مدار الساعة - لقمان إسكندر - الازمة الاوكرانية ستترك اثارا حادة وعميقة على وجه العلاقات الدولية برمتها.
مزيد من الفوضى في هذه العلاقات، اما الغرب فقد استدار ونام على بطنه الان.
بحنكة الطامح يصر الرئيس الروسي فلاديميير بوتين على عدم السماح للغرب بالاحتفاظ بماء وجوههم.
حتى لو لم يقع أي عمل عسكري بين الناتو وروسيا، فقد رسمت الاهانة الروسية للغرب لونها الاحمر الفاقع على الخدود الامريكية والبريطانية والفرنسية والالمانية.
منذ بداية الازمة استطاع بوتين تحويل الرئيس الامريكي وحلفه زعماء اوروبا الى مراسلين عسكريين يشرحون ما يجري على الجبهة. هذا كل شيء.
تدرك موسكو ان الغرب متعب، وأن كل ما يقدر عليه يفعله الان. لكن هذا ليس كل شيء. السؤال أين سيرد الغرب المتعب الاهانة الروسية، بما يضمن له عدم التورط في حرب شاملة؟
موسكو تتعامل مع الرجل الغربي بصفته مدمن سيطرة، وتدرك ان عملية الانسحاب عن إدمانه تحتاج الى تدرج وصبر. وهذا ما قامت به منذ 2011م.
المسألة بالنسبة الى الاوروبي الجريح والامريكي الملدوغ بحروب انهكته، ليست روسيا وحسب؛ ففي العقود الماضية نجحت موسكو في ترتيب أحجار شطرنج جيدة، بالتموضع كما تريد، بينما كان الغربي مشغولا بحروبه الوهمية ضد (الارهاب الاسلامي).
النتيجة: كل من حاربهم الغربي من الاسلاميين صاروا اقوى. من تركيا الجديدة الى مقاومة غزة، الى التنظيمات الاسلامية المسلحة في سوريا، اضف الى ذلك مليشيات ايران في المنطقة.
اما تنظيم داعش فهو صنيعة دولية كان يراد منها بناء الفزاعة، فبنوها ولكن واشنطن وحلفاءها غفلوا ان ما كانوا يفعلونه انما هي مناورات بالرصاص الحي لتديب المنظمات والجماعات والدول التي يعادونها. فكان.
وأما اوكرانيا، فستكتشف سريعا أنها عريانة، بعد ان تغطّت بالأمريكان..الامريكان لا يسترون الا الاعمى. يظن نفسه مستور، بينما الجميع، إلا هو، يشاهد عورته.
