مدار الساعة - تعلُّم كيف تُصبِح مستقلاً وتستطيع الاعتماد على نفسك في أمور حياتك يُمكن أن يساعدك على اكتشاف قدر هائل من القدرات الذاتية والثقة بشكل قد يغير مسار حياتك بالكامل.
ما هي الاتكالية وما أهمية الاعتماد على نفسك؟
يمكن تعريف فكرة الاعتماد على الآخرين على أنه أي اعتماد غير صحي على شخص آخر في قضاء متطلبات حياتك، ويبدأ هذا النمط السلوكي عادةً خلال مرحلة الطفولة ويستمر حتى بعد النُّضج.
لذلك إذا كنت تعتقد أنك تعاني من علامات الاعتمادية، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لتطوير علاقة صحية مع الآخرين ومع ذاتك.
وهي حتماً ما ستضفي تحسُّناً ملحوظاً ليس فقط على شخصيتك، ولكن أيضاً مع من تحبهم وعلى علاقاتك بكل من حولك.
قد يكون من الصعب التغلب على الاعتماد على الغير بمجرد اتخاذ القرار بالقيام بذلك. لكن الرحلة إلى عيش حياة أكثر استقلالية ستتطلب الصبر والتعلُّم.. مرة أخرى كيف تكتشف ما هو أفضل دعم لك وكيف تساعد نفسك.
في هذا التقرير نستعرض خطوة بخطوة كيف يمكنك البدء في تحديد استقلاليتك وتدريب نفسك شيئاً فشيئاً على الاعتماد على نفسك وعدم استغلال سلوك الاعتماد على الآخرين في مختلف مجالات حياتك.
1- وضع الحدود في علاقاتك بالآخرين
أحد التعريفات الواضحة للاعتمادية هو عدم وجود حدود شخصية واضحة للشخص الاتكالي، وعدم معرفته أيضاً لحدود الآخرين الذين يعتمد عليهم.
وغالباً ما يواجه الأفراد المعتمدين على الآخرين صعوبة في معرفة كيفية التحدث عن أنفسهم وقد يضحون باحتياجاتهم الشخصية من أجل شخص آخر، وكذلك يطالبون الشخص الآخر بفعل الأمر نفسه.
لذلك بحسب موقع Psychcentral لعلم النفس، يسمح لك وضع الحدود بالتعبير عن نفسك وتحمُّل مسؤوليتها، ومع الوقت يمكّنك هذا النمط من الاستماع إلى ذاتك جسدياً وعاطفياً. كما أنه يحدد كيف تتوقع أن يعاملك الآخرون ويحترموك بناءً على قيمك ومعتقداتك الشخصية.
سوف يتطلب الأمر ممارسة متسقة لبناء حدود صحية والحفاظ عليها.
ولكن عندما تحدد الحدود التي ترغب في وضعها مع نفسك والآخرين، فقد تصبح أكثر استقلالية وتشعر بالأمان للتعبير عن احتياجاتك.
2- تعرَّف على نفسك واكتشف ذاتك
لا يمكنك أن تصبح مستقلاً حقاً حتى تعرف بالضبط من أنت.
خذ الوقت الكافي للتعرف على نفسك. يمكنك القيام بذلك بعدة طرق، مثل كتابة اليوميات أو التأمل أو مجرد قضاء بعض الوقت في التفكير في هويتك وقيمك ومبادئك. معرفة عيوبك ونقاط ضعفك، وكذلك تحديد نقاط قوتك ومهاراتك وهواياتك الشخصية.
وبحسب موقع Medium للمنوعات، من الضروري أن تفهم من أنت بالضبط إذا كنت تريد أن تكون مستقلاً حقاً وقادراً على الاعتماد على نفسك في مختلف متطلباتك الحياتية.
3- اكتساب احترام الذات والثقة في النفس
من الصعب أن تكون مستقلاً عندما لا يمكنك أن تحب أو تحترم من أنت فعلاً. فعندما تكون مستقلاً، ستحتاج إلى أن تكون مرتاحاً لمن تكون وما تريد لأنك ستتخذ جميع قراراتك بناءً على ما تحتاجه أنت، لا ما يمليه عليك الآخرين.
إذا لم يكن لديك بالفعل تقدير عالٍ لذاتك ولقدراتك وحتى إخفاقاتك، فقد حان الوقت للعمل على ذلك من أجل تحقيق نقطة الاعتماد على نفسك فعلاً.
إذا لم يكن لديك بالفعل تقدير جيد لذاتك، فقد ترغب في البدء في التفكير في سبب ذلك. هل تعتقد أن هناك خطأ ما فيك؟ هل أنت غاضب من نفسك لشيء ما؟ هل تعاني من الصدمات الكامنة التي تعيق تقدمك؟
قد يكون اكتساب احترام الذات عملية صعبة وغير واضحة بالنسبة لك، ولكنها عملية تستحق الاستثمار فيها بالوقت والطاقة. وتذكر دائماً أن هناك مساعدة يمكنها إرشادك خلال تلك العملية.
لأنه كلما ازداد احترامك لذاتك وتعاطفك معها، كان الاستقلال أسهل بكثير عليك.
4- توقف عن طلب الإذن واستشارة الجميع
في علاقات الصداقة أو الزواج أو حتى مع الآباء، قد تظن أنه من المهم استشارة الجميع قبل الإقدام على أي خطوة. وهذا صحيح، ولكن بحدود معينة.
وبحسب موقع Lifehack المعرفي، اسأل نفسك قبل القيام بتلك الخطوة.. هل "تستشير من حولك لمحاولة الفهم بشكل أفضل؟ أم تستشير الآخرين لأنك لا تدري معظم الوقت ما يجب عليك فعله وتخاف من تحمُّل المسؤولية؟".
كخطوة أولى، توقف عن طلب الإذن قبل فعل كل الأشياء الكبيرة والصغيرة. وقُم تدريجياً باتخاذ قرارات بشكل فردي منفصل.
عندما يعتمد الناس على شخص ما أو على كثير من الناس لتعلم كيف يكونون مستقلين، فإنهم غالباً ما يشعرون بعدم اليقين وعدم الثقة في أنفسهم. وبالتالي سيستمرون في طلب الإذن والمشورة قبل القيام بكل شيء.
لكن عندما تريد حقاً أن تكون مستقلاً وقادراً على الاعتماد على نفسك، فلن تحتاج فقط إلى التوقف عن طلب الإذن، ولكن ستحتاج أيضاً إلى تعلم قبول أي عواقب تسببها أفعالك وقراراتك.
في بعض الأحيان، لن يوافق الأشخاص في حياتك على اختياراتك. هذا لا بأس به وهو أمر طبيعي تماماً. ولكن من المؤكد أنك بحاجة إلى اتخاذ قرارات لنفسك، وليس أي شخص آخر.
علاوة على هذه الخطوة المهمة في التوقف عن طلب الإذن والمشورة من الغير، سيكون عليك التعلُّم أن تكون على ما يرام عندما يكون شخص ما غير سعيد لأنك تتخذ قرارات لنفسك بدونه أو لا يوافقك الرأي فيها.
5- تعلَّم مهارات الاتصال الفعال مع الآخرين
يمكن أن يساعدك تعلم مهارات الاتصال العملي عند إنشاء حدود صحية مع من حولك. وسواء كان لديك زوج صديق مع أحد أفراد الأسرة، فإن الحاجة إلى وضع حدود تظهر في جميع أنواع العلاقات.
إذا كنت متواصلًا سلبياً واتكالياً على من حولك، فمن المحتمل أنك لا تلبي احتياجاتك الشخصية، أو قد تتماشى مع ما قد يقوله أي شخص آخر لتجنب الصراع أو تحمُّل المسؤولية.
في المقابل، ستظهر ممارسة التواصل الحازم أنك:
على علم باحتياجاتك ورغباتك.
يمكن توصيل تلك الرغبات بوضوح.
يمكنك وضع وفرض حدود واضحة.
كذلك ضع في اعتبارك أن منح نفسك مساحة للتفكير في أفكارك قبل التواصل مع الآخرين هو أمر ضروري، لمساعدتك على التعبير عن نفسك بثقة ووضوح وعدم اتخاذ قرارات سلبية فقط لمعارضة الآخرين وعرض كم أنت "مستقل حقاً".
6- قم بقضاء بعض الوقت بمفردك
قد يمنحك قضاء الوقت في العزلة النسبية وعدم الانخراط يومياً في ضجيج الآخرين وآرائهم وأفكارهم في إعادة شحن نفسك بالمزيد من اليقين والثقة.
وبحسب دراسة أجريت عام 2020 بجامعة Brigham Young University فإن العزلة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على رفاهية البالغين الناشئين وصحتهم العقلية عندما يكون ذلك مقصوداً.
ويقترح مؤلف الدراسة أن قضاء الوقت بعيداً عن الأقران والأشخاص الآخرين يسمح للفرد بإعادة تجميع أفكاره بعيداً عن ضغوط الحياة. كما لفتت الدراسة إلى أن غياب الضغوط المجتمعية يوفر انعكاساً أكبر لأفكار الفرد ومشاعره وقيمه.
كذلك يمكن أن يساعد قضاء الوقت بمفردك في خفض مستويات الاكتئاب، وزيادة احترام الذات، وبناء مهارات تنظيم أقوى للعاطفة والمشاعر.
وأخيراً، يمكن أن تساعد العزلة في تطوير هذه المهارات دون الاعتماد على شخص آخر لمعرفة أفكارك وقيمك ومشاعرك، وهو الأمر الضروري تماماً لتقوية مهارة الاعتماد على نفسك.
عربي بوست