مدار الساعة - كشفت صحيفة "Telegraph" البريطانية أن برلين تراجعت عن إرسال 700 صاروخ من أصل 2700 كانت في طريقها لأوكرانيا، وذلك لعدم صلاحيتها، كما أن بعضاً من هذه الصواريخ يُعد استخدامه "غير آمن"، إذ يعود تاريخ إنتاجها إلى العهد السوفييتي، وقد أصبحت "قديمة جداً".
وتراجعت ألمانيا عن الحظر الذي فرضته منذ فترة طويلة على تسليم الأسلحة إلى مناطق الصراع بشكل عام، وتعهدت الأسبوع الماضي بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
بحسب الصحيفة، فقد تم تسليم شحنة من ألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ "ستينغر" مضاد للطائرات أمريكي الصنع.
كما أعلنت برلين أنها تخطط لتسليم 2700 من صواريخ "ستريلا"، لكن تبين أن 700 من الأسلحة قد تضررت بشدة ولم تعد تعمل.
تعد صواريخ ستريلا سوفييتية الصنع، وهي جزء من مخزون ألمانيا الشرقية في العهد السوفييتي، وكانت مخزنة منذ فترة طويلة.
بحسب الصحيفة، فإن وزارة الدفاع الألمانية تفاجأت بإعلان الحكومة لأن صواريخ ستريلا تم وضعها فى التخزين عام 2014 ويبلغ عمرها 35 عاماً على الأقل، وتم الإعلان عن أنها لم تعد آمنة.
تقول الصحيفة إن تلك الصواريخ قد تأثرت بصدوع صغيرة أدت إلى تآكل، ما يعني أنه لا يمكن استخدامها.
ومن المتوقع أن تقوم ألمانيا بتسليم الألفي صاروخ برغم حقيقة أنها لم تعد تعتبر آمنة في التعامل معها.
إذ ذكرت مجلة دير شبيجيل الألمانية أن وثيقة عسكرية سرية حصلت عليها، جاء فيها أنه نظراً لتقادم محرك الصاروخ، لم يعد صاروخ ستريلا آمناً في التعامل معه، لذا لم يعد بالإمكان إطلاقه.
يعد هذا تحولاً في السياسة الألمانية، بعد أن تعرضت برلين لانتقادات بسبب رفضها إرسال أسلحة إلى كييف، خلافاً لما فعلته الدول الغربية الأخرى.
منذ وقت طويل تعمل ألمانيا بسياسة عدم تصدير الأسلحة إلى المناطق التي تشهد حروباً، ويرجع ذلك جزئياً إلى تاريخها الدامي خلال القرن العشرين وما نتج عنه من انتهاج السلمية وعدم الانخراط في الحروب.
14 طائرة شحن
وقالت صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة، إن نحو 14 طائرة نقلت مجموعة كبيرة من صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات وقاذفات الصواريخ والمدافع والذخيرة، إلى مطار بالقرب من الحدود الأوكرانية، مع تكثيف الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهودهم لمنح الجيش الأوكراني دفعة لمواجهة الجيش الروسي الذي يتفوق بالعدة والعتاد.
الصحيفة قالت إن كبير المستشارين العسكريين الأمريكيين للرئيس جو بايدن، تفقّد عملية نقل الأسلحة في رحلة غير مُعلَنة، التقى خلالها بقوات وأفراد من 22 دولة، كانوا يعملون على مدار الساعة لتفريغ الأسلحة ونقلها براً إلى القوات في أوكرانيا.
أحد المسؤولين الذين نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية -ولم تذكر اسمه- قال إنَّ الأسلحة الأمريكية التي تضمنت صواريخ "جافلين"، وكذلك أسلحة صغيرة وذخائر، هي جزءٌ من حزمة بقيمة 350 مليون دولار وافق عليها بايدن يوم السبت، 26 فبراير/شباط 2022.
أضاف المسؤول أنَّ الشحنات ستهبط في غضون يومين في مطار بالقرب من الحدود، يمكنه التعامل مع 17 طائرة في اليوم الواحد، وأوضح أنَّ "ما بدأ كقطرة -مع وصول طائرتين أو ثلاث فقط في اليوم- أصبح الآن تدفقاً ثابتاً، مع ورود 14 حمولة من مطار واحد فقط".
بدوره، قال مسؤول كبير في البنتاغون، الجمعة، إنَّ الولايات المتحدة سلّمت ما يقرب من 70% من حزمة بقيمة 350 مليون دولار للجيش في أوكرانيا، ومن المتوقع انتهاء تسليم الشحنة بالكامل في الأسبوع المقبل أو نحو ذلك.
بحسب المسؤول نفسه، فإن شحنة الأسلحة التي تشمل أيضاً صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات من المخزونات العسكرية الأمريكية، ومعظمها في ألمانيا، تمثل أكبر عملية نقل مُصرّح بها للأسلحة من مستودعات عسكرية أمريكية إلى دولة أخرى.
وشنَّت روسيا ما تصفه الدول الغربية بالغزو براً وجواً وبحراً الخميس، بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، وفرَّ ما يُقدَّر بنحو 100 ألف شخص، بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية، ووردت أنباء عن مقتل العشرات.
وأوكرانيا دولة ديمقراطية يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، وهي أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا، وصوَّتت لصالح الاستقلال عند سقوط الاتحاد السوفييتي، وكثفت في الآونة الأخيرة جهودها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وهي تطلعات تثير حنق موسكو.