مدار الساعة - من الصّعب أن تكتشف أنّ شخصاً تعرفه مُصاب بالسّرطان. وفي حال كان مقرّباً منّا، فقد تكون فترة العلاج مخيفة وضاغطة لنا، أيضاً. ماذا نقول له؟ كيف نفتح حديثاً معه؟ ومع ذلك، هل نبتعد عنه في الفترة الأولى حتى يستوعب ويرتاح؟
في البداية، وفي حال لم تكن مرتاحاً للحديث عن السّرطان، فاعلم أنّك لن تكون الشخص المناسب ليتحدّث معه صديقك أو صديقتك في هذا الوقت. من الضروري أن تبتعد قليلاً؛ حتى يتسنّى لك الوقت للتعامل مع مشاعرك وأفكارك.
ومن الضروري أيضاً أن تخبر صديقك/صديقتك بأنّك تواجه مشكلة في استيعاب الفكرة وتحتاج إلى بعض الوقت، لأنّ الابتعاد من دون تبرير سيشكّل عاملاً ضاغطاً إضافياً على الشخص المُصاب بالسّرطان.
نصائح مهمّة جداً عن المرحلة الأولى
قد تعرف بعض الضياع أحياناً، وهذا طبيعي جداً، خصوصاً في المرحلة الأولى لاكتشافك إصابته بالمرض. لكن، وفي حال أردتَ أن تكون حاضراً وداعماً، ولا تعرف كيف تتواصل، فإنّ موقع Cancer.org قدّم بعض النصائح:
تأكّد من أن تخبره باستمرارٍ أنّه مهمّ بالنسبة إليك، وأنّك تحبّه.
اسأله إن كان مرتاحاً للحديث عن المرحلة التي يعيشها.
في حال كان مرتاحاً، اطرح أسئلة. "كيف حالك" قد يكون مفتاحاً له كي يتحدّث عمّا يشعر به.
أرسل نصوصاً مختصرة أو إجراء مكالماتٍ قصيرة، بشكلٍ منتظم، وفي الوقت الذي يناسبه.
اعرف ماذا يحتاج. وفي حال كان كتوماً، تواصل مع المحيطين به واعرف منهم.
من المحتمل أن يعيش محارب السّرطان لحظات غضبٍ ويأس، قد تجعله يعيش في عزلة أو مكتئباً. وهذا طبيعي، نتيجة الخوف وعدم يقينه بنجاح العلاجات. اتركه يعيش الحزن حتى يتكيّف مع واقعه الجديد، لكن احرص على أن تُشعره بدعمك ووجودك بالقرب منه.
يمكنك أن تساعده على فهم أنّه لن يستطيع تغيير ما يحدث، لكن يمكنه المحاربة، وستكون إلى جانبه في كلّ المراحل. واسأله دوماً إن كان يحتاج إلى مساعدة إضافيّة من أخصّائي/ة صحّة نفسيّة. إذا كان يتحدّث عن الموت، فلستَ مضطرّاً دائماً إلى الردّ، يكفي أن تكون مستمعاً جيّداً للأفكار التي يريد مشاركتها معك.
ما يجب ولا يجب أن تقوله
وبحسب موقع Cancer.net، فمن المهمّ أن تُظهر دعمك لمحارب السّرطان من دون كلام. فتعابير وجهك وحركات جسمك كفيلة بأن تنقل مشاعر الدّعم. وفي حال أردتَ أن تقول شيئاً، اختر كلماتك بعناية، وتأكّد من الاعتراف أمامه بمدى صعوبة التجربة التي يمرّ بها.
إليك بعض العبارات التي تساعدك على إظهار دعمك بشكلٍ مناسب:
"لا أعرف ماذا أقول لك، حزين لما تمرّ به".
"ماذا تفكّر أن تفعل؟ وكيف يمكنني المساعدة"؟
"يمكنني أن أتخيّل كيف تشعر".
"أفكّر بك".
وفي المقابل، إليك لائحة بالعبارات التي يجب ألا تقولها أبداً:
"أعرف شعورك بالضبط".
"أنا متأكّد أنّك ستكون بخير".
"أعرف ما الذي عليك أن تفعله".
"لا تقلق".
"أعرف شخصاً يعيش الأعراض نفسها".
"هل أخبروك كم بقي لديك من الوقت؟".
يُشير موقع Cancer.net إلى أنّه من الضروري أيضاً أن نتحدّث مع المُصاب بالسّرطان بمواضيع أخرى غير المرض والعلاج. فالتحدّث معه عن مواضيع آنيّة، اجتماعيّة وسياسيّة وترفيهيّة، قد يساعده في تأمين التوازن المطلوب. وليس المقصود هنا أن نشتّت انتباهه عن المرض، بل مساعدته في الحفاظ على اهتماماتٍ اعتاد أن يتابعها، والحصول على قسطٍ من الرّاحة من المحادثات الصّعبة.
ما هي الأوقات التي يجب أن تكون حاضراً فيها؟
لمساعدة محارب السّرطان في الخروج من عزلته، خصّص له بعض الوقت. الحضور الجسدي له دورٌ أساسي، لكن اتّصل دائماً قبل الزيارة، فقد يكون في مزاجٍ لا يسمح له برؤيتك. تفهّمه. وأحياناً، قد يرغب صديقك في أن تكون حاضراً إلى جانبه، لكنّه في الوقت نفسه لا يرغب في الكلام. تفهّمه أيضاً.
من الضّروري في هذه المرحلة، حين يكون كلاكما قد اعتاد وتأقلم على الواقع الجديد، أن تحاول إقناعه بالخروج وممارسة نشاطات يحبّها أو اعتدتما أن تمارساها معاً، من دون الضغط عليه. وحاول أيضاً أن تتصرّف معه كما اعتدتَ أن تفعل قبل اكتشافه للمرض. فالمُصاب بالسّرطان لا يحبّ الشفقة.
كذلك، من المهمّ ألا تنحصر زياراتك له في عطلة نهاية الأسبوع، إذ يمكن أن يكون الوقتَ المناسب للآخرين لزيارته وتقديم "واجب" الدعم. أنت صديقه، أعرض إحضار وجبة خفيفة معك في وقت الغداء، أو يمكن أن تحضر في صباح يومٍ آخر؛ لإيقاظه من النّوم وشرب القهوة أو الشاي، أو لتساعده في شراء حاجيات المنزل.
حين يتوقّف المُصاب بالسّرطان عن الاستجابة للعلاج..
مهما كانت المشاعر التي تعيشها صعبة ومخيفة، فتذكّر أنّ صديقك هو المهمّ في هذه المرحلة، ولا يزال مهمّاً أن توجد بالقرب منه لتقديم الدّعم بغضّ النظر عن مدى صعوبة ذلك. وتذكّر أنّك لستَ وحدك من يواجه صعوبة في التأقلم مع الواقع الجديد، وأنّ ما يعيشه صديقك من الصّعب تخيّله ويحتّم عليك أن تكون حاضراً وقويّاً.
في حال توقّف صديقك عن الاستجابة للعلاج، لا يزال من المهمّ محاولة الوجود لتقديم الدّعم. لن يكون الأمر سهلاً ولا الوقت خفيفاً، ستعيش فترة ضاغطة ومخيفة. قد لا تعرف كيف تتصرّف أو ماذا تقول، لا تقلق. عندما يتحدّث صديقك عن الموت، ليس من الضروري أن تجيب.
لا توجد كلمات سحريّة يمكن أن تقولها لشخصٍ يُحتضر، وهو يدرك ذلك. فلا تشغل بالك بالتخفيف عنه، فقط استمع إليه، ولا تحاول الإجابة عن الأسئلة التي لا تعرف إجابتها. كنْ صادقاً.