أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

«النازيون الجُدد» في أُوكرانيا.. فِرّية أم حقيقة؟


محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo

«النازيون الجُدد» في أُوكرانيا.. فِرّية أم حقيقة؟

محمد خروب
محمد خروب
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ

ثمة مَن ساوَرتّه الشكوك إزاء أحد الشروط التي طرحها الرئيس الروسي/بوتين في معرض إعلانه بدء عملية عسكرية خاصة تقوم بها القوات الروسية في أوكرانيا، وهو «إزالة الطابع النازِيّ» عن أوكرانيا، إضافة بالطبع إلى نزع سلاح أوكرانيا، ناهيك الشرح المُستفيض في كلمته المتلفزة للشعب الروسي, واتّهامه دول حلف الأطلسي بدعم «القوميين المتطرفين والنازِيّين الجُدد» في ذلك البلد.

وإذ واصل المعسكر الغربي وبخاصة الولايات المتّحدة وعديد الدول الأطلسية، ليس فقط نفي تهمة كهذه بل خصوصاً الزعم بعدم وجود جماعات كهذه, في بلد ديمقراطي وصل رئيسه إلى السلطة عبر صندوق الاقتراع، مُتكِئين -في نفي التهمة- على أنّ الرئيس زيلينسكي «يهودي» ومن أحفاد ضحايا الهولوكوست... كيف يمكن؟ -تساءلوا- لمَن يحمل تلك الصفات أن يكون نازياً؟.
من السذاجة تصديق تبريرات متهافتة كهذه, تبرَع وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة الغرف السوداء في وكالات الاستخبارات الغربية/تحديداً الأميركية في فبّركتها والترويج لها، عبر ضخّ لا ينتهي من الأكاذيب, التي يعتقدون أنّها ستجد مَن يُصدّقها.. كلّها أو بعضها، ما يُضعِف الرواية الحقيقية. إذ يقول السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا/مايكل ماكفول في تصريحات لشبكة الأميركية (MSNBC)، أنّ «زعيم أوكرانيا ليس نازياً.. إنّه زعيم مُنتخَب، إنّه يهودي... إنّه ليس نازياً».
هكذا في استطراد مُنافق يضفي القداسة على «يهودية"زيلينسكي, دون أن يبدّد الشكوك أو يجيب عن السؤال (بوجود جماعات من النازيين الجدد في أوكرانيا/إضافة إلى تيارات القوميين المتطرف)..مع أنّ أحداً لم يتّهم زيلينسكي بأنّه «نازِي». لكن الممثل الكوميدي/السابق الذي هزم تاجر الشوكولاته والمتّهم بالفساد بورشينكو, تعهد للأوكرانيين بأنّه سيسعى إلى تحسين العلاقات مع موسكو ويُنهي الحرب في إقليم دونباس، لكنّه لم يفِ بوعوده، بل الأكثر خطورة خضوعه لسطوة النازيين الجدد وقادة اليمين المتطرف وذهابه بعيداً في دعم القوانين العنصرية?ضدّ كلّ مواطنيه/من أصل روسي, وتشجيعه سنّ قانون يحظر النطق أو التعليم أو الطباعة باللغة الروسية,ورفعه منسوب الحرب في الدونباس.
وإذ «لا» يُنكر المدافعون عن خطاب التيارات القومية المتطرفة, سعى هؤلاء للتحالف مع أتباع ستيفن بانديرا/حليف النازيّين في حربهم على أبناء شعبه والشعوب السوفياتية, فإنّهم يبررون تحالفه المُشين هذا في الزعم بأنّه إنما أراد بذلك «انتزاع استقلال بلاده».
ما علينا..
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر/الجمعة 25/2 تقريراً أصدرته مجموعة «سايت إنتِلجنس» (منظمة أميركية خاصة.. متخصصة في تعقّب الجماعات المتطرفة), نقتطف منه بعض ما ترجمه عنها إلى العربية موقع/عربي بوست الإلكتروني, جاء فيه:أنّ «الهجوم الروسي على أوكرانيا استنفرَ قادة ميليشيات أوروبية من اليمين المتطرف، حيث شهد الإنترنت في اليومين الأخيرين, موجة كبيرة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين العازمين على السفر إلى جبهات القتال وذلك لمواجهة «غزو الروس». كذلك ذكرتْ المنظمة أنّ «بعض دعوات الحشد اليمينية تُركّز?نشاطها على دعم (كتيبة آزوف)، وهي مجموعة تابعة للحرس الوطني الأوكراني، اجتذبت مُقاتلين من اليمين المتطرف من جميع أنحاء العالم، وقد تأسست هذه المجموعة في أعقاب الغزو الروسي/الأول لأوكرانيا في عام 2014 (أي يوم الانقلاب الفاشي على الرئيس المُنتخَب يانوكوفتش/21 شباط 2014, وشاركتْ في عمليات عسكرية ضدّ الميليشيات الموالية لروسيا.
من جانبها، قالت ريتا كاتز، مديرة مجموعة سايت: إن جماعات عديدة من القوميين و«النازيين الجُدد», المؤمنين بتفوّق العِرق الأبيض وغيرها من مجموعات اليمين المتطرف أعلنت تضامنها مع أوكرانيا، وسارعت إلى حشد الدعم لها، وتضمن ذلك الدعوة لـ«الانضمام إلى مجموعات شِبه عسكرية تعتزم المشاركة في قتال روسيا».
المعلومات أعلاه نشرتها نيويورك تايمز/الصحيفة الأميركية الأشهر في العالم، بعد يوم واحد فقط من بدء العملية الروسية في أوكرانيا، ما يُعيد إلى الذاكرة الأساليب التي اتّبعتها الاستخبارات الأميركية في تجنيد وتسليح وتمويل «المجاهدين» في أفغانستان، وفِرَقْ الموت في أميركا اللاتينية، كما أحدث نسخة من الإرهابيين, الذين تمّ تجنيدهم للقتال في سوريا، وتدفق الآلاف منهم من أوروبا «الديمقراطية»، ومسارعة «دولة أطلسية» لفتح حدودها مع سوريا لعبور هؤلاء بِحُرِية, قيل في حينه أنّ أوروبا أرادت التخلّص منهم ومن تطرّفهم «الإسلامي?، ناهيك عن الاستثمار الأميركي الغربي المتواصل في داعش حتّى الآن, وعودته المُتجّددة للقتال في العراق/وسوريا، بعد أن زعمت واشنطن أنها.. «هَزمَّت داعش».
فلماذا ينكرون في أميركا وأوروبا «النازيّين الجُدُد» في أوكرانيا... خصوصاً على حدود روسيا؟.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
مدار الساعة ـ