أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأزمة الأوكرانية «لم» تَسقُط عن جدول الأعمال.. ماذا «قبل»؟

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

واصلَ قارعو طبول الحرب في واشنطن كما حلف شمال الأطلسي/بروكسل, كذلك أصحاب الرؤوس الحامية في كييف، ناهيك عن ساكن قصر الإليزيه في باريس, التشكيك في إعلان الكرملين عودة قواته إلى قواعدها في المنطقتين الجنوبية والغربية, بعد انتهاء التدريبات العسكرية التي أجرَتها في شبه جزيرة القرم.

وإذ سارع الرئيس الأميركي إلى إلقاء بيان مباشرة بعد الإعلان الروسي, خصوصا وأنّ توقعاته، كما أجهزة وكالات الاستخبارات الأميركية, بأنّ «الغزو» الروسي لأوكرانيا سيبدأ يوم الأربعاء (أمس) لم تتحقق, وبات عليه إيجاد تبرير لهذا «الإخفاق» الذي وصل حدود اليقين لديه، وترافق في الآن ذاته مع تدمير وثائق حساسة في السفارة الأميركية في كييف وأجهزة الاتصالات, ونقل طاقم السفارة إلى مدينة أخرى في أقصى الغرب الأوكراني/مدينة لفيف, وعاد إلى أسطوانة التلويح بفرض العقوبات «الجاهزة» على موسكو, إذا ما حاولت غزو أوكرانيا كون هذا الغز? في نظر بايدن «ما يزال مُحتملاً»، إضافة إلى تصريح أمين عام الناتو/ستولتنبرغ بـ«إننا لم نرَ أي إجراءات فعلية على خفض التصعيد», فإنّ ما يثير الانتباه هو تصريح الرئيس الفرنسي/ماكرون بأنّه «يريد التحقّق من انسحاب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا».
وهو ما يعكس شعوراً بالصدمة المحمولة على فشل شخصي لماكرون, الذي أراد استثمار زيارته لموسكو ومحادثاته الهاتفية العديدة مع الرئيس الروسي, في معركته الانتخابية الوشيكة (10 نيسان القريب). لكن بوتين لدهائه لم يمنحه ورقة رابحة, بل أحالها للمستشار الألماني أولاف شولتس الذي تعرض لحملة تشكيك في أهليته لتولّي المنصب, الذي شغلته أنجيلا ميركل طوال ستة عشر عاماً كانت فيه حازمة و«مُبتكرة» لحلول توافقية أهّلتها لمواصلة مهمتها في ظروف دولية، وبخاصة أوروبية-أميركية، معقدة وصعبة.
شولتس الذي شاركَ بوتين مؤتمراً صحافياً بعد انتهاء محادثتهما, قال: إن لروسيا دوراً حاسماً في الحفاظ على الأمن في أوروبا, مضيفاً في إشارة لافتة إلى أنّه «من الواضح للأوروبيين أنّه لا يُمكن تحقيق أمن مستدام بدون روسيا، لذلك -واصلَ- يجب أن يكونَ مُمكناً إيجاد حلّ رغم صعوبة الوضع الحالي وخطورته».
وإذ حضرت في المؤتمر الصحافي المشترك بين بوتين وشولتس.. تأكيدات بوتين بأنّ الولايات المتّحدة, رَفضت إبقاء أوكرانيا والجمهوريات السوفياتية السابقة خارج حلف الأطلسي، كذلك رفضت واشنطن وقف نشر الأسلحة بالقرب من الحدود الروسية وتقليص قوات الناتو في أوروبا الشرقية، فإنّما أراد الزعيم الروسي الإشارة إلى أنّ الضمانات الأمنية التي طالبت موسكو بها قد باتت مرفوضة أميركياً، وبالتالي أطلسيا, ما يُبقي «جوهر» الأزمة بدون حلّ، رغم تمسّك سيد الكرملين بالمسار الدبلوماسي لإيجاد حلّ لهذه المسألة/توسيع الناتو وانتشار أسلحته الص?روخية النووية، وهو الأمر الذي تجسّد في تفويض بوتين وزير خارجيته لافروف مواصلة مساعيه في هذا الاتجاه.
ليس صدفة، والحال هذه، إصرار بوتين على حسم موضوع عضوية أوكرانيا في الناتو «الآن وليس غداً» على ما قال حرفياً, شارحاً المشهد على النحو التالي:"نسمع أنّ أوكرانيا غير جاهزة اليوم للانضمام إلى الناتو، نعلم هذه المقولة -أضاف- ويقولون فوراً إنّه لن يتمّ قبولها غداً.. ثمّ تساءل: هل سيقبلونها عندما يُؤهلونها لذلك؟... مُجيباً في تهكم واضح: قد يكون الوقت متأخراً بالنسبة إلينا، لذلك نريد البتّ في هذه المسألة الآن».. لافتاً إلى تعهّد سابق لم يلتزمه الأميركيون: «منذ 30 عاماً يقولون لنا إنّ الناتو لن يتوسع ولو بوصة واحدة?باتجاه الحدود الروسية (قالها بالمناسبة وزير الخارجية الأميركية الأسبق جيمس بيكر لسيء الذكر غورباتشوف ووزير خارجيته شيفارنادزه)..واليوم -أضاف بوتين- نرى البنية التحتية للناتو بالقرب من بيتنا مباشرة، ومع ذلك -استطردَ- تجري مناقشة مسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو. حاسماً المسألة في شكلٍ لا يقبل التأويل: أَبلغونا أنّ أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو في المستقبل القريب، لكن موسكو -أضاف- لا تعتقد بأنّ هذا ضمان جيّد بما يكفي ونريد حلّ المسألة برُّمتها الآن.
في المجمل..احتمالات خفض التصعيد على ما يطالب به الأميركيون/والأطالِسة, تبدو مُستبعدة في نظر موسكو, وفق ما يحدث الآن في الميدان.. روسياًّ كما أطلسياً وخصوصاً أميركياً, عبر تدفق الأسلحة النوعية والفتاكة إلى أوكرانيا. زِد على ذلك طواقم المدربين وآلاف الجنود الأميركيين الذين يتمّ نشرهم في دول الناتو, وخاصّة دول البلطيق الثلاث وبولندا كما رومانيا وبلغاريا، ما يُبقي الأجواء مشحونة في ظلّ تواصل التصريحات الأميركية/والأطلسية والأوروبية عن عقوبات «جاهزة» ستؤلم روسيا وتشلّ اقتصادها، وبخاصّة عُملتها وتبادلاتها التجار?ة/والنفطية/ والغازِية عبر حجب نظام «سويفت» عن تعاملات بنوكها. وهي أمور لا نحسب أنّ موسكو لم تأخذها بالاعتبار, بـ«إصرارها» الحصول على الضمانات الأمنية من الأميركيين/ والناتو.
kharroub@jpf.com.jo
الرأي
مدار الساعة ـ