أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم
مدار الساعة ـ
كيف ستعيد الحرب الروسية على أوكرانيا

مدار الساعة - بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا وعمليات حظر الطيران في تشكيل مناطق محظورة ضخمة في السماء، مع تداعيات كبرى على شركات النقل الجوي للمسافات الطويلة، والتي عادةً ما تجتاز المجال الجوي لعدة دول في أوروبا الشرقية على طريقها إلى آسيا.

وستكون لهذه الأمور تداعياتها على الركاب، وخطوط الطيران، وتكلفة السفر الجوي في حال قررت أوروبا مع روسيا إعادة إحياء عصر الحرب الباردة، حين كانت مسارات الطيران تُحوّل لتدور حول ستارٍ حديدي يمتد إلى السماء، بحسب تقرير لشبكة CNN الأمريكية.
وقد حظرت كلٌّ من المملكة المتحدة وروسيا على الطائرات الأخرى التحليق فوق أراضيها أو الهبوط عليها، وتبعتها عمليات حظر أخرى، حيث قيّدت بولندا وجمهورية التشيك وصول الطائرات الروسية في يوم الجمعة 25 فبراير/شباط.
طلب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الدعم من الدولة الأوروبية من أجل مواجهة التدخل العسكري الروسي ضد بلاده. جاء ذلك في كلمة عبر الفيديو خلال جلسة طارئة للبرلمان الأوروبية مخصصة لتقديم الدعم لأوكرانيا ضد التدخل العسكري الروسي. ( Dursun Aydemir – وكالة الأناضول )
ومع ذلك يمكن القول إن تعطيل حركة المرور للرحلات الطويلة لا يزال محدوداً حتى الآن، بعيداً عن الفجوة الكبيرة في خارطة حركة المرور الجوي بأوروبا الشرقية، حيث لم تتأثر حتى الطائرات الروسية التي تستخدم المجال الجوي الدولي فوق المحيط الأطلسي، رغم إدارة المنطقة بواسطة خدمات المرور الجوي القائمة في المملكة المتحدة.
وستكون التأثيرات على شركات الطيران التجاري وركابها، المتأثرين بكوفيد فعلياً، محدودةً نسبياً في الوقت الحالي، إذا ظلت حالات الحظر كما هي، لكننا قد نشهد تصعيداً جديداً للموقف بسهولةٍ أيضاً.
تحويل المسارات شمالاً وجنوباً
من المرجح أن تنبع المشكلات الأساسية من حقوق التحليق.
إذ تُحلّق غالبية رحلات الركاب بين أوروبا وبين شرق أو جنوب شرق آسيا فوق روسيا، بسبب الجغرافية بكل بساطة.
حيث تستغرق الرحلة من لندن إلى طوكيو مثلاً ما يتراوح بين 11 و12 ساعة من التحليق، وتمر عادةً فوق روسيا ودول الشمال.
والخيار الأول أمام شركات الطيران لتجنب التحليق فوق روسيا هو الطيران جنوباً، ثم المرور بأطراف البحر الأسود والقوقاز، قبل التحليق فوق آسيا الوسطى.
ويُضيف هذا الخيار نحو ساعتين أو ثلاث ساعات إلى وقت الرحلة بين لندن وطوكيو بدون توقف، وذلك حسب المسافة التي سيتعين على الطائرة قطعها جنوباً، لكن هذا الخيار يظل أسرع بنحو ساعة من الخيار الثاني الذي يمر فوق ألاسكا.
إذ يعتمد الخيار الثاني على التحليق شمالاً فوق غرينلاند، ثم الطيران فوق شمالي أستراليا باتجاه ألاسكا، ثم إلى مضيق بيرنغ لتجنب شرقي روسيا.
المسافة مقابل الوقت
سيُضيف مسار ألاسكا في عصرنا الحديث ما يتراوح بين 1500 و2000 ميل بحري إلى أقصر مسارات الدائرة العظمى بين لندن وطوكيو، أو ما يتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات تقريباً.
في حين يتراوح طول المسار الأطول نسبياً من لندن إلى طوكيو عبر شمالي ألاسكا، وجزر ألوتيان، وحول جزر الكوريل بين 6500 و7000 ميل بحري.
وتظل هذه المسافة في متناول الطائرات الحديثة، حيث تقطع نحو 20% من المسارات الجوية مسافات أطول من ذلك قبل وبعد كوفيد-19، وهذا يشمل الرحلات من دبي إلى هيوستن وسان فرانسيسكو وأوكلاند، أو الرحلات من هونغ كونغ إلى بوسطن ونيويورك.
وقد تشمل التصعيدات انضمام دولٍ أخرى إلى المملكة المتحدة في حظر شركات الطيران وتحليق الطائرات الروسية. وفي حال اتخاذ هذه الخطوة على مستوى الناتو فسوف تشمل قائمة الدول النرويج التي ليست عضوةً في الناتو، لكنها لن تشمل السويد وفنلندا. أما إذا كانت الخطوة على مستوى الاتحاد الأوروبي فسيكون العكس هو الصحيح، لأن السويد وفنلندا عضوتان في الاتحاد الأوروبي، لكن النرويج ليست كذلك، رغم انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في توقيع بعض العقوبات المفروضة على روسيا حالياً.
ماذا يمكن أن تفعل روسيا؟
وبحسب الشبكة الأمريكية ستردّ روسيا رداً انتقامياً على الأرجح في حال اتخاذ أي خطوةٍ مماثلة، ما يعني أننا قد نشهد تحويل مسار المزيد من الرحلات شمالاً وجنوباً، كما يمكن لروسيا كذلك أن تحظر تحليق الطائرات المتجهة إلى الدول الخاضعة للعقوبات، لكن هذا السيناريو يظل مستبعداً.
لكن الطرف الذي يمكنه أن يقلب الطاولة على الجميع هو الصين، ومدى اعتراضها على زيادة أسعار وتعقيدات حركة المرور المهمة اقتصادياً بينها وبين أسواقها العالمية الرئيسية، وستظل شركات الطيران الصينية قادرةً على التحليق، إلّا في حال حظرت روسيا التحليق حسب دولة الوصول، فحينها ستصير مسألة الشحن الجوي معقدةً على نحوٍ خاص.
التأثيرات المالية
سيكون للحظر تأثيره المالي على شركات الطيران وعلى روسيا أيضاً، حيث تفرض الأخيرة رسوماً بمئات الملايين من الدولارات على شركات الطيران الدولية سنوياً مقابل حقوق التحليق.
إذ أوضح أديسون شونلاند، الشريك في AirInsight Group للاستشارات: "هناك عشرات الرحلات الجوية بين الاتحاد الأوروبي وآسيا، التي تمر بالمجال الجوي الروسي يومياً. وجميعها من طائرات الركاب ذات الحجم الكبير أو طائرات الشحن الضخمة، ما يعني أنها تُدِرُّ على روسيا عائداً يومياً كبيراً، لأنها مساراتٌ توفر الكفاءة الاقتصادية بين بلد المنشأ والوجهة".
ما هي شركات الطيران التي ستصمد أمام عاصفة كورونا، ومن التي ستنهار؟ وماذا عن شركات الطيران الخليجية؟
وفي حال تحويل المسارات يقول شونلاند إنّ "المشغلين سيتكبدون تكاليف إضافية بسفرهم عبر مساراتٍ أقل كفاءة من الناحية الاقتصادية، وبالتالي سيدفعون رسوم تحليقٍ إضافية. ويجب أن يتوقع الركاب ومستخدمو الشحن الجوي دفع رسومٍ إضافية قريباً، وأتوقع أن تتجه غالبية الرحلات جنوباً لتقطع المسار الطويل، لكنني لن أتفاجأ في حال فكرت الشركات في سلك المسار الآخر فوق ألاسكا، لدينا الآن تقارير أفضل عن حالة الطقس، ولا شك أن التحليق شرقاً سيكون هو الأفضل في حال مصادفة رياحٍ مقابلة جيدة، حيث يمكن أن تسلك الطائرة المسار الجنوبي من الاتحاد الأوروبي إلى آسيا، قبل الاتجاه شرقاً فوق ألاسكا من آسيا إلى الاتحاد الأوروبي".
ومن الجدير بالذكر أن المعاملات المرتبطة بحقوق التحليق تجري من خلال الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وهو كيانٌ يمثل شركات الطيران العالمية، بعيداً عن شبكة مدفوعات السويفت بين البنوك.
ولا نزال في انتظار أن نرى ما إذا كانت أوروبا ستحظر مدفوعات رسوم التحليق تحديداً إلى جوار حظر السويفت أم لا.
وبغض النظر عن التطورات المقبلة وتأثيرات هذه الحرب على الطيران التجاري، فمن المنطقي أن نقول إننا على مشارف المزيد من حالات حظر التحليق على الأقل. ما قد يغير طريقة سفرنا جواً في نهاية المطاف.
مدار الساعة ـ