مدار الساعة - افتتح سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، مساء اليوم (الخميس)، فعاليات الدورة التاسعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، في منطقة قلب الشارقة، والتي تستمر حتى يوم 28 مارس الجاري، تحت شعار "التراث والمستقبل".
وعند وصوله اُستُقبل سموه بترحيب فن العيالة الذي أدته فرقة الشارقة الوطنية ليشاهد بعدها سباق التجديف للمراكب التقليدية وعروض الفن البحري على سفينة "البغله" التي كانت شاهدة على قوة القواسم البحرية.
وتابع سموه بعدها عروضاً للفنون الشعبية الإماراتية والخليجية، وعروض فلكلورية لجمهورية أرمينيا ضيف شرف النسخة الحالية من أيام الشارقة التراثية بالإضافة إلى عروض الفرق العربية والأجنبية.
وجال سمو نائب حاكم الشارقة في مختلف أنحاء منطقة قلب الشارقة، التي تحتضن فعاليات أيام الشارقة التراثية المقامة في مدينة الشارقة، مستمعاً سموه إلى شرح حول طبيعة الفعاليات ونوعية المشاركات التي تشتمل عليها الأيام التراثية، والتي تحضر فيها بيئات الإمارات الأربعة، وهي البيئة الجبلية والبيئة الزراعية والبيئة الصحراوية والبيئة البدوية، بكل ما فيها من عناصر ومكونات، والتي سيتم تمثيلها وإبرازها من خلال العديد من البرامج والعروض التي تقام على مدى أيام الشارقة التراثية.
وتشارك جمهورية أرمينيا، ضيف شرف الأيام، بجناح مميز تقدم من خلاله العروض الفنية بالإضافة إلى أقسام الجناح التي تعكس ما تمتلكه أرمينيا من مخزون ثقافي وتراثي غنيّ ومتنوّع، يشكّل إضافةً نوعيةً إلى مسيرة الأيام الحافلة بالتميّز.
كما زار سموه جناح رومانيا الضيف المميّز لدورة هذا العام، واستمع من مسؤول الجناح إلى شرح عن المشاركة التي تأتي تعزيزاً وترسيخاً لجسور التواصل الحضاري والثقافي بين رومانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتقدم الأيام خلال هذا العام سوق الكتبيين، وهو أحد الإضافات المميّزة لهذه الدورة، والذي استلهمت فكرته من سوق الأزبكية في مصر، وجادة الكُتبيين في تونس، ومحلات الكتبيين في المغرب، حيث يعرض السوق للبيع مجموعة كبيرة من الكتب القديمة والكتب الحديثة ذات الطبعات القديمة، إضافة إلى خدمة تجليد الكتب وإعادة ترميمها وخياطتها في نفس الموقع، بالإضافة إلى مقهى "الكُتبيين" الذي يجمع محبي القراءة والمهتمين بالكتب.
بعد ذلك، زار سمو نائب حاكم الشارقة مركز الحِرف الإماراتية الذي يضم 14 حِرفة ومهنة تراثية، و15 ورشة حِرفية وورش غرس، حيث قدمت مجموعة من الحرفيات أعمالهن الحرفية التقليدية من مختلف بيئات دولة الإمارات العربية المتحدة، وتابع سموه جانباً من الورش الحرفية التي تسهم في المحافظة على الموروث الشعبي وضمان استمراره للأجيال المقبلة التي باتت تقبل على تعلّم هذه الحِرف وتسويقها بطرق عصرية.
وعرج سموه خلال جولته على عدداً من المعارض المصاحبة للفعاليات والتي تتضمن هذا العام أربعة معارض رئيسية و21 برنامجاً ثقافياً، بدءاً من معرض "خمسون عاماً من حكم سلطان"، ومعرض "الأعمدة الستة"، الذي يكرّم شخصيات أسهمت في مسيرة حفظ التراث بأنواعه، وكذلك معرض "فن صناعة الملابس من ورق الهانجي"، للفنانة الكورية إيمي لي، الذي يضم ستة عشر زيّاً، تم صنعها من ورق الهانجي، بالإضافة إلى معرض "حرف تقليدية من ليتوانيا"، كما اطلع سموه على البرامج الثقافية وبرنامج مركز التراث العربي، والتي تشمل أربع ورش وثلاث فعاليات بمشاركة 17 دولة و26 مشاركاً.
وتشارك في أيام الشارقة التراثية لهذا العام 33 دولة، تشمل كلاً من السعودية، وعُمان، والكويت، وقطر، بالإضافة إلى الصين، وفنلندا، والعراق، والمغرب، والأردن، ومصر، والسودان، وكذلك أرمينيا، وكازاخستان، والبحرين، واليمن، وإسبانيا، بالإضافة إلى لبنان، وسوريا، وتونس، والجزائر، والمملكة المتحدة، وموريتانيا، والهند، وفلسطين، وروسيا، وليتوانيا، وكوسوفو، ولاتفيا، وصربيا، وتركيا، وإيران، واليابان، وإندونيسيا.
وتشكل العروض والمسابقات الفنية جزءاً رئيساً من الدورة التاسعة عشرة من أيام الشارقة التراثية، التي تشهد مشاركة 20 فرقة محلية تتضمن فرق الجاليات المقيمة على أرض الإمارات، و9 فرق دولية من البحرين، وأرمينيا، وليتوانيا، ولاتفيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وكوسوفو وإسبانيا، وصربيا، إلى جانب تنظيم عدة بطولات تشمل مسابقات تحدي التبراه الرياضية المستلهمة من الألعاب الشعبية، بالإضافة إلى بطولة "الدامة" الخليجية الخامسة، التي حققت نجاحاً لافتاً في دوراتها الأربعة السابقة.
كما تخصص أيام الشارقة التراثية جزءاً من فعالياتها للجانب التعليمي والتثقيفي، حيث تتضمن 61 برنامجاً تعليمياً، بما في ذلك ورش المخطوطات وورش مكتبة الموروث، إضافة إلى 18 محاضرة يستضيفها "المقهى الثقافي" وتتضمن مقاربات جديدة، تكشف أهمية التراث الثقافي والتواصل الحضاري بين الأمم والشعوب، بالإضافة إلى برامج أكاديمية، ومحاضرات متنوعة، وبرنامج الحكواتي، وورش متنوعة حول الحِرف الإماراتية، وألعاباً شعبية متنوعة، وأفلاماً سنيمائية، وأهازيج وألعاباً شعبية من دول مختلفة.
وحرص معهد الشارقة للتراث على تقديم أكثر من 20 عنواناً من الإصدارات المميّزة، من الكتب التي تتماشى مع شعار دورة هذا العام، إضافة إلى إصدار نشرة إخبارية يومية، وعدد خاص من مجلة "مراود"، فيما تشارك ثماني دور نشر محلية في سوق ساحة القصبة للكتب القديمة والمستعملة، وهي: منشورات القاسمي، ودور "التراث الشعبي"، و"نبطي"، و"كلمن"، و"المحيط"، بالإضافة إلى دور "جولدن بوك"، و"مرايا للنشر"، و"صديقات للنشر"، والتي ستتيح للزوار اقتناء مجموعة من الكتب باللغات العربية والإنجليزية.
كما أقامت الأيام "قرية الطفل" التي تقدم لزوارها الصغار 9 ورش يومياً، وبرامج ومسابقات منوعة، بالإضافة إلى 10 ورش لبرامج الحكواتي ومسرح الأطفال والألعاب الشعبية المخصصة لهم، هذا إلى جانب الألغاز التراثية على منصة التواصل الاجتماعي، المخصصة للمشاركين من الأعمار كافة، وركن الطبخ الشعبي الذي يستضيف عدداً من المشاركين من داخل الدولة وخارجها لإعداد أشهى الأطباق والحلويات الشعبية.
وتشهد الفعاليات حضوراً فاعلاً لعدد من المنظمات الدولية والجامعات المحلية والعربية والعالمية، تتمثل في منظمة اليونسكو، والمنظمة الدولية للفنون الشعبية، والمجلس الدولي لمنظمات المهرجانات والفنون الشعبية، بالإضافة إلى 12 منظمة وجامعة ومركزاً ثقافياً من عدة دول، أبرزها: مصر، وإسبانيا، والصين، والمغرب، وألمانيا، وإيطاليا، وتونس، والتي ستقدم جميعها مشاركات وعروض تثري الأيام. بالإضافة إلى 28 جهة حكومية اتحادية ومحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وإلى جانب الفعاليات الرئيسية التي تقام في منطقة قلب الشارقة، تستضيف مدن المنطقتين الوسطى والشرقية لإمارة الشارقة، جانباً من الفعاليات، حيث تقام أيام الشارقة التراثية في خورفكان، وتحديداً في حي السدرة التراثية اعتباراً من 16 وحتى 20 مارس، وفي مدينة كلباء ما بين 18 و25 مارس، أما في دبا الحصن، فتنطلق يوم 14 مارس وتستمر حتى 20 مارس، وفي مدينة الذيد من 13 وحتى 19 مارس، أما في الحمرية فتبدأ يوم 24 مارس وتستمر حتى 26 مارس الجاري.
حضر افتتاح أيام الشارقة التراثية إلى جانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر المحلية، وأعضاء السلك الدبلوماسي لعدد من الدول الأجنبية، وممثلي المنظمات والجهات المعنية بالتراث والثقافة.