنا الدماء عبر الأجيال، بما في ذلك الشعب الروسي بشكل غير عادي من أجل هذه المبادئ على وجه التحديد، والتي تتعرض للاعتداء في المقابل.
لذلك بالنسبة لي، بصفتي طالب تاريخ درس اللغة الروسية، أجد ذلك الأمر مثيرا للدهشة وأمرا مأساويا. وبالطبع هناك العواقب الإنسانية للمعاناة، مهاجمة المدنيين بشكل مقصود واستهداف البنية التحتية المدنية عمدا. أدرك أن هناك أضرارا جانبية في كل حرب. ومع ذلك، نشهد هنا سجلا يوضح تماما أنه على الرغم من المصطلح الذي سماه الخبير العسكري “كلاوزفيتز” بالاحتكاك في الحرب، وبغض النظر عن الثغرات والأخطاء البشرية، نحن نشهد استهدافا ممنهجا ومتعمدا للبنية التحتية الحيوية. وغالبا ما تشمل البنية التحتية الحيوية الأشخاص والجسور والمنازل والمستشفيات، وهذه الأشياء ليست أهدافا. ولم تكن أبدا أهدافا كما هو معهود بقوانين الحرب الدولية، وربما للمشاهدين الذين قد لا يدركون أن هناك مثل هذه الاتفاقيات وأشياء من هذا القبيل. ولهذا السبب يوجد جرائم حرب ولدينا محاكم جرائم حرب ونظام المساءلة، لأن مثل هذه الأمور موجودة في الحقيقة.
ما الفرق بين ما تقوم به روسيا تجاه أوكرانيا اليوم وما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية تجاه أفغانستان والعراق؟
الجميع يفهم سبب وجود الجيش الأمريكي في أماكن مثل أفغانستان، وهو لأن أفغانستان سمحت للآخرين، وتحديدا للعديد من الجماعات الإرهابية باستخدام أرضها.
يحصلون فيها على ملاذ لهم، ومكان يقومون فيه بالتدريبات ومن ثم شن هجماتهم. هذا الظرف مختلف تماما، أي أنه مختلف تماما عما رأته روسيا في أوكرانيا، إذ لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق. وهذه مقارنة خاطئة.
هل برأيك ستؤثر العقوبات على روسيا؟
أنا واثق من ذلك. تشكل العقوبات أداة فعالة لسياسة ودبلوماسية الدولة. ويتم تطبيق هذه العقوبات مباشرة. وآثارها مؤلمة أيضا وخاصة للأشخاص الذين لا تستهدفهم، نحن لا نوجه العقوبات ضد الشعب الروسي. والأمر كذلك في سوريا، نحن لا نُوجه عقوباتنا إلى الشعب السوري.
بالانتقال والتحدث عن روسيا الآن، إن العقوبات موجهة لصانعي القرار وذوي النفوذ وأولئك الذين كانوا وراء الهجوم الذي نراه الآن في أوكرانيا، هؤلاء هم الأشخاص الذين تستهدفهم العقوبات، ولنكن صريحين بهذا الخصوص سيكون لها آثار أخرى، بحيث ستصبح الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمواطنين الروسيين العاديين.
ستجعل المعاملات المصرفية أكثر صعوبة بالنسبة لهم. وسيواجهون صعوبة في الوصول إلى السوق. وسيواجهون صعوبة في إرسال أبنائهم للدراسة في الخارج، سيواجهون صعوبة في القيام بالعديد من الأمور الأخرى، ولكن مرة أخرى، من المهم أن نفهم أن الولايات المتحدة لا تُوجه عقوباتها ضد الشعب الروسي. هم لا يشكلون هدفا بالنسبة لنا، ولا نية لنا باستهدافهم، ولكن يمكننا أن نلاحظ بأنهم تأثروا بالأمر، لكن مجددا، هل سيكون ذلك كافيا لتحقيق التأثير المنشود؟ نحن نود أن نرى وقفا للحرب في أوكرانيا. وعلى الأرجح لن يحدث ذلك بالنحو الذي نريده.
البعض تحدث أن حجم العقوبات كبير جدا، أكبر من تلك على كوريا الشمالية، وأكبر من تلك على إيران
نعم، بالنسبة للعقوبات المفروضة الآن على روسيا، ما زال من المهم أن نتذكر أننا ما زلنا في الأيام الأولى من هذا الصراع. ليس بإمكان أي أحد منا أن يعرف إلى متى سيستمر هذا الصراع أو إلى أي مدى يمكن أن يزداد نطاقه.
لا يوجد لدينا معلومات عن هذه الأمور اليوم، هذه طبيعة النزاعات، ولكن فيما يتعلق بنطاق ومدى العقوبات، لقد كان الرد مذهلا، وأنا على يقين بأنه ليس الرد الذي كان يبحث عنه الرئيس بوتين، لقد كان هناك تضامن ملحوظ في معظم أنحاء العالم من حيث استجابتهم للأمر، سواء كان ذلك على مستوى المجتمع المدني واستجابتهم لهذا العدوان أو الاستجابة على مستوى الحكومات.
دعونا ننظر إلى أوروبا. لنأخذ ألمانيا على سبيل المثال لا الحصر، حققت ألمانيا زيادة هائلة في إنفاقها الدفاعي بشكل فوري ومباشر نتيجة لما حدث في أوكرانيا، ولم يقتصر الأمر على ذلك، وعلى نحو مماثل، بخصوص استثماراتها في خط الغاز (نورد ستريم). وهو يشكل استثمارا ضخما لألمانيا ومشروع مهم وضروري للطاقة في أوروبا. لكن مرة أخرى، لقد اتخذوا قرارا بإيقافه وتعليق العمل به.
لقد رأيتم هذا يحدث أيضا في القطاع التجاري، إذ قامت العديد من الشركات المعروفة بوقف تعاملاتها على نحو متزايد. وما يزال هذا يحدث حتى اليوم، وأتوقع أن أرى المزيد من هذا الأمر.
تقف الشعوب في الجانب الصحيح من التاريخ، وقد كان موقفها ثابتا من حيث اتباعها للقواعد المعيارية للسلوك بين الدول، والموقف الذي يجب أن نتخذه كمجتمع من الدول، وكشعوب ومجموعة من الدول تعيش في القرن الحادي والعشرين الآن وتؤمن بالحق الشرعي للكيان ذو السيادة، وقد ذكرنا ذلك من قبل، من حيث بعض الادعاءات التي ذكرتها حول التدخل في شؤونكم.
وقد ذكرت بأن الأردن كيان ذو سيادة والكيانات ذات السيادة تتخذ قراراتها وخياراتها الخاصة بها، وهي تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي تطرأ، لكن هذا هو المعنى الجوهري لأن تكون ذو سيادة، وهو أن تتخذ الخيارات والقرارات الخاصة بك بنفسك.
وما ترونه الآن في أوروبا هو ترسيخ لهذا المفهوم، واستجابة لحقيقة أن أوكرانيا كانت تتخذ خيارات سيادية حول انتماءاتها والجهات التي تتشارك معها وما هي المثل التي ستتبعها، وأين ترى مستقبلها، وأن الدولة المجاورة لها لم تسمح لها باتخاذ تلك الخيارات.
هل أمريكا مستعدة لتحمل نتائج كل هذه العقوبات على روسيا؟
سأكون مضللا إذا قلت إن لدينا خطة لحل جميع المشاكل الموجودة في جميع أنحاء العالم، أعتقد أن هذا سيكون فيه نوع من المبالغة، ولكن الحقيقة هي أننا نريد العمل مع الجميع بالطبع، وعلى الأخص شركائنا وحلفائنا لضمان أن نتعاون معا ونبقى متحدين.
هذه أزمة وربما تكون أكبر أزمة نشهدها في حياتنا ويشهدها الجميع، لا سيما إذا اتسع نطاق هذا الصراع. وسيكون مفهوم الحرب البرية التي تجتاح القارة الأوروبية مرة أخرى أمرا لا يمكن تصوره، لكن للأسف، قد لا يكون مستحيلا وفقا لما نراه الآن.
هل ستقومون بالضغط على منظمة أوبك لزيادة إنتاجها من النفط كون النفط ارتفع إلى أرقام قياسية؟
لقد رأيت الإجراءات التي اتخذتها واشنطن في الساعات الأخيرة أو في اليوم الماضي من حيث القرار الذي اتخذناه. ورأيت أيضا أننا انتظرنا حتى قررنا أنه يتوجب علينا اتخاذه، وهو قطع وارداتنا من النفط الروسي أيضا. لذا في الولايات المتحدة الآن وفي كل مكان تقريبا، سترتفع أسعار الوقود وكذلك أسعار وقود التدفئة. وكما تعلمون، نحن في فصل الشتاء، ويكون الجو شديد البرودة في بعض الولايات، تلك الأسعار آخذة بالارتفاع، وهذا يعني أنه على الرغم من التضامن أو حالة الإعجاب التي يشعر بها أي شخص في العالم تجاه الرئيس الأوكراني زيلينكسي والشعب الأوكراني وذلك لدفاعهم عن أراضيهم وسيادتهم والدفاع عن أراضيهم ومنازلهم. وبغض النظر عن هذا، سيكون هناك ثمن لذلك.
وسنشعر جميعا بأننا ندفع الثمن للدفاع عن هذه المبادئ ودعمها، وهذا يقودنا إلى السؤال التالي، وهو الثمن الذي نتحمله نحن كدول متحضرة ونؤمن بأن الدول الأخرى يجب أن تتصرف ضمن مجموعة متحضرة من الأعراف والقواعد، ما هو الثمن؟ هل نحن على استعداد لدفع هذا الثمن؟ كم نحن على استعداد للدفع؟ لأنه سيكون مؤلما.
بعض الدول ستشعر بالضيق أكثر والبعض الآخر قد لا يشعر بها كثيرا، ولكن الجميع سيشعر بها، وبالتالي هذا سوف يولد بالطبع ، وخاصة إذا طال أمد هذا الصراع نقاشا وتفكيرا جادا في كل تلك القضايا، ما هي الدرجة التي تستطيع الولايات المتحدة تقليل حدة هذه الضيقات حول العالم؟ سنرى والوقت سيخبرنا. وسنركز بالطبع، كما ذكرت قبل قليل، على شركائنا وحلفائنا لضمان أن نقف معا.
وبالمناسبة، كانت كلمات الرئيس بايدن الأولى لجلالة الملك عبد الله الثاني عندما زار البيت الأبيض في الصيف الماضي، “وقفت بجانبنا دائما، وسنقف دائما بجانب الأردن”، وهذا يقول الكثير.
المقارنة الشعبية، الأردنيون يرون أنه تم اتخاذ قرارا واضحا بعقوبات شديدة على سوريا، وفي ذات الوقت دول أخرى لم يتم فرض عقوبات عليها بذات القدر خاصة الكيان الاسرائيلي، الذي ينظر إليه الشعب الأردني أنه ارتكب ذات المجازر.
لا أعرف ما إذا كنت على معرفة بمصطلح الهندسة المتغيرة . لكن الهندسة المتغيرة تعني أن ما أقوم به لتحقيق هدفي مع هذا المتغير قد لا يكون نفس الشيء الذي أقوم به لتحقيق نفس الهدف مع متغير آخر.
وهذه هي الإجابة الصادقة عن ذلك. أنا أعلم أنه بالنظر إلى الساحة أمامنا، تقول انتظر دقيقة، فنحن نفعل هذا لماذا لا يفعل الشخص بجواري أو الدولة المجاورة لي نفس الشيء بالضبط؟ لا أستطيع أن أطلب ذلك، وسيكون من السذاجة أن أقول، ولكن صدقني وأؤكد لك كدبلوماسي متمرس أن هناك طرقا مختلفة لتحقيق نفس النتائج. لا أحد يخرج من هذا من دون مساءلة.
الموضوع الإيراني هل هناك مباحثات تجري الآن؟
عملت على الملف الإيراني في المهام السابقة، ولكن محيت من ذاكرتي بعض الشيء، والذي فهمته من الزملاء الذين شاركوا في هذه المفاوضات، وأعني هنا محادثات فيينا تحديدا، بأنهم متفائلون وليس فقط بالمعنى التي يحتاجها الدبلوماسيون للقيام بوظائفهم، ولكن قد تم إحراز تقدما أكثر مما كنا نعتبره ممكنا ربما قبل بضعة أسابيع.
ولكن لم يتم حلها بعد، ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الوضوح من الإيرانيين بشأن عدة قضايا.
الإيرانيون يعرفون بالضبط ما هي تلك القضايا لأن كلانا تحدث عن ما هي بالضبط، لذا ليس هناك أي لغز هنا، لكن ليس لدي الآن إجابات على تلك الأسئلة.
واختتم السفير الأمريكي حديثه بالقول: “سيكون للأردن مكانة خاصة ورائعة لدي ما حييت، لأنني قضيت سنوات حياتي الخاصة الدبلوماسية في الأردن أكثر مما قضيت في أي مكان آخر، بما في ذلك خلال مهام عدة في روسيا. وإنه لشرف حقيقي لي أن أخدم هنا مع الشعب الأردني، ومع الحكومة الأردنية، ونتشارك في وجهات النظر في العديد من القضايا، وهناك بعض الأشياء التي لا نراها دائما من نفس الزاوية، وهذا طبيعي جدا في الحياة الدبلوماسية، ولكنني لم أر شراكة كهذه في أي مكان، و إذا كنت على معرفة بخلفيتي، لقد خدمت في مجموعة متنوعة من الأماكن، لذلك أرفع القبعة لكم، أنا سعيد لرؤية الصحافة تسير قدما في الطريقة التي تقوم بها أنت.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/12 الساعة 21:42