مدار الساعة - شهد جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأربعاء، انطلاق المرحلة الأولى من مشروع المربع الصحي للمواشي، في منطقة المحمدية بمحافظة معان، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الإقليم.
وتكمن فكرة المربع الصحي بإنشاء سوق إقليمية لاستيراد المواشي، وإعادة تصديرها إلى الأسواق الإقليمية، لتحقيق الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي للمنطقة، كما أنه يرفد السوق المحلية باللحوم المستوردة ما يساهم بخفض أسعارها.
وتقدر قيمة الاستثمار الحالية في المشروع بنحو 12 مليون دينار، وسترتفع إلى حوالي 35.5 مليون دينار في المراحل اللاحقة، كما يوفر حالياً نحو 140 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسترتفع إلى نحو 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة مع مراحله النهائية.
وأكد جلالة الملك، خلال زيارته للمشروع، أهمية أن يكون الأردن مركزاً إقليمياً للأمن الغذائي في مختلف المجالات، مشيراً إلى أهمية استدامة المشروع مالياً وإدارياً.
ولفت جلالته، بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، رئيس مجلس أمناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، إلى ضرورة تعميم مثل هذه المشاريع في مناطق البادية الأردنية لتستفيد منها المجتمعات المحلية، وتكون نموذجا للتنمية المجتمعية، مشيراً إلى أهمية توفير بيئة تنافسية، والتركيز على الإنتاج والجودة والسعر.
واستمع جلالة الملك إلى إيجاز من المدير التنفيذي للمشروع المهندس وليد سعيد، بين فيه أن المشروع سيعزز مكانة الأردن إقليميا في مجال الثروة والصحة الحيوانية، بما يزيد الصادرات الوطنية، ويضع المملكة على الخارطة العالمية بهذا المجال، مشيراً إلى أنه سيتم إنشاء مصنع صوف، ومراكز مباشرة لبيع اللحوم، وخطوط لإنتاج السماد العضوي.
ولفت المدير التنفيذي إلى أن المشروع يعتمد معايير صحية صارمة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للصحة الحيوانية، ويطبق اشتراطات الدول المستوردة، من خلال إجراءات الأمن الحيوي ونظام التتبع وإدارة المخاطر داخل المربع الصحي، وتخزين المواشي في منطقة معزولة وخالية من الأمراض.
وأوضح أن المشروع حصل على موافقة المنظمة العالمية، والتي تمنع الوساطة في عملية تجارة المواشي الحية إلا بانطباق شروط محددة وصارمة خشية انتقال الأمراض، وعليه فقد حصل المشروع على اعتراف كل دول الجوار.
ويقام المشروع على مساحة 1500 دونم ضمن منطقة المحمدية التنموية البالغ مساحتها 50 ألف دونم، وتقع تحت مظلة الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، الذي يعمل على تطويرها وجذب مختلف الاستثمارات لها، للحد من الفقر والبطالة، وتحسين المستوى المعيشي لأهالي المنطقة.
وأشار المهندس سعيد إلى أن هذا المشروع يعد مرفقاً تسويقياً مفتوحاً للجميع، يمنع الاحتكار لفئة من تجار المواشي دون أخرى، إذ يستطيع التجار من جميع الشرائح الاستفادة من الخدمات التي يقدمها، مثلما سيعمل على زيادة الحركة الاقتصادية داخل المملكة واستقطاب رجال الأعمال في هذا القطاع، بالإضافة إلى النفع الذي سيعود على قطاع النقل.
ورافق جلالته، رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ووزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات.