مدار الساعة - فتحت صحيفة إسرائيلية تعنى بالشأن الاقتصادي باب التساؤل واسعا حول حقيقة ما قالت إنه "عمليات بيع ضخمة لأراضي "وقفية" في الشطر الشرقي لمدينة القدس المحتلة، قامت به الكنيسة الأرثوذكسية".
وفي حال ثبوت صحة المعلومات التي تحدثت عن عمليات البيع، فإن ذلك سيعد فضيحة كبرى وتواطؤا من طرف الكنيسة في تثبيت وتسريع وتيرة تهويد ما تبقى من المدينة القدسة.
وقالت صحيفة "كالكلسيت" العبرية إن هناك "صفقة تم بموجبها بيع أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية (اليونانية) في مدينة القدس، تبلغ مساحتها نحو 500 دونم، وهي أراض وقفية تابعة للكنيسة"، موضحة أنه "تم نقل ملكية هذا الأرض إلى بلدية القدس (التابعة للاحتلال الإسرائيلي)"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن "بلدية القدس ستخصص هذه الأرض لمستثمرين ورجال أعمال يهود، وهو ما يعتبر تكرارا لصفقة مماثلة جرت قبل نحو عامين حين باعت كنيسة كاثوليكية، نحو ألف دونم لشركة إسرائيلية"، وفق ما أوردت الصحيفة على موقعها الإلكترونية صباح اليوم.
وجاء في التقرير أيضا، أنه "تم الكشف عن خفايا الصفقة بفضل دعوى قضائية تقدمت بها الكنيسة إلى المحكمة المركزية في القدس، وتطالب فيها البلدية (الإسرائيلية) بالالتزام بإصدار مستندات تؤكد أنه لا يوجد للبلدية أي حق بمطالبة الكنيسة بضرائب الأملاك (الأرنونا) الإسرائيلية عن 500 دونم".
وقبل نحو عام، "وقعت الكنيسة نفسها على صفقة لبيع 200 قطعة أرض في حي الطالبية وحي المصلبة لمجموعة مستثمرين لم تكشف هويتهم، علما بأنه يسكن في هذه الأراضي عشرات العائلات الفلسطينية التي تخشى أنه بعد انتهاء عقود الاستئجار (بعد 30 عاما) سيجبرون على إخلاء بيوتهم".
وأوضحت البطريركية، في حديث لصحيفة "كالكليست"، أنها "تتكتم على سرية الصفقة وتفاصيلها؛ لمصلحة سكان القدس وإسرائيل"، وفق زعمها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحديث يدور حول صفقة على أراضي الطالبية المحاذية لأرض حديقة الجرس التي كانت سابقا ملك البطريركية، وعلى هذه الأرض مقام 1500 عقار، إضافة إلى قطع أراض كثيرة، يجري استئجارها بموجب عقود تنتهي عام 2052.
ووفق موقع "كالكليست"، فقد قدمت الكنيسة الأرثوذكسية الدعوى في أعقاب مماطلة بلدية القدس في إصدار المستندات للتعجيل بالصفقة والانتهاء من إجراءات البيع ونقل الملكية إلى المستثمرين، وبهذا تكون الكنيسة تجري لأول مرة صفقة بيع أراض تابعة لها في القدس علنا.
وتشير التقديرات إلى أن ملكية الكنيسة بيعت مقابل 38 مليون شيكل (1 دولار أميركي= 3.65 شيكل)، أي أكثر من 10 ملايين دولار، ويضاف إليها مبلغ 76 مليون شيكل دفعته عام 2011 شركة أخرى يشرف عليها محام إسرائيلي.
ونقلت الصحيفة نفسها عن الكنيسة أنها عرضت على "صندوق أراضي إسرائيل" وعلى طاقم المحامين عددا من العروض لتجديد عقود إيجار الأراضي، لكن من دون أن تحصل على أي رد، ولهذا رفعت الدعوى في سبيل البيع.
وقبل عامين، باع دير رهبنة الفرنسيسكان، في منطقة بيت جمال داخل الخط الأخضر، نحو ألف دونم لشركة إسرائيلية، وقيل وقتها إن سبب البيع يعود إلى أن "رهبنة الفرنسيسكان بحاجة إلى سيولة مالية.. وباتت مقتنعة بعدم التمسك بالأرض لأنها محاذية لأحياء المتدينين اليهود في مدينة بيت شيمش ولا مجال حقيقة لأن يسكنها عرب".
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فقد "حاولت جهات عربية شراء الأرض من الكنيسة، لكنها عرضت نصف المبلغ المقترح عليها من الشركة الإسرائيلية". عربي