مدار الساعة - كتب: سامي الخوالدة
قمت بزياره لمقام نبي الله هود عليه السلام في منطقه تسمى ايضاً باسمه "النبي هود" وهي اعلى القمم من جبال جرش.
سبب زيارتي للمقام بالاضافه لكونه مقام نبيّ وجود قبر جد والدي بنفس المقبرة القديمة التي يتجاوز عمرها مئات السنين وقليل منا من يعلم عنها وفيها كهف تخرج منه رائحة المسك التي لا يوجد لها تفسير وفيها استوقفني شاهد احد القبور الذي يحمل اسم المرحوم "خليل الساري الحسبان" رحمه الله تعالى وبجانبه قبر طفل صغير علمت انه لأحد احفاده الذي توفي بعد وفاته بوقت قليل.
دعاني الفضول لسؤال أحد احفاده عن سبب دفنه بهذه المقبرة فأبلغني حسب علمه بأنها وصيته مع العلم بأنه كان يسكن منطقه العالوك آنذاك ويملك فيها آلاف الدونمات فلمَ الحرص على ان يدفن بتلك المقبره.
جد والدي ايضاً كان يسكن منطقه مرصع والرمان والمناطق المحيطة بها وهي مناطق قبيله بني حسن في ذلك الوقت فقد حرصوا على ان يدفنوا في مثل تلك المقابر التي تعدّ منطقه مباركه وتقرباً من اولياء الله الصالحين في الارض.
وهنا لي تفسير أعتقد أنه قريب من ثوابتهم الدينية بتلك الفترة وكما نعلم بأن الفتره التي عاشوها كانت امتدادا للحكم العثماني في منطقه بلاد الشام التي كان يغلب علي ناسها الطابع الصوفي الروحاني.
واقتداء بأصحاب رسول الله عليه افضل الصلاه واتم التسليم فأبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب كانا حريصين أن يدفنا بجانب رسولنا الكريم، وأجدادنا كانوا من أهل الإيمان والتقوى، يراقبون الله تعالى في جميع شؤونهم، وهم الذين صدقوا في محبتهم لله عز وجل، حتى تغلب حب الله في قلوبهم على كل متعلقات الدنيا وزينتها، وانعكس ذلك على سلوكهم وأخلاقياتهم في حياتهم وحتى مماتهم وهنيئاً لهم بتلك القلوب الصافيه.
نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة وأن يجمعنا بهم في جنان النعيم
