باتت قريبة وعلى الأبواب، الانتخابات للمجالس البلدية ومجالس المحافظات " اللامركزية "، وبدأ الهرج والمرج، وبدأت المسرحيات الحيّة والتي سنشاهدها على الهواء مباشرة ، بممثلين وكومبارس مبتدئين ، يتجلى خلالها النفاق، العصبية والشللية، الكذب، التصنع، عهر الانتخابات، وعهر الرجال، وما أسوأه من عهر .
وسيبدأ المرشح المغوار والمخلِّص للأمة والوطن، والذي يدّعي انه الأفضل والأقدر على الخدمة جولاته المكوكية، على البيوت، الفقراء، الاقارب ، وبيوت الافراح والعزاء ، حتى لو كان لا يعرف لمن تعود ، وسيكون حوله طبعاً ثلة من الغانمين تقوم بالتعريف عليه (كون معظمهم غير معروف أصلاً ).
ستمتلئ الشوارع والحارات بالصور الأنيقة واليافطات البرّاقة ، وستكثر البرامج الانتخابية التي ستنقلنا الى جنة الفردوس خلال ايام قليلة، وسنستمع لاكثر من ناطق اعلامي يطلق تصريحاً هنا وتصريحاً هناك .
ثم سيبدأ التزاحم على خيم المرشحين هنا وهناك ، والسهر والتعاليل مع الحلويات والقهوة ، وسنسمع الخطب العصماء ، والكلمات الرنانة ، والوعود المؤكدة على انتخاب ذلك المرشح ، وستكثر الإشاعات ، وسيتم تفقد الموجودين من قبل " العسس " الموالين للمرشح ، وأن فلان حضر وفلان لم يحضر .
نصل ليوم الانتخاب ويبدأ نقل الناخبين، ويبدأ الاقتراع بطيئاً حتى ينتهي، ويبدأ الفرز بطيئاً كعادته ، وكل مرشح يتحسس قلبه تارة وهاتفه تارة اخرى، ثم تظهر النتائج ، وسيكون منهم الفائز والذي بدأ بتقديم الحلويات ، وأيضاً سيكون منهم من انتكس وبدأ بالنحيب !.
تعود الاشاعات مجدداً، فلان نجح بجهده ، علان نجح عن طريق الحكومة ، فلان قام بشراء اصوات ، وعلان رسب لانه تعرض لمؤامرة وخديعة ، ومثل ذلك الكثير .
لكن دعونا نتذكر أن النفوس بحاجة إلى ترميم وليس إلى تأزيم ، وأن نعمل على إصلاح انفسنا اولاً ، وتحكيم العقل والضمير ، والابتعاد عن الشللية والعصبية البغيضة.
دعونا نعمل على تغيير الكثير من الممارسات والمفاهيم والقناعات الخاطئة لدينا ، وأن نختار الأفضل والأصلح والأقوى ، لمصلحة الوطن والشعب أولاً وأخيراً .