مدار الساعة - حذرت باكستان، الجمعة 11 مارس/آذار 2022، الهند من "عواقب وخيمة" بسبب ما قالت إنه "جسم طائر غامض" أسرع من الصوت تحطم داخل أراضيها بعد أن كان قادماً من جارتها الهند، التي تعيش معها حالة توتر عبر الحدود منذ سنوات، تصاعدت حدته عام 2019 حينما دخلت الدولتان المسلحتان نووياً في مواجهة عسكرية جوية.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إنها استدعت القائم بالأعمال الهندي في إسلام أباد للاحتجاج على ما قالت إنه انتهاك غير مبرر لمجالها الجوي. مطالبة بالتحقيق في الحادث الذي قالت إنه كان من الممكن أن يعرض رحلات الطائرات والمدنيين للخطر.
كما حذرت باكستان جارتها الهند بأنه يتعين على الأخيرة "أن تدرك العواقب الوخيمة الناجمة عن مثل هذا الإهمال، وأن تتخذ إجراءات فعالة لتجنب تكرار هذه الانتهاكات مستقبلاً".
"جسم طائر غريب"
المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال بابار افتخار، كان قد صرح في مؤتمر عُقد على عجل مساء الخميس 10 مارس/آذار 2022، بأن "مركز عمليات الدفاع الجوي التابع للقوات الجوية الباكستانية رصد في 9 مارس/آذار جسماً يطير بسرعة كبيرة داخل الأراضي الهندية".
المسؤول الباكستاني "افتخار" أوضح أنه "ليس متأكداً" بعد من طبيعة هذا الجسم، لكنه أكد تحطّمه بالقرب من مدينة ميان تشانو الشرقية بينما كان قادماً من مدينة سيرسا الواقعة في إقليم هاريانا غرب الهند.
وقال افتخار: "تسبب مسار هذا الجسم الطائر في تعريض العديد من الرحلات الجوية المحلية والدولية في كل من المجالين الجويين الهندي والباكستاني للخطر كما هدد حياة البشر وعرّض ممتلكاتهم للخطر".
وطلبت باكستان من الهند أن تزوّدها بنتائج التحقيق حول هذا الحادث الذي وصفته بالغرب، دون أن يصدر في المقابل رد مباشر بعد عن وزارة الخارجية الهندية، حسبما ذكرت "رويترز".
وكان مسؤول من القوات الجوية الباكستانية ذكر في المؤتمر الصحفي أن الجسم يخضع للتحليل الجنائي، وأن النتائج الأولية أشارت إلى أنه "صاروخ أرض-أرض أسرع من الصوت، لكنه لم يكن مزوداً بأسلحة".
وأضاف أن الجسم كان يطير على ارتفاع 40 ألف قدم وقطع مسافة 124 كيلومتراً داخل المجال الجوي الباكستاني قبل أن يتحطم "داخل أراضينا".
علاقات متوترة ومواجهات متقطعة
في المجمل لا تتمتع العلاقات الباكستانية- الهندية بمستوى إيجابي جيد، بسبب خلافات بين البلدين على منطقة "جامو وكشمير" الخاضعة لسيطرة الهند، في ظل وجود جماعات داخل هذه المنطقة تكافح ضد ما تسميه "احتلالاً هندياً" لمناطقها، وتطالب بالانضمام إلى باكستان.
وتشهد هذه المنطقة توتراً يتصاعد بين الفينة والأخرى منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، وتنازعهما على الإقليم ذي الغالبية المسلمة، ومنذ ذلك الحين خاض البلدان ثلاثة حروب، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
أما في إقليم كشمير ذاته فوتيرة اضطهاد الكشميريين من قِبَل القوات الهندية أشد وأقسى، فمنذ 1989، قُتل أكثر من 100 ألف كشميري، وتعرضت أكثر من 10 آلاف امرأة للاغتصاب، في الشطر الخاضع للهند من الإقليم، بحسب تقرير للأناضول عن جهات حقوقية.
وفي أغسطس/آب 2019 أعلنت السلطات الهندية إلغاء الوضع الخاص في منطقة "جامو وكشمير" وتقسيمها إلى إقليمين، بينما فرضت قيوداً على التجوال والاتصالات فيهما وحجبت خدمة الإنترنت.
وفي فبراير/شباط من العام ذاته (2019)، دخلت الهند وباكستان في مواجهة عسكرية مباشرة غير مسبوقة منذ عام 1971، أسقطت خلالها طائرتان للهند وطائرة حربية باكستانية، وأغلقت العديد من المطارات وألغيت مثلها رحلات جوية، بينما هرعت دول لمعالجة الموقف ودعوة البلدين النوويّين إلى ضبط النفس.