مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/10 الساعة 15:54
مدار الساعة - أظهرت صور نشرها ناشطون عبر مواقع التواصل، الخميس 10 مارس/آذار 2022، قيام عمال البلدية في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب أوكرانيا، بدفن عشرات المدنيين والجنود الأوكرانيين القتلى في مقبرة جماعية، وذلك بعد أن تعرضت المدينة المُحاصَرة لقصف روسي شديد خلال الأيام الأخيرة.
بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن الدفن السريع وغير الرسمي في مقابر جماعية بالمدينة جاء بعدما فقدت المشارح قدرتها على استيعاب المزيد من الجثث، حيث قرر مسؤولو المدينة أنهم لا يستطيعون الانتظار لدفن الأفراد.
تقول الوكالة إنه تم حفر خندق عميق يبلغ طوله حوالي 25 متراً في مقبرة قديمة في قلب المدينة، وقد امتلأ بالجثث التي جمعها عمال الخدمة الاجتماعية بالبلدية من المشارح والمنازل الخاصة.
بحسب الوكالة فإنه قد تم إحضار بعضها ملفوفة في سجاد أو أكياس بلاستيكية، فيما يقوم عمال آخرون في المدينة بإحضار الجثث؛ لأن الأعداد التي تُدفن تتزايد بسرعة، ولم يتضح حتى الآن العدد الإجمالي في المقبرة الطويلة.
يقوم العمال بسرعة بوضع علامة الصليب بعد دفع الجثث إلى القبر المشترك، بينما لا يوجد أفراد من العائلة أو غيرهم من المعزين حاضرين لتوديعهم.
بحسب الوكالة فإنه يتم تنفيذ العمل بشكل غير رسمي نتيجة لخطر دائم، فيما سقطت قذائف في المقبرة الثلاثاء، ما أدى إلى قطع المدافن وإلحاق أضرار بجدارٍ.
عند بوابات المقبرة سألت امرأة ما إذا كانت والدتها من بين المدفونين في الخندق، حيث قالت إنها تركت جثتها قبل ثلاثة أيام خارج المشرحة، مع ملصق ورقي يوضح اسمها، فيما قالت العاملات للمرأة -التي رفضت الكشف عن اسمها- إن والدتها دُفنت هناك.
رئيس بلدية مدينة ماريوبول، فاديم بويتشينكو، قال في بث مباشر على التلفزيون الأوكراني، الأربعاء 9 مارس/آذار، إن المدينة تعاني خسائرَ فادحة في الأرواح وانقطاع المياه، في الوقت الذي تُدافع فيه عن نفسها من هجوم متواصل من قِبل القوات الروسية.
وأضاف: "قوات الاحتلال المعادية التابعة للاتحاد الروسي تفعل كل ما يمكن لمنع خروج المدنيين من المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة".
كانت روسيا قد أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.
