مدار الساعة - افتتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي وزير التربية والتعليم، الدكتور وجيه عويس اليوم الخميس، فعاليات ورشة "مستقبل التعليم الطبي في الأردن"، والتي نظمتها كلية الطب في جامعة اليرموك، بحضور وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري.
وقال عويس، إن التعليم العالي في الأردن يمر حاليا بتحديات عديدة، أبرزها ضرورة التركيز على المخرجات التعليمية وتهيئتها لمتطلبات السوق وإيجاد مصادر تمويلية للقطاع، إضافة إلى التنافس على التعليم الأكاديمي والبعد عن التعليم التقني الفني، الأمر الذي يعد مشكلة كبيرة في ظل ازدياد أعداد طلبة الثانوية العامة.
وأضاف، إنه كان لارتفاع المعدلات في السنوات الأخيرة، أثر واضح في زيادة أعداد المقبولين في مختلف المسارات خاصة في التخصصات الطبية، موضحا أن زيادة هذه الأعداد ترتبط ارتباطا مباشرا بالأداء الاكاديمي وضبط مخرجاته.
وأكد عويس أهمية تشكيل حلقات ولجان لغايات التشاور مع الشركاء في المؤسسات الوطنية الجامعية كافة، لغايات وضع الأطر العامة والأسس، وتثبيت القناعات بالحاجة إلى التغيير والتطوير في المجالات كافة، للوصول إلى إصلاح متوازن في قطاع التعليم العالي ضمن إطار من العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص.
وأشار إلى أن التعليم الطبي في الأردن كان وما يزال متميزا بمخرجاته، إلا أنه يعاني وبوضوح من ظاهرة تكاد تميزه عن غيره، وهي ما يسمى بالتهافت الطلابي والمجتمعي على دراسة هذا التخصص، لافتا إلى أن الخطر يتمثل في الحفاظ على المخرجات المتعلقة بمهنة تعتبر من أسمى المهن وتتعلق بحياة الإنسان.
ولفت إلى أن عدد الطلبة في كليات الطب داخل الأردن يبلغ حوالي 19 ألف طالب، ويماثلهم نفس العدد في كليات الطب الخارجية، ومن هنا نقرع جرس الانذار بخصوص كيفية العمل على تنظيم سياسات القبول في المستقبل القريب، والحفاظ على مستوى الخريجين من خلال تعليم مبني على رغبة الطالب وقدرته الأكاديمية.
وقال عويس، إن الاجتماع اليوم، يشكل تطبيقاً فعليا لآليات العمل الحقيقية الذي تتبناه مختلف المؤسسات كجامعة اليرموك، والذي يمثل تشاركية حقيقية مع القطاعات كافة، مثمنا جهود القائمين على هذه الورشة في قراءة واقع الحال للتعليم الطبي واستشراف المستقبل في هذا المجال، داعيا إلى الخروج بتوصيات تؤدي الى خطوات وعمل واقعي في السير قدماً في اصلاح احد الافرع المهمة في التعليم العالي ألا وهو التعليم الطبي.
من جهته، قال رئيس الجامعة، الدكتور اسلام مساد إن هذه الورشة تجمع اصحاب القرار من السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة، والسلطة التشريعية ممثلة باللجان الصحية والتربية والتعليم في مجلس النواب والأعيان، والجهات الرقابية كهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، فضلا عن رؤساء الجامعات الأردنية التي تضم كليات للطب.
وأضاف، إن الورشة فرصة لنمضي سويا نحو أهدافنا من أجل قضايا مؤسساتنا الوطنية، ليبقى الأردن عزيزا ونموذجا نفاخر به كما أراده جلالة الملك عبدالله الثاني على الدوام، سيما وهو يدخل مئويته الثانية بعزيمة واقتدار.
وأشار مسّاد إلى ضرورة الوصول إلى توصيات تقود الى قرارات ونتاجات مؤثرة لإزالة التحديات وتصويب العثرات واستدامة العطاء ورفع الأداء، في مجال التعليم الطبي. وقال، إن من أهم تحدياتنا، وجود كليات طب دون مستشفيات، أو مستشفيات دون كليات طبية صحية تمثل مرجعيات في التعليم الطبي المستمر، مشيرا إلى أن سياسات القبول وأعداد المقبولين في كليات الطب تمثل تحديا بارزا في هذا الصدد، كما أن التعليم الطبي لا يزال يقدم بطرق تقليدية لا تواكب العالمية بالإضافة إلى موضوع أخلاقيات الممارسة الطبية في التعليم الطبي وتحدياتها ومفاهيم الجودة.
ودعا الى مزيد من التنسيق بين كليات الطب في الجامعات الأردنية والمنظومة الصحية، والالتفات إلى مستوى كفاية المرضى لتدريب الطلبة في المستشفيات، مطالبا بوجوب المحافظة على التواصل مع مراكز الأبحاث الطبية في الدول المتقدمة.
من جانبه، أكد عميد كلية الطب، الدكتور خلدون البشايرة أنه وخلال العقود القليلة الماضية أدت التغيرات السريعة في توجهات التعليم الطبي إلى تغيير كبير في مناهج كليات الطب في العالم، حيث تغير التعليم الطبي تغيرا كبيرا وأصبحت المنافسة على أوجها، إذ إن التعليم الطبي الكلاسيكي لم يعد جزءا من المستقبل وسط التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، كما لم يعد ممكنا إبقاء بعض المواضيع الطبية على الهامش، كعلم الأخلاقيات ونظام المساءلة الطبية وأساسيات البحث العلمي مع الحفاظ على استمرارية التعليم الطبي.
وأضاف، وبالنظر خصوصا إلى ما مر به العالم خلال فترة جائحة كورونا نرى أن القطاع الطبي قد تأثر بشكل فريد بالوباء، فلم نشهد فقط أهمية وجود نظام رعاية صحية قوي، ولكن الوباء أوجد حاجة ماسة لتحويل جوانب مختلفة من التعليم الطبي لتعكس المشهد الطبي المتغير.
واشار الى الحاجة الدائمة للمراجعة الدورية التشاركية بين كليات الطب والجامعات الأردنية والمؤسسات الوطنية الأخرى، والمتابعة المستمرة لواقع وتطور التعليم الطبي في الأردن بهدف التحسين والنهوض بالمستقبل الطبي وخدمات الرعاية الصحية.
وعقد على هامش الافتتاح محاضرة بعنوان "واقع وتحديات التعليم الطبي في الأردن" قدمها الدكتور نضال يونس، عرض خلالها تاريخ التعليم الطبي، ونشأته في الأردن، وواقعه في كليات الطب في الجامعات الأردنية، والتحديات التي تواجهه، وكيفية مواجهتها وتخطيها في حين تناول الدكتور اسماعيل المطالقة "مستقبل التعليم الطبي" من خلال المستجدات والتحولات والاتجاهات المعاصرة في مجال التعليم الطبي، وكيفية المحافظة على تنافسيتنا في تخريج طلاب الطب وضرورة اللحاق بالركب ومواكبة المستجدات في مجال الاستراتيجيات والممارسات المثلى في التعليم الطبي.
وحضر الافتتاح رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري ورئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية الدكتور ياسين الحسبان، ورئيس مجلس أمناء جامعة مؤتة الدكتور يوسف القسوس، ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور خالد السالم، ورئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز عبدالحق، ورئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها الدكتور ظافر الصرايرة.