مدار الساعة - كتبت: دعاء الزيود
طالما كان موقفي من الأيام والأعياد العالمية يشوبه بعض الالتباس والقلق، فلا أجدني كثيرة الحماس لليوم العالمي للمرأة ولا عيد الأم لكن بهذه المناسبة انثر بعض البوح حول حمده الشبيب رحمها الله، الذي توفيت صبيحة يوم 30 أيلول 2021 أرتقت روحها إلى الأعلى وحظي جسدها المنهك بتشييع حزين إلى تحت التراب، ووريت الثرى، تأملت شخص حمده الشبيب كثيراً جلست بيني وبين نفسي أحلل ما حل بها في المصنع ! كل ذلك قبل أن يهيلوا التراب عليها، كنت أدرك أنها النظرة الأخيرة لأطفالها وأمها وزوجها ذات صباح بارد ملوحه لهم بطرف يدها يا يمه أنه الوداع الأخير، أحسست بلحظة انكسار لم أعشها طيلة حياتي، تحجرت الدموع في عيناي عندما أتذكر أطفالها إذ تركت لوعة لا توصف وحرقة تعتصر القلوب ستبقى ترافقهم ما بقوا أحياء ، كانت تُخفي عنهم أوجاعها وتردد أنا "الحمد لله بخير" !!!!!!
وتجاهد في تحريك أطرافها لتبدو بحالة جيدة أمام زوجها، وهي التي كانت تنكسّر وتحنو، إذا تعثّر أحدهم بعتبة البيت تهبّ مسرعة نحوه، ويسمع منها كلمة (يمّه)، فأنت محظوظ كثيراً عندما تتلمس أمك جسدك وتتحسس شعرك، ما أجمل يديك وجبينك يا أمي، وخديك وكفيك كأنما ينام فيهما القمر
حاول طفلها أن يجثو على ركبتيه عند مثواها الأخير إيقاظها وحثها على التمسك بالحياة ولو للحظة، هذه أول مرة ينادي عليها ولا ترد عليّه أمه ولا تكلمه !
#حمده_الخياطه هكذا يصرخ عليها في المصنع اقترب عيد الأم وأطفالك صباحهم يفتقر لك يخلو من إبتسامة الأم العطوف وطقسها اليومي الذي تمطره عليهم بنصائح حتى الضيق عن عُمرٍ يمضي كغمضة عين ! وأطفال من جيلهم حياتهم أفضل بكثير من أحوالهم ..
اختصرت مجاملة الناس لهم عند وفاتك لأنهم يتغامزون وهم يسألونهم عن سبب وفاة أمه المكلومه ، إذ تتلو مزاميرها في آذانه كصهير النار وتغلي في قلوبهم كجمر الغضى،ثم تنتهي اسطوانه الخوف والتحسب بدعوة الهداية والستر .
سرق الموت عامود بيتهم الرصين المتين فرح وأمل هؤلاء الأطفال الثلاثه وكل نفس ذائقه الموت ، والنحيب يعذب الميت توالت جنازة أمهم أمام أعينهم بلا عويل ...غشي ضباب الشك من توالي الأخبار ...أحلامهم حُصرت جلل اليأس مخيما عاش على أملهم كصغار في سن الرشد ....
أنني في هذه اللحظة أتصور ضحكة وجوههم البآئسه من هزء الحياة وقهرها لهم ، يضمهم جناح جدتهم الصباح والمساء تحت سقف غرفه معيشة فاقد لأهم مكنون فيه وهي أم الجميع