مدار الساعة - إبراهيم السواعير - برعاية كريمة من صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق في العاشر من الشهر الجاري بالمركز الثقافي الملكي بعمَّان الدورة الثامنة من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الهادف إلى تكريم المبدعين في الوطن العربيّ الذي أسهموا في إثراء المشهد الثقافي في مجالات فكرية وأدبية وثقافية.
ويلاقي التكريم السنوي تقديراً واحتراماً لمشروع الشارقة الثقافي واحتراماً لدورها في تشجيع المبدعين، حيث حظيت الدورات السابقة للملتقى بحضور ثقافي وإعلامي وأكاديمي، ومباركة من وزارة الثقافة لما يكرّسه ذلك من حفز للرواد وكذلك المبدعين الشباب في مواصلة مشروعهم الإبداعي والثقافي.
وقال سعادة عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، "إنّ ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي رؤية ثقافية عربية أسس لها صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله، وعرفت التنقل بين عددٍ من الدول؛ لتعزّز مكانة المثقف العربي الأدبية، وبخاصةً أنَ الملتقى يعدُّ من مكوّنات مشروع الشارقة الثقافي الذي يسعى إلى الاهتمام بالمبدعين العرب".
وأضاف العويس، قائلاً: "يحلّ الملتقى في دورته الثامنة في العاصمة عمان؛ لتكريم مجموعة من الأدباء الأردنيين، الذين نسعد بتكريمهم لما قدّموه من نتاج إبداعي كبير في الساحة الثقافية العربية، حيث أن هذا التكريم يمثل حالة من التشجيع للأدباء من أجل أن يواصلوا كتابتهم الإبداعية في شتى المجالات الأدبية".
ويكرّم الملتقى في هذه الدورة كلاً من: الدكتور صبحي العمد، ومحمود فضيل التل، وهاشم غرايبة، ونوال عباسي.
الأستاذ الدكتور هاني صبحي العمد، أكاديمي، وخبير مكتبي، وباحث في التراث الشعبي. يحمل درجة الدكتوراة في الأدب العربي/ الأدب الشعبي، جامعة القاهرة عام 1973م. أسس وزملاؤه مكتبة الجامعة الأردنية، وكان رئيساً لها. تولى أمين عام وزارة الثقافة، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام مئوية الدولة كأحد أعلام الثقافة والفكر في الأردن. ترأس لجنة (المكنز) التراثي في وزارة الثقافة، وهو من مؤسسي رابطة الكتاب واتحاد الكتاب الذي كان رئيساً له لثلاث دورات.
له العديد من الدراسات والأبحاث المهمة في كتب التراجم والسير والأدب الشعبي في الأردن، ومن أهمها سلسلة "السلط: ملامح من الحياة اليومية للمدينة من خلال سجل البلدية" في العشرينات وما تلاها من القرن الماضي.
محمود فضيل التل شاعرٌ نشأ على القصيدة الأصيلة التي قرأ فيها الذات والأوطان وآلام الإنسان والذات، وعتاب الزمن والأحلام والخسارات ووحدة الإنسان. من مواليد إربد عام 1940م، حاصل على ليسانس علم الاجتماع من الجامعة الأردنية في ستينيات القرن الماضي.
عمل في الإذاعة الأردنية مذيعاً ومنتجاً ورئيساً للقسم الثقافي، وفي وزارة العمل، وضريبة الدخل، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين والمنتدى الثقافي بإربد. عمل مستشاراً في السفارة الأردنية بالكويت، وشغل منصب الأمين العام لوزارة الثقافة.
من دواوينه الشعرية: "أغنيات الصمت والاغتراب"، "نداء للغد الآتي"، "شراع الليل والطوفان"، "جدار الانتظار"، "هامش الطريق"، "للحب سماء عالية".
هاشم غرايبة من مواليد حوّارة بإربد عام 1953م، روائي وقاص وكاتب في المسرح وأدب الطفل. حاصل على البكالوريوس في المختبرات الطبية من العراق أواسط السبعينيات، والبكالوريوس في الاقتصاد من جامعة اليرموك عام 1990م.
حاز جائزة الدولة التقديرية في حقل الآداب، وجائزة محمود سيف الدين الإيراني للقصة القصيرة من رابطة الكتاب الأردنيين أواخر الثمانينيات عن مجموعته "هموم صغيرة"، كما فاز بجائزة التفرغ الإبداعي الثقافي من وزارة الثقافة عام ألفين وسبعة.
كتب السيناريوهات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، وصدر له نحو عشرين عملاً، منها في القصة: "قلب المدينة"، "عدوى الكلام"، وفي الرواية "بيت الأسرار"، "الشهبندر"، "القط الذي علمني الطيران"، وله دراسةٌ في أدب الطفل عن أثر الخيال العلمي في ثقافة الطفل العربي/ دراسة ميدانية.
نوال عباسي من مواليد عام 1939م في الحصن بإربد، حاصلة على دبلوم اللغة الإنجليزية من معهد اللغات الحديث في عمان نهاية السبعينيات. كتبتْ في الصحافة الثقافية نصوصاً شعريةً وقصصاً وخواطر، وصدر لها في القصّة: "صدى المحطات"، "ليلة الحِنّاء"، "لحظات العمر"، "امرأة الليلك"، وفي الشعر: "خواطر مُرسَلة"، "شاطئ الفيروز"، "عبق المدن"، "ثوب بغداد"، "امرأة من زمنٍ آخر"، كما صدر حولها مُجلّدان بعنوان"ما كتبتْه نوال عباسي في الصّحافة".
تنظر عباسي إلى الأدب على أنَّه حاملٌ للفكرة الإنسانيّة والسياسيّة أيضاً، انطلاقاً من اهتماماتها الذاتية والقومية، ولذلك جاءت نصوصها مُعبّرةً عن واقعٍ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ ووجداني. نَوَّعَتْ في قصصِها ومشهديَّاتها وتوقُّعاتها، وفق تقنياتها الأدبية وتساؤلاتها ورمزيّتها وإسقاطاتها المصاحبة.